وصف محمد بوبكري الوضعية التي يمر منها الاتحاد الوطني لطلبة المغرب “بالصعبة جدا ” نظرا للتحولات المجتمعية التي ساهمت في تغيير العديد من المعطيات التي أطرت مسار الحركة الطلابية، والتي لم تعد قائمة وتعرضت للتغيير بشكل ملحوظ ، وقال آخر رئيس للاتحاد الوطني لطلبة المغرب أثناء استضافته من طرف الشبيبة الاتحادية بتطوان ضمن برنامجها “ذاكرة الاتحاد” بمقر الحزب بتطوان إن ” أوطم غائب اليوم وليس لديه أي فعل داخل الحركة الطلابية وداخل الجامعة المغربية بحكم التحولات التي طرأت على المجتمع المغربي وغيرت الكثير من المفاهيم والأدوار التي كان يقوم بها الطلبة، سواء على مستوى طرح الأسئلة حول أوضاعهم وأحوال مستقبلهم أوعلى مستوى البحث عن الحلول لمشاكلهم ” .
وأوضح بوبكري “أن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب كان جامعة موازية بامتياز لأنه شكل حافزا للطلبة لكسب المعرفة الفكرية والسياسية والانفتاح على الآخر، واليوم ،يقول ذات المتحدث، لم يعد الطالب يفكر إلا في الشهادة والعمل ولا يفكر في مجتمعه ولا يهتم بأوضاعه وأصبح بالتالي منفصلا عن محيطه “.
واعتبر بوبكري أن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب مدرسة لاكتساب قيم المواطنة، متسائلا كيف يمكن أن نفهم المواطنة دون ممارسة الحرية التي كان يوفرها أوطم داخل الجامعة ؟ ليجيب عن ذلك بكون أن هاته الممارسة لم تعد موجودة داخل الحركة الطلابية وبالتالي فطرح الأسئلة لم يعد هاجسا أساسيا لدى الطلبة الذين ابتعدوا عن اتخاذ القرارات المطلوبة لكونهم لا يمتلكون  المواطنة داخل الجامعة.
وأشار العضو السابق بالمكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى أن الذين أنتجوا الفكر والمعرفة ترعرعوا داخل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب عندما كان هذا الأخير يمارس مهامه ويقوم بأدواره في التكوين والتأطير العلمي والسياسي واليوم، يضيف بوبكري، جف الخيال وجفت العقول، مستحضرا في نفس الوقت أسماء بعض الأطر الحزبية التي تحملت مسؤولية قيادة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب من قبيل محمد اليازغي، عبد الواحد الراضي، فتح الله ولعلو، محمد لخصاصي، عبد اللطيف المنوني(مستشار جلالة الملك )، و المرحوم الطيب بناني وغيرهم، إضافة إلى العديد من الأدباء والشعراء والمفكرين الذين كان لهم دور مهم في تأطير المجتمع وبناء علاقات متينة وفاعلة معه .
وطالب ذات المتحدث الشبيبة الاتحادية ” بضرورة استحضار هذه المعطيات والعمل على إرجاع الاتحاد الوطني لطلبة المغرب إلى مكانه الطبيعي والريادي، لاسيما مسؤوليته في تكوين النخب والأطر الحزبية واستدراك ما ضاع، لأن المشاكل المطروحة حاليا لا يمكن فهمها بدون نخبة تتوفر على تكوين سياسي وفكري في المستوى المطلوب” .
وفي حديثه عن الساحة الجامعية الحالية أوضح  المتحدث نفسه “أن هاته الأخيرة أصبحت فضاء لممارسة سلوكات غريبة عن مبادئ الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ومسرحا للعديد من الأنشطة الهامشية تزيد من خطورة الوضع وتساهم في نشر الفوضى والتسيب”، وأن من يدعون النضال حاليا داخل الجامعة، يضيف بوبكري، “لا يؤمنون بالوطن وبالاختلاف، فهم لا يتأخرون في مصادرة حق الطلبة  في إبداء رأيهم والتعبير عن تطلعاتهم المشروعة، وبالتالي تم تحويل الساحة الجامعية إلى مستنقع لممارسة العنف ضد من لا يشاطرهم قناعتهم وتوجهاتهم”، وزاد بقوله: ” مسؤوليتنا تقتضي النهوض للدفاع عن الحداثة والفكر الاشتراكي داخل الجامعة وتوفير الشروط الضرورية للشبيبة الاتحادية لتقوم بدورها داخل الجامعة حتى يعود الاتحاد الوطني لطلبة المغرب لسابق عهده منتجا لثقافة تنويرية داخل الجامعة المغربية “.
وكان عبد اللطيف بوحلتيت، الكاتب الإقليمي للحزب بتطوان، قد استحضر في بداية هذا اللقاء المسار النضالي والسياسي والفكري لآخر رئيس للاتحاد  الوطني لطلبة المغرب الأستاذ محمد بوبكري، معتبرا تجربته تجربة غنية تتطلب الغوص فيها وفهم مسارها وتأثيراتها على العديد من المجالات، منددا بالمحاولات  التي يقوم بها البعض للاستيلاء على مقر المنظمة الطلابية قصد تحويله إلى مركبات سكنية حتى لا يظل هذا المقر برمزيته التاريخية حاضنا للذاكرة الجماعية والنضالية للحركة الطلابية .
بدوره اعتبر الكاتب الإقليمي للشبيبة الاتحادية فادي وكيلي عسراوي أن اللقاء يندرج ضمن الحلقة الرابعة من برنامج الشبيبة ” ذاكرة الاتحاد “، مضيفا أن الشبيبة الاتحادية بتطوان ارتأت استضافة محمد بوبكري آخر رئيس للاتحاد الوطني لطلبة المغرب لاستعراض تجربته الشخصية من خلال ترؤسه للمنظمة الطلابية في المؤتمر 16 وكذا مساهمته الفعالة في إرساء ثقافة حداثية داخل الساحة الجامعية.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

الكاتب الأول الأستاذ إدريس لشكر يترأس المجلس الجهوي الموسع بجهة مراكش -أسفي

انعقاد المؤتمر الثامن لإقليم الرباط

خلال التجمع الجماهيري لدعم الاخ محمد ياسر الجوهر بفاس: إجماع المتدخلين على فشل الأداء الحكومي

خلال اجتماع مؤسسة كُتاب الجهات والأقاليم