انعقد بمراكش، بعد ظهر الأحد 4 أبريل الجاري، الجمع التأسيسي للتنسيقية الجهوية لقطاع المهندسين الاتحاديين بجهة مراكش آسفي بحضور المنسق الوطني للقطاع باعلي الصغير ونائبه نظيف عبد الجليل والمنسق الجهوي للحزب عبد الحق عندليب وعدد من المهندسين الاتحاديين بمختلف أقاليم الجهة وممثلين عن قطاعات حزبية أخرى وأعضاء من الكتابة الإقليمية للحزب بمراكش.
اللقاء الذي احتضنه مقر الحزب بالرميلة تميز بنقاش هادئ وعميق للأدوار التي يضطلع بها المهندس في الورش التنموي والتحامه بمختلف مفاصل الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وتموقعه بحكم الوظائف التي يقوم بها في عمق الرهانات الكبرى للبلاد للإقلاع والنهوض الشامل، إضافة إلى مسؤوليات المهندس الاتحادي ومساهماته الحيوية في دعم وتفعيل المشروع المجتمعي الذي يدافع عنه حزب القوات الشعبية.
المهندس عبد الحفيظ الكرماعي، الكاتب العام للفرع الجهوي للاتحاد الوطني للمهندسين المغاربة ومنسق اللجنة التحضيرية للجمع التأسيسي للتنسيقية الجهوية لقطاع المهندسين الاتحاديين بجهة مراكش آسفي أكد، في كلمته الافتتاحية، أن قطاع المهندسين الاتحاديين كان دائما في قلب المعارك الكبرى التي خاضها الحزب من أجل تكريس أسس مجتمع ديمقراطي حداثي تسوده قيم العدالة والمساواة والإنصاف والتضامن. وأضاف أن أدوار المهندس لا تنحصر في مستوى الخبرة التقنية وإنما تتعداها إلى مستوى أكبر يتقاطع مع انتظارات المجتمع والتحديات التي تواجهه، بل إنه يدخل في صلب بناء حضارة بكاملها ويتدخل في تشكيل المحيط السوسيو اقتصادي والثقافي للإنسان وله حضور واضح وملموس في كل مناحي الحياة.
واعتبر الكرماعي أن تشكيل التنسيقية الجهوية للمهندسين الاتحاديين، لا يمثل انعزالا عن باقي القطاعات وإنما هو تكريس لحضور المهندس في قلب انشغالات القوات الشعبية وترسيخ للأدوار التنموية التي يضطلع بها في صلب الرهانات الكبرى لبلادنا وفق الرؤية الاتحادية. مشيرا إلى أن هذه البنية التنظيمية لا تعمل فقط في إطار ظرفي مرتبط فقط بالاستحقاقات القادمة وإنما تحكمها رؤية استراتيجية مرتبطة بالمشروع المجتمعي للاتحاد الاشتراكي. مؤكدا على الدور السياسي للمهندسين الذي يدمجهم كقوة اقتراحية وكفعالية مجتمعية في مختلف الأوراش الديمقراطية والتنموية.
ومن جهته أكد عبد الحق عندليب، المنسق الجهوي للحزب، أن تنسيقية قطاع المهندسين الاتحاديين بالجهة لا تهدف فقط إلى التحضير للاستحقاقات المقبلة بل تعمل على تقوية حضور حزب الاتحاد الاشتراكي كرؤية وكمشروع مجتمعي. وأضاف أن هذا اللقاء يأتي في إطار دينامية سياسية يعمل فيها الاتحاد بكل مناضلاته ومناضليه من أجل الريادة التي يستحقها الحزب دفاعا عن المشروع الحداثي الديمقراطي المبني على قيم المساواة والعدالة والتضامن.
وأشار عندليب في كلمته إلى الإحباط العام الذي يسود كل فئات المجتمع المغربي بسبب الفشل الواضح لحزب العدالة والتنمية الذي أظهر بالملموس أنه لن يكون أبدا بديلا عن حزب الاتحاد الاشتراكي الذي يشكل أملا للمغاربة للانعتاق من الاختناق الذي يعانونه في مختلف جوانب حياتهم بسبب النتائج السلبية للمحافظين في تدبير الشأن العام.
وشدد عبد الحق عندليب على الدور الحيوي للمهندس الاتحادي، معتبرا قطاع المهندسين من القطاعات الأساسية في الحزب بحكم الدور التنموي الذي يقومون به، ولاسيما أن المغرب مقبل على اعتماد نموذج تنموي جديد ساهم فيه الحزب ويفترض حضورا قويا للمهندسين في تفعيله.
وأكد المنسق الجهوي للحزب بجهة مراكش آسفي أن تدبير التنمية يفترض موقعا متميزا للمهندس في المجالس المنتخبة واللوائح الانتخابية.
