عبد السلام الموساوي

1_  الرجلة وتمغربيت ليست شعارا يرفع أو « ماكياجا» للتزيين، بل هي تربية، ثقافة وأخلاق، مبدأ وسلوك، قناعة واختيار، قيم ومثل…

في زمن اللحظات الحرجة، في زمن الأزمات تسقط الأقنعة وتذوب المساحيق، يعلو الرجال والنساء ويتقزم الجشعون والانتهازيون.
الرجل الذي يستحق ألف تحية، ألف تقدير وألف شكر واحترام، هو الأستاذ إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي… فخورون بك أيها القائد واليوم أكثر من أي وقت مضى…
ففي خطوة مؤسسة على خلفيات فكرية وسياسية، مؤسسة على إنسانية الفكر الاشتراكي الديموقراطي، ومؤسسة على نضالات وتضحيات الاتحاد الاشتراكي… أشر، كما في مرات عديدة، بالماضي واليوم وغدا، أشر الاتحاد الاشتراكي على توجهاته الاجتماعية والتضامنية، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي خلفها فيروس كورونا…
وفي ظل لجوء كبريات المؤسسات الإعلامية المغربية للاقتطاع من أجور عامليها، الكاتب الأول الأستاذ إدريس لشكر، الرئيس المدير العام للمجموعة الإعلامية «الاتحاد بريس»؛ الاتحاد الاشتراكي، أنوار بريس، ليبراسيون، يقرر الإبقاء على أجور كل العاملين بالمؤسسة دون أي اقتطاع مع صرف منحة رمضان كما جرى العمل بذلك كل سنة…
وستستمر المؤسسة، يؤكد الأستاذ إدريس لشكر، في التزاماتها الاجتماعية كاملة «الضمان الاجتماعي، التقاعد التكميلي…» بشكل عادي، وأن حل هذا القطاع لا يمكن أن يكون أبدا على حساب الأجراء…
إن الإشادة واجبة بهذا الموقف الإنساني والتضامني، ولابد منها من طرفنا نحن الذين لا نتوقف عن انتقاد كل من أتى سلوكات من النوع غير السار كثيرا، بل من النوع المؤلم والمقرف، إقرار الاقتطاع من أجور الصحافيين لجأت إليه مؤسسات ضخمة وقادرة على تشغيل جميع الصحافيين في المغرب وبرواتب عالية جدا!!! قرار الاقتطاع إجراء لجأت إليه أغنى الصحف وكبار الناشرين الذين اغتنوا من مهنة غير مدرة للدخل بالنسبة لأبنائها الأصليين، الوفيرة بالنسبة لعدد كبير من المتسلطين عليها، الذين تعودوا قضاء وطرهم في ميدان صاحبة الجلالة الصحافة…
جريدة، وربما جرائد، أرسلت جميع العاملين المطبعيين عندها إلى صندوق «CNSS» من أجل قرصنة ال 2000 درهم… لا بأس! فقد سبقها في هذا «الذكاء» والاحتيال، تجار التعليم الخصوصي وتجار المصحات الخاصة، أغلبهم على الأقل، مصاصو دماء الآباء والتلاميذ، مصاصو دماء الدولة ودماء المغاربة الصادقين المتضامنين…
هذه باختصار الصورة العامة، دون تهويل مرفوض وكاذب من طرف من يريدون تأزيم أو التخلص من المشتغلين لديهم بادعاء الأزمات الكاذبة والسابقة لأوانها، ودون تنصل من المسؤولية لا يجب أن نسمح به في لحظة الناس هاته.
أيضا الإشادة واجبة، لأن الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، مدير «الاتحاد بريس»، يشكل استثناء في زمن التهافت والجشع، في زمن لا يعرف فيه اللصوص معنى التضامن والتضحية…
إن قرار الأستاذ إدريس لشكر، موقف مبدئي، بعيد عن انفعالات ومزايدات لحظة الأزمة، موقف هادف يحاصر الشعبوية التي تروم السيطرة على الوجدان بخطاب عاطفي مغالطي، خطاب عرته كورونا وكشفته الأزمة.
موقف صادق، وصدقه نابع من الداخل، صادق صدقا داخليا، انسجام الفكر مع نفسه وانسجام الشخص مع قيمه… السياسة أخلاق.
موقف صادق أساسه الإرث الاتحادي النضالي وبوصلته هو المشروع الاتحادي الاجتماعي.
لحسن حظنا لم يعد هناك ذو عقل يمكن، بعد كل هذا، أن يعلو كرسي الأستاذية ليفتي الفتاوى ويوزع النقط والميداليات، ويقرر في لائحة الفائزين والراسبين في مسار التضحية والتضامن.
الإجماع الوطني الحاصل حول مواجهة هذا الداء يجب أن توازيه روح وطنية لدينا جميعا تسير جنبا إلى جنب قرب الروح الإنسانية التي تصنع الفوارق كلها في نهاية المطاف…
2_ الحاجة اليوم ماسة لصحافة مواطنة، جادة وجدية تنقل الأخبار الموثوق فيها والصحيحة إلى الناس، تواكب هذا الإبداع المغربي في مجال مقاومة المرض بوطنية وبتقدير حقيقين، تقفل الباب على المتسللين سهوا إلى ميدان الصحافة، وهم كثر…
اليوم، وفي زمن كورونا، ونحن نتابع عديد الخسارات الفادحة التي ارتكبها تجاهلنا لقطاعات عديدة امتلأ بها الميدان نكاد نؤمن أن الزمن القادم، بعد زوال الوباء سيحمل معه إلى زواله كثيرا من الأدعياء والمتسللين ومنتحلي الصفات عنا، وسيعيد إلى هذا الميدان قليلا من الاحترام الذي كان عليه، وسيجعل من المتعففين من أبنائه الأصليين وجوهه اللامعة، وسيلقي بمن تطفلوا عليه كل هاته السنوات إلى حيث يجب أن يكونوا.
ستكون هذه الاستفادة أفضل ما قد يقع لنا بعد زمن كورونا، وسنعطي بها الدليل أننا استفدنا قليلا من هذا الامتحان العسير الذي نمر منه.
ماذا وإلا سنكون فعلا رموزا لغباء كبير، إذا ما عدنا بعد زمن كورونا إلى ارتكاب نفس الأخطاء، والسماح لنفس المحتالين والمتسلطين بأن يواصلوا احتيالهم السمج علينا وعلى مهنة الصحافة التي لا نزال نقدسها رغم كل ما مر عليها من ضربات.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

انطلاق أشغال الدورة الأولى للملتقى الإفريقي اللاتيني للشبيبات الاشتراكية

انتخاب الأخت خولة لشكر لمنصب نائبة رئيس الاممية الاشتراكية

العيــــد والحجـــر

لقاء مفتوح مع الأخ محمد بنعبد القادر بمكناس