أنوار التازي

عقدت مجموعة الدراسات والأبحاث حول البحر الأبيض المتوسط، اليوم السبت بالرباط، لقاءها السنوي تحت شعار “المتوسط المتعدد في محيط العولمة واختلال التوازن الإقليمي”.

وتندرج المواضيع المقترحة للقاء السنوي ضمن الاستمرارية التي تطبع نقاشات المجموعة، وتعكس بشكل عام السياق الدولي “المتغير” الذي يسم المنطقة المتوسطية، وذلك من خلال عدة خصائص من بينها على الخصوص استنفاد العلاقات المتعددة الأطراف لطاقتها، وبروز جينات للأقطاب المتعددة وإعادة النظر في اتخاذ القرار على مستوى الحكامة العالمية، ومكافحة الإرهاب، وقضية الهجرة وصيغ معالجتها؛ وتقوية الفاعلين غير الحكوميين، وهيمنة الشبكات الاجتماعية وانعكاساتها على عمل السلطات العمومية.

وفي كلمة افتتاحية، أبرز الحبيب المالكي، رئيس مجموعة الدراسات والأبحاث حول البحر الأبيض المتوسط، أن هذا اللقاء يشكل مناسبة لإحياء الذكرى الـ30 للمجموعة التي أنشئت سنة 1990 بهدف المساهمة في تكريس معرفة أفضل للحقائق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية السائدة بالمنطقة المتوسطية والعمل كإطار للبحث والتفكير حول تطور المجتمعات بالمنطقة.

وبعد أن ذكر بأن المجموعة قامت بالعديد من الدراسات والتظاهرات تهم مستقبل البعد المتوسطي للمغرب في جميع المجالات، أشار المالكي إلى الأوراش والمجهودات المبذولة الهادفة لجعل منطقة شمال المملكة واجهة تنموية رئيسية من خلال إحداث موانئ مهمة جدا مطلة على المتوسط، وإحداث أهم قطب على مستوى قطاع السيارات، مؤكدا أن كل هذا يهدف إلى تمكين المغرب من تحقيق قفزة اقتصادية واجتماعية وسياسية وبيئية وبكيفية متوازنة.

واعتبر رئيس المجموعة أن أوروبا الشريك الاستراتيجي للمغرب تعيش اليوم “أزمة التحول”، مؤكدا أن تجديد البناء الأوروبي سيمر من خلال الضفة الجنوبية للمتوسط وسيتم من خلال الاهتمام أكثر بإفريقيا.

من جهته، قال إدغار موران، مدير البحث بالمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، إن هذا اللقاء ينعقد في ظرفية مهمة وخاصة في تاريخ البحر الأبيض المتوسط، مبرزا أن المنطقة تعرف العديد من التحديات أبرزها على المستوى البيئي حيث يعرف البحر المتوسط وضعية كارثية جراء الصيد الجائر وتلوث مياهه.

وأبرز موران أن اللقاء يشكل فرصة مهمة جدا للبحث ودراسة السبل الكفيلة بمواجهة هذه التحديات وبلورة آفاق جديدة بشأن هاته المنطقة، معتبرا أن بلدان منطقة البحر الأبيض المتوسط تتشارك العديد من القواسم الثقافية والعادات.

ودعا مدير البحث بالمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، في هذا السياق، إلى العمل على تعزيز عوامل التوافق بين بلدان المنطقة على نحو متزايد والتغلب على بعض مظاهر الانقسام.

ويناقش هذا اللقاء عدة محاور تهم “المتوسط المتعدد ورهانات المنافسة والنفوذ”، و”المتوسط في السياق العالمي الجديد”، و”المنظورات المتوسطية في ضوء السياسة الإفريقية الجديدة للمغرب”.

وتميز هذا اللقاء السنوي، الذي عرف حضور دبلوماسيين وثلة من المثقفين والأكاديميين والباحثين، التوقيع على اتفاقية تعاون بين مجموعة الدراسات والأبحاث حول البحر الأبيض المتوسط وجامعة محمد الخامس بالرباط والجامعة الأورومتوسطية بفاس ومعهد (أماديوس) ومعهد الدراسات الإفريقية، تهم وضع الإطار العام للتعاون والشراكة بين الأطراف الموقعة.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

الكاتب الأول يحضر اللقاء التواصلي الأول لنقيب المحامين بالرباط

تقديم طلبات التسجيل الجديدة في اللوائح الانتخابية إلى غاية 31 دجنبر 2023

الأخ عبد الحميد جماهري يشارك في الندوة الوطنية المنظمة من طرف حزب التقدم و الاشتراكية

الكاتب الاول ينعي وفاة الاخ عبد اللطيف جبرو