تنفيذا لمقرر المكتب السياسي الداعي إلى برمجة اجتماعات تنظيمية جهوية لتفعيل القرارات الحزبية، انعقد بتاريخ 27 يونيو 2020، عن طريق التناظر عن بعد، لقاء لأعضاء المجلس الوطني بجهة بني ملال خنيفرة تحت الرئاسة الفعلية للأخ الكاتب الأول الأستاذ إدريس لشكر، بحضور الأخ الحبيب المالكي رئيس المجلس الوطني، وعضو المكتب السياسي الأخ طارق المالكي عن فريق العمل المكلف بالتنسيق الحزبي داخل الجهة.
وقد افتتح الأخ الكاتب الأول اللقاء بالترحيب بالأخوات والإخوة عضوات وأعضاء المجلس الوطني، موضحا أن إجراءات الحجر الصحي استوجبت الاجتماع باعتماد تقنية التواصل والتناظر عن بعد، ثم أعطى الكلمة للأخ أحمد ذكي الكاتب الجهوي، الذي جدد الترحاب بالأخوات والإخوة المشاركين في اللقاء، ودعا لقراءة الفاتحة على روح فقيد الحزب والوطن الأستاذ المجاهد عبد الرحمان اليوسفي، كما أشار إلى السياق والظرفية التي ينعقد فيها اللقاء والتي يطغى عليها ثقل تأثير جائحة كورونا، وحدد بعض محاور النقاش والتداول التي يمكن أن تساهم في تيسير أشغال اللقاء.
بعد ذلك قدم الكاتب الأول عرضا سياسيا متميزا تناول فيه الأوضاع الدولية والوطنية في ظل تفشي وباء كورونا كوفيد-19 المستجد، واستعرض بنظرة استشرافية ما يمكن أن تكون عليه هذه الأوضاع مستقبلا، متوقفا في المحور الأخير للعرض عند الوضع التنظيمي بالجهة وعند بعض أوجه تقييم نتائج الانتخابات السابقة بما يمكن من تذليل سبل العمل للاستحقاقات القادمة:
ــ أبرز الآثار السلبية والكارثية لجائحة كورونا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، وأوضح ما أصبحت تطرحه هذه الآثار من إعادة النظر في التصورات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. مشددا على أنه بات من الضرورة بمكان الانخراط الجدي في الثورة الرقمية والتكنولوجية لما أظهرته من إمكانيات بالغة الأثر بخصوص الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وعلى إيلاء الجانب الاجتماعي في سياسة الدولة ومخططاتنا الاقتصادية والتنموية، الأهمية البالغة وبالأخص في التعليم والصحة ومعالجة الفقر والهشاشة، وهو الجانب الذي ينسجم مع توجهاتنا الاشتراكية الديمقراطية التي أظهرت جائحة كورونا مدى نبل قيمها ومثلها.
ــ  وأشار إلى نجاعة التدابير الاستباقية والاحترازية والإجراءات الوقائية التي أقدمت عليها الدولة بكل جرأة ومسؤولية لمواجهة وباء كورونا، والتي مكنت بلادنا من تفادي الكوارث التي تسببت فيها هذه الجائحة، وأهمية مساهمة الصندوق المحدث لمواجهتها في التخفيف عن الفئات الهشة من وطأتها، ونوه بيقظة الشعب المغربي وحرص المواطنات والمواطنين على الالتزام بما أملته ظروف الحجر الصحي، وعلى ما أبدوه من روح وطنية عالية في التضامن والتآزر، وأشاد بتضحيات ومجهودات أطقم كل القطاعات التي شكلت الصفوف الأمامية في مواجهة الجائحة وآثارها.
ــ واستعرض مبادرات الاتحاد التي تصب في تشخيص الأوضاع واقتراح البدائل التي من شأنها التجاوب مع ما تستدعيه الظرفيات وما تستوجبه الدروس المستخلصة منها، مذكرا على سبيل المثال بما نظمه من منتديات وأيام دراسية، وببعض مقترحات القوانين كمقترح سن ضريبة على الثروة، مقترح منع تعدد الأجور والتعويضات في المهام التمثيلية. ومركزا، بخصوص جائحة كورونا وما بعدها، على ما تضمنته الأرضية التوجيهية المعدة من طرفه من تشخيص ومن رؤى وتصورات وتدابير على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وعلى ما أكد عليه بيان المكتب السياسي في اجتماعه الأخير يومي 27 و 28 ماي 2020، مؤكدا أن الأرضية معروضة على الاتحاديين والاتحاديات من أجل التداول بشأنها في لقاءاتهم واجتماعاتهم بغية إغناء مضامينها، وتيسير سبل أجرأتها سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وتنظيميا، لأنه أراد لها أن تكون، وكما هو مثبت في عنوانها، أرضية لتأطير النقاش الاتحادي حول تدبير المرحلة .
