تقوية البيت الاتحادي وتطوير أدائنا الحزبي بما يمكننا من الاستيعاب العقلاني للتحولات العالمية والمحلية التي نتجت عن انتشار كوفيد   19

أرضية توجيهية لتأطير النقاش الاتحادي حول تدبير الوضعية الراهنة

إن المرحلة المقبلة تتطلب منا، كحزب ديمقراطي فاعل في المجتمع، ليس فقط الدفاع عن المبادئ والقيم الديمقراطية والعمل السياسي والمؤسساتي المسؤول، بل أيضا تقوية البيت الاتحادي وتطوير أدائنا الحزبي بما يمكننا من الاستيعاب العقلاني للتحولات العالمية والمحلية التي نتجت عن انتشار “كوفيد   19 “.    

نعم، ونقولها بدون أية مزايدات، تأكد، على محك أزمة الوباء، صواب اختيارنا الاشتراكي الديمقراطي الذي لطالما دافعنا عنه، وتأكد إجماع الاتحاديات والاتحاديين بالانخراط الواعي والمسؤول في التعبئة الوطنية التي نعيشها اليوم.

لكن، علينا أن نتحلى في الحزب باليقظة والحرص على متابعة التغيرات الجارية، وأن نستثمر الدينامية الحزبية بمناسبة مبادرتنا حول الانفتاح والمصالحة والأجواء الإيجابية التي خلقتها من خلال تعزيز الحوار الداخلي والتحاق أطر وكفاءات حزبي وسياسية من الطيف اليساري.

علينا أن نحرص جميعا على مواصلة الحوار بين كل الكفاءات الحزبية الذي أطلقنا في إطار المنتديات الاشتراكية: منتدى “التطور الاقتصادي بالمغرب: رؤى متقاطعة” (18 دجنبر 2019 بالرباط)، ومنتدى “الحريات الفردية في مغرب اليوم” (17 يناير 2020 بفاس)، ومنتدى “الثقافة حق أساسي ورافعة للتنمية” الذي كان مقررا (14 مارس 2020 بتطوان) والذي تم تأجيله بسبب جائحة “كورونا”.

سنواصل الحوار بين كل الطاقات الحزبية، الموجودة اليوم في مؤسسات الحزب وخارجها، حتى نتمكن من إثراء عمل اللجنة التحضيرية للمؤتمر المقبل التي سندعو إلى عقدها بمشاركة كل الكفاءات الاتحادية من أجل بلورة أرضية متوافق عليها تمثل التصور السياسي والمجتمعي لحزبنا لمرحلة ما بعد “كورونا”.

إن مبادرة المصالحة والانفتاح ليست غاية في حد ذاتها، بل إنها تشكل رافدا من روافد دعم الدينامية التنظيمية التي شهدها حزبنا في الآونة الأخيرة بناء على خارطة الطريق التنظيمية التي اعتمدها المجلس الوطني للحزب (29 يونيو 2019) واجتماع كتاب الجهات والأقاليم (20 شتنبر 2019).

لقد استطاع حزبنا تفعيل المقررات التنظيمية التي تم اعتمادها، سواء على مستوى العديد من الأجهزة الحزبية جهويا وإقليميا ومحليا، أو على مستوى مجموعة من التنظيمات والقطاعات الحزبية الموازية.

فقد عقدت الشبيبة الاتحادية مجلسها الوطني يوم 28 شتنبر 2019 بالرباط، وانعقد اللقاء الوطني للنساء الاتحاديات بتاريخ 29 فبراير 2020 بالرباط كانت له امتدادات في مختلف الأقاليم بإحياء اليوم العالمي للنساء 8 مارس. كما بذلت العديد من القطاعات الحزبية جهودا مهمة على مستوى هيكلة أجهزتها، حيث اجتمع المجلس الوطني لنساء ورجال التعليم الابتدائي والثانوي بعد سنوات من الجمود وأطلق القطاع برنامجا تنظيميا للاشتغال على المستوى الوطني. كما التأمت قطاعات المحامين وأساتذة التعليم العالي والمهندسين والصيادلة والتجار والحرفيين. وكان لقطاع التجار والحرفين دور أساسي في معركة تعديل مشروع قانون المالية في شقه الجبائي.

