قال إدريس لشكر: ” بهذا الحضور الجماهيري الكبير في مدينة العرائش تحملون الجواب للأصدقاء وتقولون لهم إننا في حزب القوات الشعبية عائدون وقادمون، وتقولون للخصوم إن كل محاولاتهم للهدم والتغليط والتضليل والادعاء بأن الاتحاد قد انتهى، هي محاولات فاشلة، فأنتم بحضوركم اليوم تقولون لهم إننا حاضرون، وكل الرهانات سقطت اليوم في العرائش بإحياء الذكرى الستين لتأسيس حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية “.
الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي كان يتحدث في تجمع جماهيري غفير بمدينة العرائش في احتفالية الذكرى الـ 60 لتأسيس الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بحضورالحبيب المالكي، رئيس المجلس الوطني ورئيس مجلس النواب، ووزير العدل محمد بنعبد القادر، وأعضاء المكتب السياسي: عبد الحميد جماهري والمهدي مزواري ومشيج القرقري ومحمد العلمي وأعضاء الكتابة الجهوية للشمال وأعضاء المجلس الوطني والفروع والأقاليم والطيف السياسي والحقوقي والمدني بجهة الشمال، إضافة إلى ميكايلا نافارو، رئيسة الحزب الاشتراكي العمالي بالأندلس، يوم الجمعة الماضي أضاف: ” إن كان تأسيس الحزب من منطلقات جنوبية من سوس وغيرها وصولا إلى الدار البيضاء، فيمكن أن أقول إننا اليوم في العرائش التي لا تبعد إلا كيلومترات عن مدينة طنجة، نستعيد احتضان هذه لتأسيس الاتحاد الاشتراكي المغاربي …نحن نتذكر جميعا مرحلة ما بعد استقلال المغرب مباشرة والدعوة التي قام بها قادتنا وقادة إخواننا في حزب الاستقلال لقمة مغاربية للأحزاب التي ناضلت من أجل الحرية، «، مشددا على « استمرار حزبنا في النضال من أجل الديمقراطية والوحدة المغاربية ، طوال ستين سنة “.
«ولنا اليوم أن نتساءل، يقول الكاتب الأول، بعد ستين سنة من التأسيس، حول ما قام به شهداؤنا وأطرنا ومناضلونا ومن سبقنا لهذه المهمة الثقيلة، أن نتساءل حول المآلات».