ــ وقدم قراءة مفصلة ومستفيضة  لنتائج الاستحقاقات السابقة معززة بالأرقام والإحصائيات في كل جماعة من جماعات أقاليم الجهة، مبينا نقط القوة كما نقط الضعف، ومبديا بعض أوجه الإجراءات والتدابير الكفيلة بتعزيز وصون المكتسبات، وتلك التي من شأنها المساهمة في تذليل الصعوبات وسد النقائص، داعيا إلى التعبئة وحسن التنظيم والإعداد والتدبير استعدادا للاستحقاقات المقبلة، مبينا أن الجهة لا تعوزها الطاقات التي تمكنها من تحقيق نتائج أفضل، دون أن يفوته التنويه والإشادة بالمجهودات التي بذلها المسؤولون الحزبيون في الجهة محليا وإقليميا وجهويا وكل مناضلات ومناضلي الحزب بهذه  الجهة، وهي المجهودات التي أسفرت عن نتائج  مشرفة وإيجابية في عموميتها على مستوى كل من المحلي والإقليمي والجهوي والوطني.
هذا وقد أخبر الكاتب الأول في مستهل عرضه، بعزم الحزب على التحضير لتنظيم أربعينية الأستاذ الكبير عبد الرحمان اليوسفي بما يجسد قيمته العالية كمقاوم للاستعمار، وكرجل من رجال الحركة الوطنية الأفذاذ، وكرمز من رموز الحزب والوطن، وبما يليق بمكانته في نفوس الاتحاديات والاتحاديين الذي حالت جائحة كورونا بينهم وبين حضورهم الفعلي في تشييعه إلى مثواه الأخير.
بعد عرض الكاتب الأول، انطلق النقاش، فتدخل جل الحاضرين في محاور وتفاصيل قراءة الأوضاع والإجراءات والرؤى والتصورات والآفاق التي تستتبع ذلك سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، إن على مستوى ما جاء بها العرض المقدم من طرف الكاتب الأول، أو على مستوى ما تضمنته الأرضية التوجيهية وبيان المكتب السياسي. كما تداولوا في الوضع الحزبي وطنيا وجهويا وإقليميا ومحليا وفي قضايا ذات الصلة بالجهة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا في أجواء يغلب عليها عمق وجرأة طرح الأفكار والآراء، وبدون طابوهات كما دعا إلى ذلك الكاتب الأول وهو ينهي عرضه السياسي. وقد خلصوا إلى إعلان أنهم:
ــ يثمنون الدعوة لعقد هذا اللقاء بهذا الشكل وهذه النوعية التي مكنتهم من أخذ وقتهم في التحاور وإبداء الرأي بعيدا عن الإكراهات التي تعترضهم في اجتماعات المجلس الوطني بكل أعضائه، حتى إن هناك من دعا إلى مأسسة هذه الصيغة – صيغة اجتماع عضوات وأعضاء المجلس الوطني بالجهات – إلى جانب الصيغة المعهودة.
ــ يشيدون بالعرض السياسي المقدم من طرف الكاتب الأول، الذي اتسم بوضوح القراءة ورصانة التحليل في تشريحه لأوضاع المشهد السياسي وأوضاع الحزب، وفي ما طرحه من قضايا وآراء، وما اقترحه من تدابير وإجراءات. اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.
ــ يعتزون بمواقف الحزب ومبادراته ومقترحاته المتعددة، معطين المثال باقتراحه لسن ضريبة على الثروة، ومنع تعدد الأجور والتعويضات في المهام التمثيلية، ودعوته إلى تبني مفهوم الدولة القوية والراعية، ومقترحاته بخصوص منظومة الانتخابات ومحاربة الاستعمال القذر واللعب على المشترك الديني للمغاربة، وقبل ذلك إلى جدية وعمق وتميز ما تضمنته مضامين وجهة نظره في المشروع التنموي.
وفي هذا الإطار، عبروا عن تثمينهم لمضامين بيان المكتب السياسي القوية والمتميزة، وافتخارهم بالمستوى الرفيع للأرضية التوجيهية التي أعدها الكاتب الأول، حيث اعتبروها وثيقة مرجعية، ليس لما يمكن أن تقدمه للاتحاديين والاتحاديات من أبواب ومداخل في نضالهم المجتمعي والمحلي، وخارطة طريق لعملهم الآني والمستقبلي فحسب، وإنما، وأيضا، كرؤية استشرافية وعملية لما ينبغي أن ترتكز إليه سياسة البلاد في توجهاتها لما بعد كورونا، وإحدى بوصلات النموذج التنموي المنشود لما بعد هذه الجائحة.
