هل كان علينا أن نتوقع ذلك، ونحن ننصت إلى ملك البلاد يرفع التحية للمغاربة الأحرار، ويستحضرهم على مشارف مرحلة جديدة للإقلاع الشامل والمسؤولية…
«إننا نستحضر هنا، بكل إجلال وإكبار، جميع المغاربة الأحرار، الذين قدموا التضحيات الجسام، في سبيل الحرية والاستقلال، وساهموا في بناء المغرب الحديث، مغرب التنمية والديمقراطية والتقدم»… فهو رسم بروفايل لثلة خيِّرة، قد تجد في اليوسفي البورتريه المثالي
هم الأحرار الذين قدموا التضحيات الجسام، في سبيل الحرية والاستقلال،
هم الأحرار الذين ساهموا في بناء المغرب الحديث.. وهم الأحرار الذين ساهموا في بناء مغرب التنمية والديمقراطية والتقدم..
يتقدمهم الأب الخالد للأمة محمد الخامس
والراحل الحسن الثاني..؟
ربما فاتنا، في غمرة الحركية الشاملة أن المجاهد أصبح ثابتا في كل مناسبة وطنية..
هل كان علينا أن نتوقع ذلك، بعد أن أطلق على شارع طنجة الطويل اسمه الدائم؟
أو عندما وضع ملك البلاد قبلته الإنسانية العالية على جبين عبد الرحمان الناصع، في لحظة هشاشة إنسانية؟
ربما.. ربما..
مثلما مثلما كان علينا أن نتلمس ذلك، ربما وهو يرفع عاليا قيم الوطنية والمواطنة ويدعو إلى قيم يمثلها الرجل أفضل تمثيل…
ربما عادت إلى ذهن الملك، تلك القصة ووالده رحمه لله يقدم له عبد الرحمان اليوسفي: «أقدم أكبر مهرب سلاح في المقاومة»،
ووجد أن ضباط السلاح والقوات المسلحة لن يجدوا الاسم
غريبا عن المارش العسكري
وعن الحقل الدلالي للجيش…
ربما
ربما، استحضر الملك أيضا أن عبد الرحمان اليوسفي ارتبط اسمه ، كما يذكر هو شخصيا بأعياد العرش، من واجهة كأس العرش الرياضية..
لقد قال الأستاذ اليوسفي في شهادة له: «الرياضة كانت واجهة للتأطير الوطني وشحذ همم الشباب لجعلهم ينخرطون في المعركة من أجل الاستقلال. علما بأنني كنت عضوا بالعصبة المغربية لكرة القدم التي أسسناها ضدا على العصبة الفرنسية للمستعمر، كان الرئيس هو الوطني عبد السلام بناني وكنت أنا الكاتب العام. ونحن الذين أسسنا مسابقة كأس العرش واخترنا مباراة النهاية أن تكون يوم 18 نونبر من كل عام، الذي كان يصادف ذكرى عيد العرش. وابتدأنا ذلك في موسم 1946/ 1947. وكانت البداية بفرق الأحياء بالدارالبيضاء، ثم توسعت لتشمل فرقا وطنية أخرى من مختلف المدن المغربية«.
كل هذه المعاني تتلاطم اليوم، كدمع في قلب فرح..
قالها إذن ملك البلاد
«كونوا، رعاكم الله، في مستوى ما يجسده هذا الإسم، من معاني الاستقامة والالتزام، والثبات على المبادئ، والغيرة الوطنية الصادقة؛ أوفياء لشعاركم الخالد: لله، الوطن، الملك.…
الاستقامة والالتزام،
والثبات على المبادئ،
والغيرة الوطنية الصادقة، كلها أسماء حركية لاسم اليوسفي..
الاسم الذي سيجاور سماوات أخرى
جاورها في خلود الوطنية
من قبيل علال الفاسي
وعبد الكريم الخطابي، الذي كان نموذجه في الثبات والكفاح، وموضوع محاضرته الشهيرة في مدريد…
الملك كي يقول لنا إنه يحبنا،
وطنيين ثابتين ناصعين
قبل جبين شيخنا
ولكي يقول إنه يحبنا
نزهاء متجردين أوفياء
فتح شارعا طويلا باسمه
ولكي يقول إنه يحبنا
مقاومين متفائلين أحرارا
أطلق اسمه
كما لو إحدى وعشرين طلقة
على التحية والسلاح…

الكاتب : عبد الحميد جماهري 

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

حتى  لا تتحول مجالس الحكامة الى آلية للتحكم

اليوم يفتتح ذ.إدريس لشكر المؤتمر الوطني لقطاع المحامين

الأغلبية تظهر «وحدة الواجهة ـ الفاصاد»، وواقع مكوناتها يؤكد ما قاله الاتحاد وكاتبه الأول..

المجد للشهداء في الأعالي، وعلى الوطن السلام!