بعد الخطاب الملكي‮ ‬بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء،‮ ‬يحق لأهل جهة سوس‮ -‬ماسة أن‮ ‬ينظروا لمستقبل الجهة بعين‮ ‬يملأها التفاؤل بعد فترة‮ ‬تشاؤم إزاء ما أصاب الجهة من ركود اقتصادي‮ ‬وتدهور اجتماعي،‮ ‬من مؤشراته تراجع مرتبة الجهة بين جهات المغرب،‮ ‬من حيث الإسهام في‮ ‬الإنتاج الوطني،‮ ‬بسبب تدهور القطاعات الإنتاجية الأساسية،‮ ‬وغياب مشاريع مهيكلة،‮ ‬وعدم استفادة الجهة من دعم الدولة على‮ ‬غرار جهات ومدن أخرى منذ عقود‮. ‬
ويعد ما ورد في‮ ‬الخطاب الملكي‮ ‬بخصوص الجهة،‮ ‬سواء ما تعلق بإحداث خط سككي‮ ‬يربط أكادير بمراكش،‮ ‬وطريق مزدوج من أكادير إلى الداخلة،أو ما تعلق بتنمية الجهة التي‮ ‬تتوفر على إمكانات اقتصادية مهمة ومتنوعة،‮(‬يعتبر‮) ‬تثمينا ملكيا لجهة تتوسط بالفعل المملكة المغربية،‮ ‬وإعادة اعتبار لساكنة‮ ‬يشهد لها التاريخ بوطنيتها،‮ ‬وتحمل قيم حب العمل والبذل والعطاء‮. ‬كما‮ ‬يعد الخطاب توجيها ملكيا للحكومة وللمؤسسات المنتخبة بالجهة وللسلطات العاملية بها لتسريع عملية التنمية وفق رؤية استراتيجية شاملة ومستدامة؛ وذلك في‮ ‬إطار توجه وطني‮ ‬لاستكمال بناء الجهوية الموسعة،‮ ‬وبما‮ ‬يخدم التوجه المغربي‮ ‬نحو افريقيا التي‮ ‬أصبحت منذ عودة المغرب إلى الاتحاد الافريقي‮ ‬أفقا استراتيجيا،اقتصاديا وديبلوماسيا وأمنيا‮.‬
تشكل الجهة فعلا واسطة عقد الوطن من طنجة إلى الكويرة‮. ‬هذه حقيقة جغرافية ذكر بها الخطاب الملكي،‮ ‬ومن شأن تقوية بنياتها التحتية ونسيجها الاقتصادي،‮ ‬أن‮ ‬يخلق دينامية اقتصادية وتنموية بين شمال المغرب وجنوبه‮. ‬وانسجاما مع هذا التصور نرى أن استكمال الطريق المزدوجة حتى ورزازات‮ ‬،‮ ‬ولم لا حتى الراشيدية،‮ ‬سيعزز هذه الدينامية،‮ ‬وسيدعم في‮ ‬الوقت نفسه تنمية جهة درعة تافيلالت التي‮ ‬تجمعها بجهة سوس‮- ‬ماسة روابط تاريخية وثقافية فضلا عن كونها الامتداد الجغرافي‮ ‬الشرقي‮ ‬لها‮.‬
إن التفاؤل بمستقبل الجهة لا‮ ‬يعفي‮ ‬النخب السياسية والاقتصادية،‮ ‬وكذا المؤسسات المنتخبة وهيئات المجتمع المدني‮ ‬بالجهة من أن تنهض،‮ ‬كل من موقعه وطبقا لاختصاصاته،‮ ‬من اعتبار الخطاب الملكي‮ ‬فرصة لإطلاق مبادرات داعمة للاستثمار المنتج للثروة والخالق لفرص الشغل‮. ‬ومما‮ ‬يشجع على ذلك أن مساحات واسعة من الجهة ما زالت بكرا وتتوفر على مؤهلات طبيعية كفيلة باستقطاب الرأسمال في‮ ‬أكثر من مجال‮.‬
من أكادير،‮ ‬عاصمة جهة سوس‮- ‬ماسى،‮ ‬أعطى المرحوم الملك الحسن الثاني‮ ‬انطلاق المسيرة الخضراء سنة‮ ‬1975،‮ ‬وكانت أكادير مركز القيادة الجنوبية للقوات المسلحة الملكية أثناء معركة الدفاع عن الوحدة الترابية،‮ ‬لذلك هي‮ ‬جديرة بأن تكون الجهة بالتفاتة ملكية طالما انتظرتها ساكنة المنطقة‭.‬