ــ ينوهون بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التي رافقت الحجر الصحي والطوارئ الصحية، والتي جنبت بلادنا كارثة حقيقية كما أشار إلى ذلك الكاتب الأول في عرضه، ويحيون رجال ونساء كل القطاعات التي تجندت لمواجهة الوباء بيقظة ضمير عالية، وبنكران ذات قل نظيره، والروح الوطنية العالية التي أبان عنها الشعب المغربي في هذه الظرفية العصيبة، وقيم التضامن والتآزر التي أبانت عنها ساكنة الجهة من خلال المبادرات النظيفة لجمعيات المجتمع المدني الجادة والمحسنين ذوي الأهداف النبيلة، التي ساهمت في التخفيف من التداعيات الاجتماعية لجائحة كورونا، ويعبرون، في مقابل ذلك، عن شجبهم للاستغلال البئيس لمنتسبين لبعض الأحزاب السياسية لهذه الأزمة ولظروف الحجر الصحي من أجل أغراض سياسية مقيتة.
ــ ينبهون إلى أن نسبة لا بأس بها من ساكنة الجهة تشكو العوز وقلة ذات اليد، وأن أكثرية مناطق الجهة تعاني أصلا من الهشاشة زادت في تفاقمها ندرة التساقطات المطرية، والآثار السلبية لجائحة كورونا. وعليه، فهم يدعون إلى الاهتمام بهذه الجهة ودعمها.
وفي هذا الباب نادى المشاركون والمشاركات في اللقاء بالإسراع في إخراج وتنزيل بنود القانون الذي بموجبه سيتم إحداث سجل اجتماعي للمواطنين، ودعوا إلى إحداث وكالة وطنية لتنمية المناطق الجبلية، وعقلنة توزيع الثروة المائية تماشيا مع الاستراتيجية الوطنية للماء.
ــ ينوهون عاليا بما يقدمه، بكل نبل ومصداقية، منتخبو ومنتخبات الاتحاد من عمل وجهد في الهيئات التمثيلية: وطنيا في الواجهة البرلمانية، وجهويا وإقليميا ومحليا في الجماعات الترابية والغرف المهنية، وعن مدى حرصهم على مصالح المواطنين التي يعتبرونها من الأولويات كواجب وطني في المقام الأول، وكالتزام تجاه المواطنات والمواطنين الذين على أساسه انتخبوهم.
ــ يدعون الاتحاديات والاتحاديين إلى الالتفاف حول حزبهم، وإلى الحفاظ على وحدة الحزب وصونها وتقوية لحمته بما يجمع ويلم الشمل، ويمتن روابط الأخوة في ما بين أعضائه، وإلى احترام مبادئه، والالتزام بمقرراته ونظاميه الأساسي والداخلي. فالحزب كان وسيظل حزب الحوار والنقاش وإبداء الرأي وطرح البدائل في ما بين الاتحاديين والاتحاديات بكل صدق وجرأة. غير أن هذا التوجه وهذه الثقافة الديمقراطية، لا يمكن أن يركب عليها البعض لتصفية الحسابات الشخصية، أو للتداول في الشؤون الداخلية للحزب خارج الضوابط الحزبية، وبعيدا عن الفضاءات المعدة لذلك، والمتمثلة في اجتماعات أجهزته ومؤسساته القانونية والمسؤولة. وإذا كان مطلوبا من الاتحاديات والاتحاديين عموما حسن التصرف، والالتزام بضوابط الحزب، واحترام مبادئه ومقرراته ومشروعية وشرعية مؤسساته، فإن مسؤولي الحزب في القيادة وفي مختلف المستويات مطلوب منهم، بل من الواجب عليهم، إعطاء القدوة والمثال والنموذج الأمثل في هذا الباب.
ــ يدعون إلى توسيع العرض الحزبي، والاستمرار، بما يلزم من جدية، في تفعيل أوجه الانفتاح والمصالحة، وتقوية حضور وتمثيلية النساء والشباب، والدعوة إلى الاستعداد للانتخابات ومنذ الآن من أجل إحراز النتائج التي تعبر حقيقة عن المكانة التي يحتلها الحزب في المشهد السياسي.
وفي هذا الصدد، يود أعضاء وعضوات المجلس الوطني أن تفعل، وبكيفية أكبر وأشمل، أدوار فريق العمل المكلف بالتنسيق داخل الجهة للمواكبة والتتبع والمصاحبة في المحطات التنظيمية، وفي التعبئة للاستحقاقات المقبلة، وفي دعم التنسيق في ما بين مسؤولي الحزب بالجهة، ويرون في لقاء اليوم الانطلاقة في تفعيل مقررات الحزب، والاستعداد للاستحقاقات القادمة، ويدعون، في هذا الباب، إلى عقد مجلس جهوي لاستثمار وأجرأة نتائج أشغال ومخرجات لقاء اليوم.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

بلاغ اجتماع مؤسسة كتاب الجهات والأقاليم للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية

بيان الكتابة الجهوية للحزب بجهة الشرق

بيان الكتابة الجهوية لجهة درعة تافيلالت

بلاغ المكتب السياسي للحزب لاجتماع 27 مارس 2024