تأبى بعض المنابر المختبئة في جبة خفافيش الظلام إلا أن تعاكس حتى قاعدة “الكذب لا يكون على الأحياء”، وفي هذا يندرج ما خطته “أخبار اليوم”، وبالصورة، للسيدة الفاضلة سعاد ولد غزالة، زوجة الراحل محمد الفقيه البصري، وبعنوان يجسد قمة الحقد وقمة الزيغ عن المهنية والتحول إلى بوق دعائي لمن يقف بأحقاده خلف هذه “المؤسسة”، حيث جاء العنوان: ” زوجة الفقيه البصري تخذل لشكر”، في إشارة إلى عدم تمكن السيدة سعاد من حضور اللقاء التاريخي الذي أحياه الحزب في 29 من أكتوبر الماضي تحت عنوان كبير “المصالحة والانفتاح ومن أجل أفق جديد للقطع مع خصوم الديمقراطية”.
والحقيقة الساطعة التي يريد صاحب الخبر نفيها ويتم تسويقها بمنطق “اكذب ثم اكذب ثم اكذب فيصدق الناس ذلك” أن أعضاء المكتب السياسي كانوا حاضرين في زيارة قبر المرحوم وحلت السيدة سعاد بمقر الحزب المركزي بالرباط ووجدت في استقبالها “لشكر” الذي “خذلته” في “أخبار اليوم فقط”، ونشرت جريدة “الاتحاد الاشتراكي” صورا يوم إحياء ذكرى الوفاء وحلول ذكرى 60 سنة من انطلاق القطار الاتحادي، وكتبت الجريدة: “وكان الكاتب الأول قد قام بتوجيه الدعوة لأرملة الفقيه البصري من أجل حضور حفل ستينية التأسيس والمصالحة، الذي ينظم مساء اليوم بالرباط، غير أن تعذر حضور سعاد البصري للحفل بسبب تواجدها خارج أرض الوطن، جعلها تحرص على زيارته بمقر الحزب، حيث كان في استقبالها الكاتب الأول إلى جانب أعضاء المكتب السياسي: فتيحة سداس والمهدي مزواري وصلاح المانوزي، إذ قدمت لها هدية رمزية ووقفت إلى جانب الكاتب الأول على النصب التذكاري لشهداء الاتحاد الاشتراكي”.
وقد عبرت السيدة سعاد ولد غزالة عن اعتزازها بهذه الزيارة، وعن أملها في أن يعتني الحزب بالتراث الغني الذي خلفه الراحل الفقيه البصري، من مؤلفات ومساهمات فكرية، وهو ما تجاوب معه الكاتب الأول إدريس لشكر، الذي التزم بإطلاق مشروع مشترك مع أرملة الفقيد، لصيانة ذاكرة محمد الفقيه البصري، الرجل المتعدد، المقاوم والسياسي وأحد قادة جيش التحرير المغربي، الذي قاوم الحماية الفرنسية، وأحد مؤسسي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية عام 1959، ومدير صحيفة “التحرير” الناطقة بلسان الحزب والمعارض الشرس والمعتقل الذي عذب وحكم عليه بالإعدام غيابيا ثلاث مرات قبل أن يعود إلى المغرب سنة 1996 بعد حوالي 30 عاما قضاها في المنفى.
وتدخل هذه الزيارة التي قامت بها أرملة محمد الفقيه البصري، في سياق المبادرة التي أطلقها إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب، والتي خلقت دينامية في مجموعة من الأقاليم والجهات ونظمت حولها لقاءات في أغلب الكتابات الإقليمية، وهي مبادرة ذهبت إلى أبعد مدى في التواصل مع كل الاتحاديات والاتحاديين، حيث حرص الكاتب الأول إدريس لشكر بمعية أعضاء المكتب السياسي على زيارة كل الرموز والقيادات التاريخية للاتحاد”.
لقد حولت يومية اخبار اليوم العداء للاتحاد الاشتراكي الي خط تحريري قار ومعلن، لا يكلفها ادني درة من ذرات الموضوعية، وصارت كل مناسبة هي عيد لتمجيد الكراهية لحزب القوات الشعبية.
قبل هذا التوجه البغيض، كان الاتحاديون والاتحاديات يكتفون بتنبيه اصحابها الى أن التجني علي حزب وطني بحجم الاتحاد او التجني على الموضوعية والحقيقة سلوك لامسؤول، وليس له في تاريخ المغرب الحديث من يستطيع ان يدافع عنه أو ما يبرره اخلاقيا وسياسيا وفكريا.. بعدها صار على الاتحاديات والاتحاديين أن ينزلوا إلى بعض «كتابها» غير المحترمين، ويقولون بأن الاسلوب اصبح مرضيا للغاية، ترسخ كترسبات بدائية في وسط مهني مفروض فيه انه شرط من شروط الحداثة-يا حسرتاهَ- إنه الأسلوب التدليسي والاختلاقي!
لم نكن نرد على مثل هذه الافتراءات والكذب والبهتان والحماقات التي تمارسها الجريدة المذكورة لكن بعد اليوم سيكون لكل مقام مقال.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

الخروج  اليوم عن المبادئ والقواعد والأعراف والتوافقات ترجمة لمنطق التغول : إلزامية عدم التراجع عن المكتسبات التي سبق إقرارها في النظام الداخلي

حتى  لا تتحول مجالس الحكامة الى آلية للتحكم

اليوم يفتتح ذ.إدريس لشكر المؤتمر الوطني لقطاع المحامين

الأغلبية تظهر «وحدة الواجهة ـ الفاصاد»، وواقع مكوناتها يؤكد ما قاله الاتحاد وكاتبه الأول..