بيان الكتابة العامة للحزب في 2 ماي 1963

 

الكتابة العامة للاتحاد أصدرت بيان إلى الشعب المغربي يوضح لماذا قرر الحزب أن يخوض معركة جديدة بفتح مواجهة داخل صفوف قوات الرجعية نفسها.و لقد عمل الأخ المهدي بنبركة رحمه الله على تسجيل هذا البيان بصوت المرحوم محمد بوجندار وهو شاب فصيح اللسان كان موظفا بالخزانة العامة وبعد ذلك تم طبع ما يكفي من نسخ الاسطوانات وتوزيعها على فروع الحزب لبثها وإعادة بثها في مهرجانات الحملة الانتخابية .

 

يقول البيان المؤرخ في 2 ماي 1963:

“إن قارارنا هذا لا يمكنه أن يترك مجالا للبس أو التأويلات المغرضة، مادام الاتحاد الوطني للقوات الشعبية هو المنظمة الثورية  التي تواجه النظام الإقطاعي الفردي بالعداء الصريح، ومادام  احد أهدافنا المستعجلة هو محو هذا النظام ، لكي تخلفه بصفة حتمية مؤسسات شعبية منتخبة، في دائرة ديمقراطية سليمة وحقيقية. ولا شيء غير هذه المؤسسات القائمة على القاعدة الشعبية يمكن أن ينبني عليها كيان الدولة، وتمكننا من تحقيق أهداف ثورتنا المسطرة في مؤتمر ماي 1972 ، ومن ترجمتها  إلى واقع حياتنا  الاقتصادية والاجتماعية و السياسية.

إنه لا مجال للتهاون مع النظام الإقطاعي الرجعي، فأحرى الانسياق  معه في حكمه المعادي للشعب والمحتقر لكرامته ومطامحه.

وإننا نقول بكل صراحة لأولئك الذين قد يفكرون في دعوتنا لما يسمونه ب “بوحدة وطنية”: ليس هنالك أية وحدة وطنية ممكنة حول نظام إقطاعي في أسلوبه، ورجعي في صميم روحه ، قد أعطى البراهين على تقلبه، واستخفافه بالمبادىء، وعدم إيمانه بأي شيء ، وأخيرا على عجزه الفاضح.

فهاهو الدستور الممنوح المصنوع على يد فنيي الاستعمار الجديد قد نسج لبوسا للنظام القائم، وهاهي “الجبهة” التي أسسها القصر الملكي، وتضم الخونة المشهورين والإقطاعيين والموظفين المتعفنين، قد أنشئت لضمان الاستقرار المطلوب، وهاهم الناطقون بلسان النظام، كمدير الديوان الملكي وغيره من عملاء الاستعمار الجديد، يعلنون بكل وقاحة عن مذهبهم المزعوم، مدعين بأن أسلوب التخطيط الاشتراكي في الاقتصاد خطأ، وأن الإصلاح الفلاحي من ضرب الخيال، وأن تأميم الصناعة والتجارة الخارجية من قبيل الأوهام الوخيمة العواقب. وتزيد أبواق دعاية الاستعمار الجديد في اباطيلها مؤكدة أن سلوك طريق الرأسمالية، وفتح أسواقنا الداخلية في وجه مطامع الاستعمار الجديد لهي الخطة الواقعية الناجعة.

تلكم هي النظريات التي يريد النظام المتسلط اليوم أن يبني عليها سياسته واستمراره، بل تذهب به السخافة فيحاول ستر نواياه ومناوراته وهو يبذل كل الجهد لكي ينظر إليه إخواننا في الجمهورية الديمقراطية الشعبية الجزائرية نظرة جد واحترام، بينما هو يسعى فقط لإقامة وحدة المغرب العربي على أساس المصالح، أي لفائدة الاستعمار الجديد.

لذلك، كله فان الخط الفاصل بيننا وبين النظام القائم في الميدان المذهبي واضح بين، يسد الطريق في وجه كل مساومة.

ولن يخطر ببال أي احد من نوابنا، كيفما كان عددهم، أن يخضع لمنطق الواقعية الانتهازية البلهاء الذي يقضي بالانسياق مع النظام ومشاركته في المسؤولية .

إن النظام الرجعي الذي تسلط على الحكم منذ ماي 1920 قد أزال اليوم عن وجهه النقاب، وأصبح مشخصا.

وإنها لمفخرة عظمى للاتحاد الوطني للقوات الشعبية كتبها له التاريخ الذي لا مرد لحكمه، إذ استطاع أن يكشف عن حقيقة النظام القائم، بفضل وعي الجماهير  الشعبية في البوادي والحواضر، مما يلمسه الخاص والعام في أحاديث الناس بل في الأغاني العامية سواء بالعربية أو البربرية التي تعبر اصدق تعبير عن خوالج النفوس والمشاعر.

إن المجتمع موقن والحالة هذه انه لا سبيل لإصلاح النظام القائم وعلاجه أو تزكيته. وان الاتحاد الوطني للقوات الشعبية لا يرى دواء له غير زواله.

ستكون مهمة نوابنا إذن مهمة توضيح وتوعية وتربية وتفهيم للرأي العام، وبصفتهم وكلاء عن الشعب سيكون من واجبهم أن يعبروا عن الإرادة الشعبية في وجه السلطة الإقطاعية المسخرة للاستعمار الجديد.

ولقد تعهد جميع الإخوان الذين يتأهبون اليوم لخوض هذه المعارك بأن يكون سلوكهم  في كل حين وفق توجيهات منظمتنا وان يعملوا في مجلس النواب بروح الوئام والامتثال من اجل نصرة مذهبنا وتحقيق مطامح الشعب .

إنهم سيخوضون المعارك في نفس الميدان الذي اختارته قوى الرجعية لهزيمتها.

إننا نعلم أن هذه المعارك ليست إلا جانبا من جوانب نضالنا الثوري، إذ أن أهم أهدافنا لن يتحقق عن طريق البرلمان، إن كان هناك برلمان، بل سيتم بحول الله خارج البرلمان وبفضل العمل المنظم الذي تقوم به الطبقة الكادحة ، والفلاحون والشباب والمثقفون الثوريون.

إننا نوجه النداء لجميع الوطنيين المخلصين ولكافة المناضلين في صفوف الاتحاد الوطني للقوات الشعبية لكي يتجندوا في الأحياء والدواوير ويقطعوا الطريق  في وجه الخونة وعملاء الإقطاع والاستعمار الجديد.

إن المعركة ستكون ولاشك قاسية ، لأن النظام المتسلط قد عبأ أجهزة الدولة الإدارية لفائدة مرشحيه، المعروفين منهم والذين مازالوا متسترين، انه يظن انه سيتمكن من اختلاس الأصوات عن طريق القمع والتهديد، والترغيب والترهيب، والرشوة والتزوير. ولكن صلابة مناضلي الاتحاد الوطني وقوة عزيمتهم، وروح التضحية التي تملأ قلوبهم، وكذلك  حسن تمييز شعبنا الباسل، كل ذلك سيمكننا من أن نجابه العنف ونقاومه بجد وحزم ونقف سدا منيعا في وجه كل محاولة لغصب الحكم في البلاد”.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

شريط وثائقي يضم مسيرة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية خلال ستين سنة

مـــوقفنـــــا

في ذكرى أحداث يونيو 1981

عن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة