عبد السلام المساوي

جاء في كلمة الكاتب الأول في الاحتفالية الكبرى تخليدا لستينية تأسيس الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وتلبية لنداء المصالحة والانفتاح (الذاكرة الاتحادية هي أيضا ذاكرة الوفاء للتاريخ والعمل المشترك. لذلك كنا أكثر حرصا على الاحتفاظ بأفضل العلاقات مع من كنا معهم قبل تأسيس الحزب، لا كما يجري اليوم مع بعض الذين غادرونا مؤسسين لإطارات جديدة، كنا نعتقد أننا سنحتفظ معهم بعلاقات جيدة خدمة للمشروع المشترك. وهكذا، استمر التنسيق مع الاخوة في حزب الاستقلال، دون عقدة أو تشكك، وحققنا معهم مكتسبات كثيرة لصالح البلاد. ولا أدل على ذلك ما تم من عمل وثيق بخصوص ملتمسي الرقابة في الستينات والتسعينات، أو الترشيح المشترك، والعمل كحزبين وطنيين ديموقراطيين في الكتلة الوطنية، ثم الكتلة الديموقراطية. ولعل في هذا وحده عبرة للقوى السياسية التقدمية واليسارية. فالاختلاف في الرأي لا ينبغي أن يوقف التعامل والتفاعل والتنسيق في القضايا المشتركة)

1 – تذكير

يسجل الكاتب الأول ذ ادريس لشكر باعتزاز نضالي ووفاء تاريخي أن الاتحاد الوطني – الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لما غادر حزب الاستقلال لاختلاف في الرأي والرؤية، لم يرفع هذه المغادرة إلى درجة الانفصال التام والقطيعة المطلقة، بل إنها كانت ميلادا لعلاقة جديدة؛ واعية وهادفة؛ مؤسسة على التفاعل والتنسيق والعمل النضالي المشترك في المحطات المفصلية والمصيرية مما ساهم في تحقيق مكتسبات كبرى لصالح الوطن والمواطنين …وكان للتنسيق النضالي الجاد والصادق بين هذين الحزبين الوطنيين الديموقراطيين دورٌ كبيرٌ وطلائعيٌ في البناء الديموقراطي وإرساء دعائم وأسس دولة المؤسسات ودولة الحق والقانون…
ويسجل الكاتب الأول، ولكن هذه المرة بمرارة، أن الذين غادرونا مؤسسين لإطارات جديدة، لم يحتفظوا بعلاقات جيدة معنا، كما كنا نأمل، بل إن بعضهم قاطعنا بل وعادانا…

‬2 – عبرة

‮ ‬يؤكد الكاتب الأول‮ ‬،‮ ‬بالرجوع إلى التاريخ القريب‮ ‬،‮ ‬أن التنسيق النضالي‮ ‬المشترك بين حزبي‮ ‬الاستقلال والاتحاد وما حققه من نتائج وضعت المغرب في‮ ‬طريق الانتقال الديمقراطي‮ ‬،‮ ‬يجب أن‮ ‬يكون عبرة لكل القوى السياسية التقدمية واليسارية‮…‬ وهنا‮ ‬يحضرنا‮ ‬سؤال لا بد أن‮ ‬يجيب عنه بعض الذين‮ ‬غادرونا‮ ‬،‮ ‬أي‮ ‬قيمة إضافية في‮ ‬إعادة تشكيل الخريطة السياسية‮ ‬،‮ ‬جاءت بها إطاراتهم ؟‮! ‬وإلى أي‮ ‬حد ساهموا في‮ ‬إضعاف الاتحاد الاشتراكي‮ ‬دون أن‮ ‬ينجحوا في‮ ‬المقابل في‮ ‬إنشاء أحزاب بديلة ذات شأن أو تقوية اليسار السبعيني‮ ‬،‮ ‬والأرقام المسجلة دليل على ذلك ولا ضرورة للتذكير‮ ‬بها‮….‬
‮ ‬ونسجل مع الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي‮ ‬أن الاختلاف في‮ ‬الرأي‮ ‬لا‮ ‬ينبغي‮ ‬أن‮ ‬يوقف التعامل والتفاعل والتنسيق في‮ ‬القضايا المشتركة‮…‬إن التنسيق المشترك‮ ‬الجاد والممكن هو أن تدرك القوى السياسية التقدمية واليسارية وحدة مصيرهاوأهدافها الكبرى‮ ‬،‮ ‬وألا تخطئ في‮ ‬تقديرها لخصومها وأعدائها‮ ‬،‮ ‬وألا تخدمهم ضدا على أسرتها التقدمية اليسارية‮ ‬،‮ ‬وأن تنصرف إلى تأطير المجتمع باسم القيم اليسارية‮….‬
‮ ‬إن التنسيق المشترك بين القوى السياسية التقدمية و اليسارية،‮ ‬هو أن تكون موحدة وجازمة في‮ ‬القضايا الكبرى والمعارك المصيرية ضدا على كل ما هو مناف لقيم اليسار ومبادئه‮ …‬هو تآزر فكري‮ ‬سياسي‮ ‬،‮ ‬عملي‮ ‬دائم ومستمر‮ ‬،‮ ‬حول الجوهر،‮ ‬ولا‮ ‬يمنع بل‮ ‬يشترط استمرار الحوار والجدال والنقد داخل أسرة اليسار‮…‬
‮ ‬إن حصيلة تطور الحقل السياسي‮ ‬المغربي‮ ‬،‮ ‬من وجهة تشكل العائلات السياسية‮ ‬،‮ ‬واستحضار النضالات والتضحيات والمعارك المجتمعية‮ ‬،‮ ‬تؤكد هذه الخلاصة بجلاء‮ ‬،‮ ‬وتفضي‮ ‬إلى‮ ‬تأكيد حقيقة مفادها أن الاتحاد الاشتراكي‮ ‬هو ملك لكل اليسار وليس ملك نفسه‮ ‬،‮ ‬وهو بذلك معني‮ ‬،‮ ‬من وجهة نظر التاريخ‮ ‬،‮ ‬ليس بمصيره الخاص فقط‮ ‬،‮ ‬بل بمصير العائلة اليسارية كلها والعائلة التحديثية بشكل عام‮ ‬،‮ ‬وعلى هذا الأساس‮ ‬ينظر إليه كرقم أساسي‮ ‬في‮ ‬أجندة البلاد‮ ‬،‮ ‬وعلى هذا الأساس ناضل ويناضل وعلى هذا الأساس جاء نداء المصالحة والانفتاح‮ .‬

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

الخروج  اليوم عن المبادئ والقواعد والأعراف والتوافقات ترجمة لمنطق التغول : إلزامية عدم التراجع عن المكتسبات التي سبق إقرارها في النظام الداخلي

حتى  لا تتحول مجالس الحكامة الى آلية للتحكم

اليوم يفتتح ذ.إدريس لشكر المؤتمر الوطني لقطاع المحامين

الأغلبية تظهر «وحدة الواجهة ـ الفاصاد»، وواقع مكوناتها يؤكد ما قاله الاتحاد وكاتبه الأول..