رسالة الاتحاد

نجح الاتحاديون في تنظيم احتفال حاشد دخل تاريخ أعراسهم النضالية، ليلة 29 أكتوبر، التي خيمت خلالها روح الشهيد المهدي بن بركة على مسرح محمد الخامس بالرباط.
وليس للاتحاديين أن يدافعوا عن نجاح تظاهرتهم،بعد أن أثبتوا أنهم قادرون عليها وعلى ما بعدها: فالصور غنية عن التعريف، والحضور تجاوز المتوقع،والتنظيم كان بارعا، والمرافقة الإعلامية مبهرة..كما أن التلقائية، والعفوية في الإصرار على حضور ذكرى تغييب العريس التقدمي الكبير، مقرونة بحضور دلالات كبيرة تحت خيمة عاطفية وعقلانية كبيرة للمصالحة والانفتاح… عربون إضافي على الانخراط الواعي والواعد، من أجل رهان كبير، يتجاوز القائمين عليه..
نجح الاتحاديون في خلق شروط موضوعية، لا تنقصها العاطفة والروحانية، لانطلاقة جديدة قوامها التفكير العميق، والعمل المخلص والسعي الحثيث نحو أفق جديد..
ومن ثوابت هذا التوجه، الإلحاح على المشترك الإنساني والفكري والوطني العميق، الذي يجمع أجيال الاتحاديين، ويفرض عليهم، في الوقت ذاته، العمل مع القوى الحية في المجتمع، والإنصات إلى أجياله الجديدة، والثقة في قوتها ووطنيتها، والثقة في الذكاء الجماعي للاتحاديين، نعم ولكن أيضا في الذكاء الجماعي للمغاربة،نساء ورجالا، شبيبة وشيوخا.. في مواقع كثيرة من المجتمع والدولة.
لقد كان احتفاء 29 أكتوبر انطلاقة، فرحة وعقلانية في الوقت ذاته، لكنها انطلاقة لبرنامج طموح، مازالت كل فقراته تنتظر الإنجاز والتنزيل.
أمام الاتحاديات والاتحاديين في القيادة والقاعدة، ملتقيات جهوية، لكل الفقرات التي تم إحياؤها وطنيا، وأمامهم ندوات فكرية وثقافية وسياسية، في جهات عديدة من المغرب، سيكون موضوعها مغرب الحاضر ومغرب المستقبل، يفكر فيه الاتحاد الستيني في الستينيات القادمة، بعقل جمعي كما اعتاد الحزب أن يكون مثقفا جماعيا.. ويقدم الأجوبة التي تطلبها فهم الذات والآخر، الحزب والمجتمع والدولة، وتحولات المشروع الوطني من أجل التقدم والحداثة..
أمام الاتحاديات والاتحاديين مجهود مضاعف في إنجاح فقرات المستقبل، لكي نجيد اغتنام الفرصة الممنوحة للمشروع التقدمي اليساري في بلادنا.
لإعمال العقل
وإعمال النقد
وإعمال الإرادة والتفاؤل أيضا..لخلق شروط فرصة جديدة لربح استحقاقات المستقبل..
الاتحاديون نجحوا في فرحهم المشترك ووفائهم المشترك والعمل المشترك، وأملهم محطات أخرى، إلى مطلع مارس المقبل، لتنفيذ ما اتفقوا عليه.
ولن يضرهم كل القراءات التي تبخس عملهم، فهم أدرى بما يبدعون وتقدير ما حققوه وأهداف ما يصبون اليه..**
حي على المستقبل، إذن…
ولنواصل…

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

الخروج  اليوم عن المبادئ والقواعد والأعراف والتوافقات ترجمة لمنطق التغول : إلزامية عدم التراجع عن المكتسبات التي سبق إقرارها في النظام الداخلي

حتى  لا تتحول مجالس الحكامة الى آلية للتحكم

اليوم يفتتح ذ.إدريس لشكر المؤتمر الوطني لقطاع المحامين

الأغلبية تظهر «وحدة الواجهة ـ الفاصاد»، وواقع مكوناتها يؤكد ما قاله الاتحاد وكاتبه الأول..