عبد الحميد جماهري

المغرب أيضا أرضه محتلة في الشمال
والمغرب أرضه ما زالت تنزف في الجنوب
ولو لم تمر الفاشية من هناك
وتمر أساطيل الرأسمالية الحربية يا رفيقي
بخطوط طوله
وخطوط عرضه لما كان حاضره الترابي معلقا كما اليوم.
شعبك
وبلادك
وأرضك
ضحيةً، ما زالت للاستعمار جنوبا
وشمالا
وحدوده في الشرق أيضا
قضمتها أسنان «يالطا» الطويلة منه،
ونشرتها مناشير «برلين القديمة»
والدول التي التقطت التاريخ من فوق دباباته
تحافظ على حدوده بعد أن رحل..
بلدكم ما زالت حريته منقوصة التراب
وبلدكم ما زال ينام بكوابيس العدوان..
وما زالت بلدان العالم، حتى التي تمشي معه مسافة الألف ميل في الشراكة والتعاون
لا تتردد في أن تطعنه من الخلف
وأن تناوشه ذات اليسار تارة
وذات اليمين، تارة أخرى
أو تعانق الأعداء مع أول هبة برد في العلاقات السياسية
أو التباس في الاستراتيجية
أو تكدر في المزاج
أو مع حفلات الشواء الانتخابية..!
والمغرب، عليه أن يعيش،
وأن يحارب
وأن يستعد للحرب
وأن يغني للسلام
وأن يساعد الأعداء على فهم أشواقه الترابية..
وحقه في الوجود.
المغرب أيضا
قد يَجرُّون عليه الحرب
وعليه أن يحرك خطواته بالميزان..
ما بين شرق يصير غربا
وغرب يصير شرقا..
وأن يسير سير المضطر حينا
مع عواصم تغرق نواياها في موازين القوى الكبرى
ويسير سير القتيل حينا آخر
في حقل ألغام على كل حدوده!
وعليه أن يقرأ نوايا الدول النووية
والدول الطامعة في مجلس الأمن
وأن ينتبه إلى ما في كل مصافحة من عدوى بالانهيار!
فهل إذا لعنت بلادك
وهي تعاند العدو
ستخدم حرية أخرى
وضد عدو آخر؟
وهل إذا احتقرت ترابك
سيتحول تراب الآخرين إلى ذهب في لسانك
وفي يدك
وفي فؤادك؟..
أبدا ..
يجب ألا ننسى،
نحن أيضا نحب الحرية، وما زلنا نحاول أن نجد في فجوات الديبلوماسية ما يجعل حلمنا واقعيا
ولكنه سيطل علينا دوما
مفرطا في الإصرار..
يريدنا أن نناصر كل الشعوب!
لا تحتقر عدالة قضيتك،
لأنك لن تكون وفيا
ولا سندا لكل قضية عادلة إنْ أنتَ فعلت!
وبلادك يا رفيق،
من فرط ما تخاف على ترابها
ومن فرط ما سال دمها
تعلمت أن تحب تراب الآخرين النقي
وعدالة القضايا
لأنها تعرف ما معنى الوفاء
وما معنى مزيج العدالة وحرية التراب،
فهي لن تستأمنك على ترابها
ولن تستأمنك على تراب الآخرين أيضا…

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

الخروج  اليوم عن المبادئ والقواعد والأعراف والتوافقات ترجمة لمنطق التغول : إلزامية عدم التراجع عن المكتسبات التي سبق إقرارها في النظام الداخلي

حتى  لا تتحول مجالس الحكامة الى آلية للتحكم

اليوم يفتتح ذ.إدريس لشكر المؤتمر الوطني لقطاع المحامين

الأغلبية تظهر «وحدة الواجهة ـ الفاصاد»، وواقع مكوناتها يؤكد ما قاله الاتحاد وكاتبه الأول..