المنسق الوطني لقطاع المهندسين الاتحاديين المهندس باعلي الصغير شدد في الكلمة التي ألقاها بالمناسبة، على الأهمية المتعاظمة لأدوار المهندس في عالم متغير، موضحا أن الجائحة أظهرت أن هناك متغيرات عميقة تفرض مراجعة نمط التفكير وابتكار نمط جديد للإنتاج، وهو ما يقوي الحاجة للمهندسين ولرجال التعليم والمحامين وغيرهم لأن الأمر يتعلق ببناء فكر وتكريس الحقوق وتقوية التنمية بجهود متضافرة جهويا وقاريا.
وأكد باعلي الصغير أن المهندس المحتكم لتفكير ديكارتي يقوم على القياس والدقة وحساب المتغيرات في حاجة أيضا إلى الروح السياسية التي تأخذ النوعيات التي لاتخضع للقياس بعين الاعتبار.
ودعا المنسق الوطني لقطاع المهندسين الاتحاديين إلى تمتين حضور المهندس الاتحادي في مختلف الهياكل وكل الواجهات الممكنة، لأن الحزب إذا تقوى فإن مشروعه المجتمعي سيجد صداه في المجتمع. مشددا على انصهار المهندس الاتحادي مع كل الفئات والقطاعات لأنها نظام من المعادلات التي لا تكفي نفسها بنفسها وإنما تكمل بعضها البعض، حيث ينبغي للخبرة أن تكتمل بالفهم السياسي، لأن المتغيرات الاجتماعية تفرض رؤية أشمل تصب في المشروع السياسي العام.
وتحدث باعلي الصغير عن التحديات التي تواجه الهندسة على الصعيد الدولي، مبرزا أن العالم يعرف تنافسا تكنولوجيا شرسا بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية مصدره الهندسة، لأن من يسيطر على عدد من الاختراعات الجديدة يسيطر على الاقتصاد الدولي.
وأكد المتحدث على ضرورة خلق هيئة وطنية للمهندسين لملء الفراغ التنظيمي للمهنة، مشيرا إلى المشاكل التي يعرفها الاتحاد الوطني للمهندسين المغاربة ودواعي تجميد الاتحاديين لعضويتهم والمتمثلة في رفضهم لتخوين الدولة المغربية بالنسبة للقضية الفلسطينية وتهميش قضية الوحدة الترابية.
ومن جهته أكد المهندس نظيف عبد الجليل، نائب المنسق الوطني لقطاع المهندسين الاتحاديين، على ضرورة تعبئة المهندسين الاتحاديين وانخراطهم في التفكير الاستباقي في التحديات التي تواجه الهندسة بسبب التغيرات المتسارعة التي تمليها الطفرات التكنولوجية المتلاحقة ولاسيما طفرات الذكاء الاصطناعي التي ستؤثر على العديد من المهن كالطب والهندسة، وهو الأمر الذي يُلزم الاشتغال الدائم على أوراش التكوين وفق رؤية استباقية تستجيب للحاجيات المستقبلية.
وبعد نقاش مستفيض شارك فيه عدد من أطر الحزب انتُخب المهندس عبد الحفيظ الكرماعي منسقا للتنسيقية الجهوية لقطاع المهندسين الاتحاديين بجهة مراكش آسفي، كما تم انتخاب كل من المهندسة حسناء سعيد والمهندسين عبد المجيد هضمي وأحمد كمال نوابا له، كماعرف اللقاء هيكلة التنسيقية الأقليمية للمهندسين الاتحاديين بآسفي وانتخاب المهندس عبد المجيد هضمي منسقا لها، وكذا التنسيقية الإقليمية بالصويرة التي اختير منسقا لها المهندس محمد جارف.
أدوار المهندس لا تنحصر في مستوى الخبرة التقنية وإنما تتعداها إلى مستوى أكبر يتقاطع مع انتظارات المجتمع والتحديات التي تواجهه، بل إنه يدخل في صلب بناء حضارة بكاملها
عبد الحفيظ الكرماعي
اللقاء يأتي في إطار دينامية سياسية يعمل فيها الاتحاد بكل مناضلاته ومناضليه من أجل الريادة التي يستحقها الحزب دفاعا عن المشروع الحداثي الديمقراطي المبني على قيم المساواة والعدالة والتضامن
عبد الحق عندليب
المهندس المحتكم لتفكير ديكارتي يقوم على القياس والدقة وحساب المتغيرات في حاجة أيضا إلى الروح السياسية التي تأخذ النوعيات التي لاتخضع
للقياس بعين الاعتبار.
باعلي الصغير
ضرورة تعبئة المهندسين الاتحاديين وانخراطهم في التفكير الاستباقي
في التحديات التي تواجه الهندسة والتي تمليها الطفرات التكنولوجية المتلاحقة
نظيف عبد الجليل
تعليقات الزوار ( 0 )