كما أشرفنا على عقد المجلس الجهوي لجهة الشرق بتاريخ 18 يناير2020 والذي تدارس مختلف الجوانب المتعلقة بالوضع التنظيمي على الصعيد الجهوي، ووضع خريطة الطريق التنظيمية للمرحلة المقبلة. وكان مقررا عقد اجتماع مماثل للمجلس الجهوي لجهة طنجة تطوان الحسيمة بتطوان يوم 14 مارس 2020، لكن تم تأجيله بسبب جائحة “كورونا”.

وسنعمل على عقد اجتماعات باقي المجالس الجهوية من أجل التداول بشأن خلاصات العمل الحزبي الإحصائي المتعلق بنتائج الحزب في الانتخابات الجماعية والتشريعية، وبلورة الاقتراحات العملية لخوض غمار الاستحقاقات المقبلة بالجدية المطلوبة.

وفي أفق التئام المجلس الوطني الذي كان سينعقد في شهر دجنبر 2019و تم تأجيله لتزامنه مع المناظرة الوطنية لأكادير، ثم تم تأجيله مجددا بسبب نهاية السنة والعطل المدرسية. وفي سنة 2020 التأم المكتب السياسي في اجتماعات متعددة وقرر الدعوة للمجلس الوطني في مارس وبدأت التحضيرات خاصة منها التداول حول تقرير المكتب السياسي، وفُوِضْتُ لصياغته حتى فاجأتنا هذه الجائحة.

لذلك لا بد لكل الأجهزة الحزبية، الجهوية والإقليمية والمحلية، وجميع القطاعات المهنية من تكييف طريقة اشتغالها مع الظرفية الحالية والتواصل عن بعد من أجل ضمان استمرارية تعبئة المناضلات والمناضلين وهو ما سنقوم به على مستوى المكتب السياسي. ويتعين على هذه الأجهزة الحزبية أن توافي القيادة الحزبية بمدى التقدم في تفعيل المقررات التنظيمية استعدادا للاستحقاقات المقبلة وبالمقترحات التي تراها مناسبة لضمان نزاهة العملية الانتخابية سواء القوانين أو التقطيع الانتخابي وكذا مسطرة الترشيح والبرنامج الانتخابي المحلي.

وهو ما يستدعي من كافة الأجهزة الحزبية مواصلة الانفتاح وتوسيع القاعدة الحزبية ومعالجة مختلف المعطيات المتعلقة بالتبطيق والفروع والمقرات، ومواصلة إعادة هيكلة الأجهزة التسييرية الجهوية والإقليمية والمحلية وهيكلة القطاعات المهنية، وتكثيف العمل الإشعاعي والتعبوي للحزب.

إننا نلتزم بدعوة المجلس الوطني للحزب، بتنسيق مع الأخ رئيس المجلس الوطني، فور توفر الشروط لحضور كافة عضواته وأعضائه.

أنتظر أن يتفاعل كل الاتحاديات والاتحاديين مع هذه المساهمة ويدلوا بوجهة نظرهم بشأنها ويقدموا الاقتراحات والإضافات التي يرونها كفيلة بتطوير أداء مؤسستنا الحزبية وإعداد أرضية للجنة التحضيرية التي سنحرص على انتخابها وإعطاء الانطلاقة لأشغالها وفق الضوابط والقوانين الحزبية تحضيرا للمؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب.

ادريس لشكر – الكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي

أرضية – إدريس لشكر – جائحة كورونا – ماي 2020

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

الخروج  اليوم عن المبادئ والقواعد والأعراف والتوافقات ترجمة لمنطق التغول : إلزامية عدم التراجع عن المكتسبات التي سبق إقرارها في النظام الداخلي

حتى  لا تتحول مجالس الحكامة الى آلية للتحكم

الكاتب الأول يحضر اللقاء التواصلي الأول لنقيب المحامين بالرباط

تقديم طلبات التسجيل الجديدة في اللوائح الانتخابية إلى غاية 31 دجنبر 2023