وفي سياق عرض الوضع الحالي مغاربيا أضاف الكاتب الأول «ها أنتم ترون ما يعتصر القلب من ألم حول ما يجري شرقا، و هي مناسبة نستغلها لنتوجه لإخواننا وأشقائنا الجزائريين لنقول لهم، بكل مسؤولية، كفى من العبث ! يجب أن نتوجه جميعا إلى المستقبل لنكون النموذج».
وقارن الكاتب الأول الاوضاع بين ضفتي المتوسط وأشار قائلا« لقد كنا سننطلق في سنة 1959، في حين انطلقت إسبانيا والبرتغال في أواسط السبعينيات والثمانينيات، بعدنا، و لولا المعوقات، التي كانت تحدنا جنوبا وفي الجوار وعلى الحدود وخاصة ما يتعلق بالقضية الوطنية،و لولا ما تعرضت له بلادنا في محطات داخلية معينة لكان من الممكن أن يتحدث الجميع ايجابياعن مؤشر الديمقراطية في المغرب الكبير ، وكما يتحدث الجميع عنه اليوم في إسبانيا ومدى مساهمته في ازدهارها، “.
واسترسل الكاتب الأول قائلا : ” إن كل تقييم موضوعي اليوم يجعلنا نقول إن العوائق التي ما زالت مستمرة مدعومة من طرف جيراننا الجزائرين، لا تمنعنا من أن نسعد، ونحن نرى اليوم شبه إجماع دولي على حقنا في أرضنا الجنوبية وعلى دعم قضيتنا الوطنية، خاصة مع مشروع الحكم الذاتي، ولا تمنعنا من أن نسعد، ونحن نرى حجم الدول التي تراجعت عن اعترافها بالجمهورية الوهمية “.
وسجل أن حزب الاتحاد الاشتراكي كان سباقا إلى نموذج تنموي في مناسبتين قادهما كل من عبد الرحيم بوعبيد وعبد الرحمن اليوسفي، وقال في هذا الصدد: ” يحق لنا في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أن نفتخر بما قدمناه لكي تصل بلادنا لكل ما هو أحسن ومتقدم، وقد كان حزب الاتحاد الاشتراكي بعد الاستقلال هو أول من أطلق مشروعا تنمويا في حكومة عبد الله إبراهيم، التي قاد فيها أخونا عبد الرحيم بوعبيد الاقتصاد والمالية.
لقد انطلق في هذه الحكومة المشروع التنموي، من تأميم الماء وإصلاح التعليم والبنيات الأساسية واستقلال العملة المغربية كما تأسست المؤسسات التي شكلت رافعة للتنمية، كصندوق الإيداع والتدبير والبنك الوطني للإنماء الاقتصادي… وكل المؤسسات المالية، كما انطلق وقتها مشروع الحديد والصلب والذي كان سيكون قاعدة صناعية للمغرب الصاعد. لكن، ومع كامل الأسف، ووجه هذا النموذج التنموي الذي كان وراءه حزب القوات الشعبية وعرفت بلادنا سنوات الرصاص والتزوير التي امتدت من الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، مما أوصل بلادنا إلى السكتة القلبية، كما أعلن عن ذلك المغفور له الحسن الثاني. ومرة أخرى ستقع المناداة على حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من أجل إطلاق مشروع تنموي جديد، وكانت حكومة أخينا عبد الرحمن اليوسفي، التي سيشهد لها التاريخ أنها كانت المشروع التنموي الجديد الثاني، والذي كان وراءه مرة أخرى الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.”
وأردف لشكر” يتذكر الرأي العام، كما تتذكرون جميعا، الإنجازات التي قامت بها حكومة التناوب، من إنجازات كبيرة في ما يتعلق بالأوراش الكبرى، التي امتدت فيها الطرق السيارة من وجدة إلى سوس اليوم، وإنجازات كبرى في ما يتعلق بالمراكز الاستشفائية الجامعية وتعميم التمدرس ومحاربة الأمية وفي إيصال الماء والكهرباء إلى أرقام قياسية، لقد انطلق مشروع تنموي حقيقي، وخاصة تلك المصالحات التي تمت مع الوظيفة العمومية، وأنتم في الشمال لمستم ذلك مع سكان الشمال، سواء من خلال الطريق الشاطئية الممتدة من طنجة إلى وجدة على الساحل أو بما عرفته المنطقة الشمالية من مشاريع تنموية وعلى رأسها الميناء المتوسطي. لقد كان هذا هو المشروع التنموي الثاني والذي ساهم فيه، بقسط وافر، حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية “.
وحول المشروع الجديد الذي تعده بلادنا، يقول إدريس لشكر: ” بلادنا اليوم تناقش المشروع التنموي الجديد، ولابد أن نتذكرجميعا أننا حينما نطرح أن بلادنا محتاجة إلى مشروع تنموي جديد، فذلك لأن كل الأهداف التي سطرناها في المشاريع التنموية تؤكد أنها لم تعرف ذلك النجاح الباهر، لأن الحكامة لم تكن كما نريد، فلا تنمية بدون حكامة جيدة، ولا حكامة جيدة بدون ديمقراطية حقة. لذلك لم يستقم الوضع في بلادنا، خاصة وأن تلك الكائنات الانتخابية لاتزال معششة” .
وأضاف: ” لقد حرص حزب القوات الشعبية، وكان لوحده في هذا الأمر، وتقدمنا إلى الديوان الملكي بمذكرتنا حول النموذج التنموي، والتي حددنا لها خمسة مرتكزات، أكدنا فيها أن المرتكز الأول الأساسي والمركزي والمدخل الحقيقي هو الجانب المؤسساتي أي الحكامة، أو الجانب السياسي “.
“وبالنسبة لمدونة الأسرة، يقول لشكر، يجب أن نسقط الطابوهات التي تحاول أن تقنعنا بأن الأمر يتعلق بالنظام العام، فهل تزويج القاصرات وأمراض البيدوفيلية التي يعطى لها غطاء قانوني من النظام العام؟ وأقول للذين اختاروا الأخلاق وسيلة للتضليل والتغليط قبل 2011، نقول لهم، بكل صراحة، لقد سقطت اليوم جميع الأقنعة، وقد عاش المغاربة وسمعوا ما يندى له الجبين، وأقول لكم أنهم بإسم الأخلاق التي بوأتهم تلك المكانة، أنها هي التي سترجعهم إلى أسفل سافلين “.
وتوجه إلى الفاعلين السياسيين لفتح حوار جدي ومسؤول حول الانتخابات المقبلة حيث قال الكاتب الأول للحزب : «  لن نقبل أن تتم دعوتنا، ليلة الانتخابات، من أجل توافق لا يصلح العمليات الانتخابية ». وفي هذا الباب دعا الكاتب الاول « إلى حوار جدي ومسؤول، حوار لكل النزهاء، حوار تكون منطلقاته قوية». مضيفا بان الاتحاد يريد أن يذهب « إلى المشهد الحزبي منطلقا من أن الديمقراطية تبدأ باللوائح الانتخابية وبحق التصويت. لذا طالبنا بالتصويت بالبطاقة الوطنية على اعتبارأن كل إصلاح ينطلق من إصلاح الكتلة الناخبة وتغيير يوم الاقتراع، وفي هذا الصدد نقترح يوم الأربعاء كيوم للتصويت…. ودعونا كحزب إلى إعادة النظر في نمط الاقتراع الحالي إذ أن بلادنا لا تزال محتاجة إلى الوسيط الحقيقي، أي الفاعل السياسي الميداني ».
وتحدث الكاتب الأول عن الاقتراع باللوائح الوطنية ودعا الى « التفكير في لائحة الشباب والنساء من خلال لائحة جهوية. ويجب اليوم فتح حوار ونقاش جدي بشأن هذه الاقتراحات “.
وأضاف لشكر قائلا: ” منذ سنتين، تحدث جلالة الملك في خطابه عن دعم التمويل من أجل تطويرالحياة السياسية بالأفكار والمناظرات والمقترحات والبرامج، لكن رئيس الحكومة ما زال لم يتقدم بأي مقترح، رغم أن الأمر يتطلب فقط مرسوما يصدر عنه “.


