الدكتور السوعلي لم يتوقف عند كشف المعوقات والإشكالات المطروحة على قطاع الصحة بل قدم اقتراحات وحلول للخروج من هذه الازمة معتبرا «ان المداخل والمقومات الأساس للنموذج التنموي الإيرادي المستقبلي وان يكون الإنسان في قلب العملية التنموية، وكذا العمل على جعل الإستثمار في مجالات المعرفة والتكوين والبحث العلمي والتطور التكنولوجي  مع ضمان الصحة للمواطنين وتعميم التغطية الصحية وتوفير الخدمات الصحية ذات الجودة، وكذا الرفع من نسبة النمو الإقتصادي الذي يتراوح حاليا كمعدل  2-4 بالمائة في السنة، بالإضافة إلى تطوير البناء الديمقراطي ودور المؤسسات، والنهوض بالقدرات الاقتصادية والإنتاجية ،للرفع من المستوى المعيشي للساكنة عبر مخطط للتوزيع العادل للثروات، ناهيك عن انفتاح المغرب على الفضاء الكوني للاستفادة من القيمة المضافة التي حققتها الدول المتقدمة اقتصاديا واجتماعيا وتنمويا، مع ضرورة تفعيل وتنزيل المقتضيات الدستورية المتعلقة بالحق في الصحة والحق في العيش الكريم، والإعتماد على النموذج الرقمي والإنخراط في شبكات المعلوميات لمحاربة الفوارق الاجتماعية والمجالية باعتماد الجهوية المتقدمة».
وطالب  مدير مركز لالة مليكة لتكوين الأطر الطبية بتطوان «بضرورة البحث عن صيغ جديدة للإصلاح البنيوي والهيكلي للمنظومة الصحية بالمغرب عبر نهج سياسة دوائية واضحة الملامح والتخفيض من سومة الأدوية ذات الأولوية خصوصا بالنسبة للأمراض المزمنة والامراض المعدية، وتحسين مؤشرات صحة الام والطفل بتقليص حالات الرضع وحالات وفاة الأمهات أثناء الولادة، مع العمل على إحداث مناصب للشغل لمهني الصحة لتغطية الخصاص ومواكبة احتياجات النمو الديمغرافي، ودعم المستعجلات والبني التحتية وتوفير الموارد البشرية المتخصصة في طب الإستعجال، «وزاد المتحدث بقوله» لابد من الرفع من عدد المتخرجين من معاهد التمريض والتطبيب وإعادة النظر في القوانين الأساسية لمهني الصحة، مع ضرورة إخراد الهيئة الوطنية للمرضين والقابلات وتقني الترويض إلى حيز الوجود».
هذا وعاد الدكتور السوعلي من خلال عرضه للتنويه بالتدابير الإحترازية والوقائية لمنع انتشار العدوى من خلال خلق صندوق خاص لتمويل الجائحة، التوقيف الدراسة، غلق الحدود الجوية والبحرية، الحجر الصحي، إجبارية الكمامات، إقفال المساجد، خلق مختبرات جهوية لتحاليل كورونا، الرفع من الطاقة الإستعابية لمراكز علاج كورونا.
إلا أن المتحدث اعتبر انه رغم كل هذه الإجراءات فإن وباء كورونا له انعكاسات على المدى القصير والمتوسط بحيث سيقود اقتصاد المغرب إلى الركود و تفاقم العجز التجاري والمديونية مشددا على ضرورة ان يكون هناك إقلاع بالنسبة للقطاعات المتضررة من الحجر الصحي (السياحة، الصناعة، الفلاحة، النقل ..)، اعتمادا على دور صندوق الجائحة في هذا الإقلاع.
وفي حديثه عن الإنفاق العمومي للدولة خلال وبعد الجائحة، أفاد السوعلي «أنه يجب ان تكون أولوية النفقات على الإيرادات، موضحا أن إغفال التوزيع العادل للإستثمار وللدخل لا يساهم في فعالية الإنفاق العمومي، حيث يجعله غير مجسد في الحياة اليومية للمواطن المغربي والذي يؤدي بالمقابل إلى الإحتجاجات عند غياب المرافق الضرورية والإحتياجات الأساسية لساكنة مناطق معينة.
وبالنسبة لهذا الإنفاق المخصص لقطاع الصحة كشف المتحدث» أن الميزانية الحالية احتل قطاع الصحة المرتبة الخامسة على سلم المخصصات، إذ بلغ الغلاف المالي الذي أفرده القانون المالي للعام الجديد لوزارة الصحة ما يفوق 15 مليار درهم مؤكدا ان المنظور الاقتصادي الكلاسيكي الذي يعتبر قطاع الصحة غير منتج أصبح متجاوزا».
وخلص الدكتور محمد السوعلي عرضه «بان المرحلة الحالية تشهد تحولا رئيسيا في الملامح الكبرى للدولة والمجتمع والأفراد وتستدعي تتبع متخذ القرار للتحولات الكبرى التي يشهدها العالم لأن هذا الأخير يعرف اليوم سيطرة الاقتصاد على المجالات الأخرى كما ان هذه المرحلة تستدعي تقوية العدالة الاجتماعية وتتطلب كذلك إحياء وإعادة بعث الدور النبيل للسياسة في المشهد العمومي»، فبدونها يضيف السوعلي لن تتحقق التصالح بين المواطن والمجتمع والدولة، مؤكدا «على ضرورة مراجعة شروط التعاقد الاجتماعي والذي يتعين ان يدور حول فلك الاهتمام بالرأسمال البشري بتثمين الفئات العمرية الشابة عبر التكوين الذي يسمح بإعادة تموقع التعليم ضمن الأولويات الوطنية بغرض فتح أفاق جديدة لانخراط سوق الشغل في المهن العالمية القائمة على الرقمنة والتكنولوجيات الحديثة محذرا «من مغبة السقوط في سياسات التقويم الهيكلي»  داعيا بإلحاح  أن تكون أولوية الأولويات لقطاع الصحة، التعليم والشغل».