عبد اللطيف بوحلتيت: قوة الحزب لا تقاس بعدد المناضلين وإنما بفعاليتهم في محيطهم الاجتماعي والسياسي

أكد عبد اللطيف بوحلتيت، الكاتب الإقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بتطوان، أن قوة الحزب تكمن في وجود مناضلين ومناضلات فاعلين في محيطهم الاجتماعي والسياسي وقادرين على بلورة وترسيخ الاختيار الديمقراطي في المجال الجماعي والجمعوي والثقافي والحقوقي، وأضاف بوحلتيت في لقاء مفتوح نظمته الشبيبة الاتحادية بتطوان ضمن برنامجها «مؤانسات رمضانية « أن التنظيم بتطوان يمتلك تلك القوة التي شكلت له دائما عامل جذب للناخبين بالمدينة وجعلته متواجدا بدون انقطاع بالجماعة الترابية منذ 1976 إلى اليوم، سواء من موقع التسيير المباشر أو التسيير المشترك أو المعارضة، مشيرا إلى أنه لا يمكن الحديث عن تنظيم فاعل وقوي دون وجود مناضلين فاعلين في محيطهم الاجتماعي، فالحزب لا يقاس بعدد المناضلين وإنما بفاعليتهم ومدى انفتاحهم على فعاليات أخرى تتقاسم مع الحزب قيم الاشتراكية الديمقراطية والحداثة، وعدم إشراك هاته الفعاليات قد يعرض الحزب لعطب وصفه المتحدث «بالقاتل» .
وضمن حديثه عن الشأن المحلي شدد المتحدث ذاته أن المجال السياسي هو مجال تطوعي وليس للارتقاء الاجتماعي وأن المواطن يلجأ إلى الجماعة الترابية لحل مشاكله وتلبية مطالبه ،بالتالي لا يسمح بالركوب على هاته المطالب لقضاء مصالح ضيقة وخاصة. منبها في نفس الآن إلى خطورة استحواذ السلطات المحلية على اختصاصات الجماعات، خاصة في مجال التعمير أمام تقاعس هاته الأخيرة في الدفاع عن مصداقيتها ودورها في تنمية مواردها. متسائلا عن دور الوكالة الحضرية التي أحدثت على طريقة النموذج الفرنسي والتي تحولت من مؤسسة تعنى  بإعداد وثائق التعمير والقيام بالدراسات إلى مؤسسة أساسية للترخيص، الذي يظل من اختصاصات الجماعة الترابية لتدبير مجالها التعميري ناهيك عن خلق ما سماه المتحدث بالبرامج المشتركة التي جعلت الجماعات لا تتحكم في مواردها وإمكانياتها.
المسؤول الحزبي بتطوان توقف عند مرحلة ما بعد المؤتمر الاستثنائي للحزب 1975 حيث أوضح أن الحزب لكي يصل إلى قوته المعهودة كان عليه أن يعيد إحياء الاتحاد الوطني لطلبة المغرب والاتحاد الوطني للمهندسين المغاربة وكذا اتحاد كتاب المغرب وغيرها من التنظيمات المدنية الفاعلة التي ازدادت قوة مع تأسيس المركزية النقابية الكونفدرالية الديمقراطية للشغل  كبديل تقدمي ديمقراطي، والتي قادت مباشرة بعد مرحلة التأسيس، إضرابات في قطاعي التعليم والصحة قبل أن تعلن عن إضراب عام سنة 1981، وهي مرحلة استخدمت فيها كافة أشكال القمع للحركة الاتحادية من اغتيالات ومحاكمات صورية، مستحضرا ما قاله الراحل الحسن الثاني بأن تأسيس الكونفدرالية كان أشد وقعا عليه من المحاولتين الانقلابيتين اللتين تعرض لهما، ويضيف  بوحلتيت أنه رغم القمع والحصار والمضايقات التي عرفها الحزب آنذاك، فإنه ظل صامدا بحكم تواجده القوي داخل المجتمع  وكذا قدرته على تدارك أوجه الضعف والقصور التنظيمي في العديد من المراحل، وهي عبر ودروس على الجميع استيعاب مضامينها وأبعادها بشكل جيد قصد تقوية الارتباط بالمجتمع والتواجد بقوة في الإطارات والتنظيمات المدنية، لاسيما الفيدرالية الديمقراطية للشغل.
وختم بوحلتيت عرضه بالتأكيد على أن بناء الديمقراطية التي هي علاقة بين الحاكمين والمحكومين لا تتم إلا عن طريق دمقرطة المجتمع والدولة وأن الطريق لتحقيق ذلك لا يزال شاقا وطويلا.
هذا اللقاء حضره النائب البرلماني عن دائرة تطوان رئيس جماعة وادي لاو محمد الملاحي الذي بدوره قام باستحضار مكامن القوة في التجربة الاتحادية بهاته المدينة، والتي لخصها في عدم الاقتصار على موارد الجماعة، بل البحث عن شركاء آخرين، سواء داخل المغرب أو خارجه، لتنزيل العديد من المشاريع الهامة  التي كان لها الوقع الإيجابي على نمط عيش الساكنة.
هذا وعرف هذا اللقاء، الذي أداره كل من الكاتب الإقليمي للشبيبة بتطوان فادي وكيلي عسراوي وكاتب فرع الشبيبة علي التادلي، العديد من المداخلات لمناضلي ومناضلات الشبيبة الاتحادية تمحورت حول الوضع الحزبي والسياسي بتطوان والآفاق التنظيمية المرتقبة لتقوية الحزب والنهوض بإشعاعه السياسي والنضالي…

عن جريدة الاتحاد الاشتراكي

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

انعقاد المؤتمر الثامن لإقليم الرباط

خلال التجمع الجماهيري لدعم الاخ محمد ياسر الجوهر بفاس: إجماع المتدخلين على فشل الأداء الحكومي

النائبة مجيدة شهيد تسائل الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية حول خلفيات وقف الدعم المالي المباشر عن بعض الأسر القاطنة بإقليم زاكورة.

الخروج  اليوم عن المبادئ والقواعد والأعراف والتوافقات ترجمة لمنطق التغول : إلزامية عدم التراجع عن المكتسبات التي سبق إقرارها في النظام الداخلي