واسترسل الكاتب الأول :” نعلن في الاتحاد الاشتراكي أن الحوار من أجل اتخاذ القرار يجب أن ينطلق من اليوم، ولن نقبل أن ننتظر إلى 2021 للبدء في مناقشة الانتخابات، ولا حل إلا بانتخابات نزيهة. فالكفاءة يجب أن تكون داخل الإطار السياسي والنقابي لأنها معرضة للمحاسبة، وها نحن نرى اليوم كفاءات لا طعم ولا لون لها، فماذا سنقول لها غدا في 2021 عندما نصل إلى صناديق الانتخابات؟”. يتساءل إدريس لشكر.
وختم لشكر مداخلته بالقول : ” اخترت من العرائش، ومن هذه الجهة، أن أعلن، بكل مسؤولية، أننا سنتوجه إلى كل الأحزاب من أجل فتح حوار حقيقي، وأملنا هو استجابة الحكومة، وإن لم تستجب فيجب علينا أن نضغط ونحمل كل طرف مسؤوليته. نحن في القوات الشعبية منفتحون على كل الاقتراحات التي تطور العملية الانتخابية وتجعلها عملية نظيفة، وأن كل نموذج تنموي جديد لن يستقيم إذا لم نجلس الآن للحديث حول من يتحمل مسؤولية تنفيذه بواسطة صناديق الاقتراع لتجديد النخب والكفاءات… أما أنتم في الاتحاد الاشتراكي، فلا شك أن تلك الرياح التي حملت الاشتراكيين الديمقراطيين في جنوب أوروبا ستمسنا في شمال المغرب وستكون الجهة الشمالية هي الرافعة للاشتراكين الديمقراطيين في سنة 2021. كما يجب أن نطلق حوارا مع المجتمع يمس كل قضاياه، فمن الصعب أن نمتثل لمن يريد أن يعود بنا إلى القرون السابقة، يجب أن نتوجه اليوم إلى المستقبل، حيث الكرامة والحرية والحق والمساواة…” .
ولم يفت الكاتب الأول إدريس لشكر أن يهنئ الحزب الاشتراكي الإسباني حيث قال في هذا الإطار: “نهنئ الحزب الاشتراكي الإسباني على قيادته للحكومة ونتمنى له التقدم والازدهار، فالمكانة التي بوأها لها التقرير العالمي حول الديمقراطية، رغم كل المعوقات والنزعات الانفصالية ، تؤكد أن الديمقراطية في هذا البلد الجار ما زادته إلا تقدما وازدهارا رغم كل العوائق والعراقيل “.

ميكالا نافارو، رئيسة الحزب الاشتراكي العمالي بالأندلس

من جهتها، ألقت ميكالا نافارو، رئيسة الحزب الاشتراكي العمالي بالأندلس، كلمة بالمناسبة لقيت ترحيبا كبيرا من طرف الحضور.
وكان اللقاء الاحتفالي بالذكرى الستين بمدينة العرائش المناضلة، قد افتتح بكلمة ترحيبية من طرف محمد الصمدي وقدم الاحتفال مراد الجوهري، كما رحب مشيج القرقري، عضو المكتب السياسي بالحاضرين.


وفي الختام تم تكريم مجموعة من الرموز التاريخية للحزب على رأسها عضو المكتب السياسي السابق وآخر رئيس للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، محمد بوبكري، باعتباره أحد الرموز الفكرية والنضالية للحزب .
كما كرم الاتحاديون، مؤرخ إقليم العرائش والقصر الكبير والاتحادي ومؤسس فرع الاتحاد الاشتراكي بالقصر الكبير، محمد بن أحمد أخريف، علاوة على تكريم الفقيد عبد الحميد عقا، أحد الرموز النقابية والنضالية بالحزب وأحد مؤسسي النقابة الوطنية للفلاحة، كما تم تكريم المنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات بالعرائش .
وتخللت احتفالية الحزب بذكرى ميلاده، فقرات فنية أحيتها كل من مجموعة “جهجوكة” العالمية والفنان الملتزم صلاح الطويل.