-إن الاتحاد الاشتراكي كان دائما مالكا للأفق المستقبلي ومن ثم كان يستشرف المستقبل ويفعل في الأحداث وكان له بعد نظر يجعله يستبق هذه الأحداث ويقود معاركها .
وإن بناء الأفق الاتحادي وتجديده مشروط بسيادة الوعي الجماعي ، وبسيادة الإرادة الجماعية لدى الاتحاديات والاتحاديين ؛ وإن هذا الوعي الجماعي يجب أن يكون سائدا وفاعلا مستبقا للأحداث وليس مسايرا لها ويكتفي بالتعليق عليها ؛ إن الذكرى الستين التي فتحت هذا الأفق مناسبة تاريخية للاتحاديات والاتحاديين للعودة من أجل بناء فكر اتحادي جديد ؛ بناء ثقافة اتحادية جديدة وتأسيس أفق اتحادي جديد مبني على مشروع جديد …   لقد ترجم الاحتفاء بالذكرى الستين للاتحاد الاشتراكي إرادة سياسية قوية تروم العمل بعزم ومثابرة على إطلاق دينامية ثقافة جديدة ؛ تتجاوب ومتطلبات التحولات المجتمعية العميقة التي تغشى بلادنا اليوم . وترجمت هذه المحطة الجديدة ؛ محطة المصالحة والانفتاح حقيقة التفاعل الايجابي ، البناء بين التوجه النضالي الراسخ للحزب ، ومتطلبات النهوض بالواقع السياسي ، الاجتماعي الوطني .
إن مبادرة المصالحة والانفتاح تستلهم روح وقيم السجل النضالي للاتحاد الاشتراكي من جهة ،وتستشرف من جهة أخرى ، أفق التحول السياسي المنشود في مغرب الديمقراطية والتنمية والحداثة والتقدم …
إن الاتحاد الاشتراكي الوفي لتاريخه الوطني ، المتشبع بهويته التقدمية ، المستند إلى جذوره الاجتماعية – الشعبية ، ليشكل في عالم اليوم قوة سياسية ، حداثية ، تنخرط بوعي ومسؤولية في المساهمة في صنع مستقبل البلاد ، عبر  مراهنتها المتبصرة ، السياسية والتنظيمية ، على دور الشباب ، ودور المرأة ، ودور الأطر الوطنية ، ودور القوى المنتجة في البلاد في استيعاب ، التحولات الإنتاجية الجارية ، واستدماج الثورات التكنولوجية المتواصلة…
إن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي نشأ وترعرع في حمأة النضال من أجل ترسيخ الديمقراطية ، وتحقيق العدالة الاجتماعية ، ونهج سبل التنمية الشاملة ، وتعزيز دولة الحق والقانون والمؤسسات ، ليشدد التأكيد من جديد على الإرادة القوية التي تحدُوه إلى تقوية جذور التواصل وتعزيز ديناميات التفاعل مع القُوى الشعبية الحية بالبلاد ، التي يجمعها وإياه ميثاق التلاحم المتين والنضال المستميت ، في سبيل الارتقاء بالبلاد إلى أسمى درجات النهوض والتقدم ، في شروط الأمن والاستقرار والازدهار .
إنها مسؤولية جسيمة ، ومهمة نبيلة ، تسائلان بقوة كافة الاتحاديات والاتحاديين للنهوض بهما ؛ من أجل كسب رهان التقدم والحداثة ، وتوفير حظوظ مستقبل زاهر للأجيال الصاعدة …
إن واجب الوفاء والامتثال للمبادئ السامية والقيم النبيلة التي أسست لميلاد « الاتحاد الوطني / الاتحاد الاشتراكي « ، وأطرت مساره السياسي ، ورسخت خطه النضالي في مختلف المراحل والمحطات ؛ أن يعود الاتحاديون والاتحاديات إلى الاعتصام بحبل التآلف والالتحام ، على قاعدة نفس المبادئ والقيم التي جعلت من حزبهم نموذجا فذا في الوفاء والالتزام بقضايا الشعب والبلاد ، مهما كلفه من تضحيات ونكران الذات .