بمقر منتدى السفراء بالرباط كان الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي على موعد مع عدد من السفراء الأجانب بالمغرب، الذين تناوبوا على طرح مجموعة من الأسئلة حول الحزب وبرامجه وتحالفاته والوضع العام بالمغرب، في لقاء اتسم بالوضوح والدقة في ملامسة كثير من القضايا.
السفراء، وفي سياق الحديث عن الأوضاع السياسية بالمغرب، توقفوا عند تجربة الكتلة الديمقراطية التي عاشها الحزب بمعية حلفائه خلال فترة التهييء للانتقال الديمقراطي، متسائلين عن حدود حاجة الحياة السياسية والحزبية لها في الوقت الراهن.

وأكد الكاتب الأول للحزب أن الكتلة لعبت أدوارا تاريخية في الدفاع عن المشروع الديمقراطي، وبناء الدولة الديمقراطية، وإلى حدود اليوم، يقول الكاتب الأول، فإن الاتحاد الاشتراكي والاستقلال يتصدران مطالب الأحزاب بمراجعة المنظومة الانتخابية، وملء ما يمكن من عملية نزيهة وشفافة، ومنتجة لحقل سياسي وحزبي منظم.
وكشف لشكر بالمناسبة، عن مطالب الحزب الرامية إلى جعل المواطن صاحب القرار في الانتخابات، وذلك عبر مراجعة جذرية للوائح، واعتماد البطاقة الوطنية في التصويت، وتغيير يوم الاقتراع من الجمعة إلى الأربعاء، لأن يوم الجمعة باعتباره يوما اعتباريا من الناحية الدينية، فإن تأثيره على سلاسة التصويت وانسيابيته طيلة النهار، أضحت مؤكدة، وكذلك لتفادي أي تزييف رمزي لهذا اليوم الذي يعتبر مشتركا بين المغاربة.

وأشار الكاتب الأول إلى أن الحزب يدعو عبر هذه التعديلات، إلى اعتماد يوم واحد لإجراء الانتخابات الجماعية والتشريعية، وذلك بحثا عن نجاعة وفعالية لمنتوج انتخابي منظم وشفاف.
وبخصوص قضية المصالحة التي أطلقها الحزب منذ مدة، والتي عرفت محطات مهمة، اعتبر الكاتب الأول أن “التوجه نحو إخوة لنا لفتح باب التواصل معهم، والانصات لما يمكن أن يكون اختلافا أو خلافا أو عتابا، هو تمرين داخلي نعتز به، وبالنظر لحصيلة ما تم تحقيقه في اللقاءات المباشرة أو الندوات والزيارات، فيمكن الاطمئنان لما تم تحقيقه، ونعتبر أن النتائج كانت إيجابية”.
وبخصوص الأسئلة التي همت تحالفات بناء اليسار، اعتبر الكاتب الأول أن الاتحاد هو الأحرص على تجميع الاشتراكيين واليساريين حول قضايا المرأة والملف الاجتماعي والنقابات والشباب، مشددا على تبني الحزب لقضايا المجتمع، ومنها الدفاع عن الحريات الفردية، وحرية المرأة.

وعن تصور الحزب للنموذج الاقتصادي، الذي يجري بصدده نقاش وطني، إذ سبق للجنة الاستشارية المكلفة به، أن التقت الأحزاب السياسية، فقد أشار إلى أن الحزب سبق وأثار القضية في مؤتمرين متتابعين، ونبه في سياق قراءته للأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، إلى ضرورة التوقف لمساءلة النموذج التنموي، الذي لم يعد يمنح الاطمئنان للشباب والعمال والفلاحين، ولم تعد الطبقة المتوسطة فيه تشعر بالراحة، ولذلك كنا من بين الأحزاب الأولى، يقول إدريس لشكر، التي سارعت إلى تنظيم لقاءات جماهيرية وندوات حول النموذج التنموي المأمول.
وأشار الكاتب الأول للحزب إلى الندوة الدولية التي حضرتها شخصيات دولية، من بينها الوزير الأول الإسباني الأسبق ثباطيرو، وما تلاها من لقاءات ميدانية مكنت الحزب من صياعة رؤية واقعية تقوم على تحقيق النمو والتوزيع العادل للثروات بين الأفراد والمجالات، واعتبار المرتكزات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والمؤسساتية ضرورة لبناء هذا النموذج.
وأفاد الكاتب الأول، في ذات السياق، إلى أن ما تختلف حوله رؤية الأحزاب للنموذج التنموي، هو طبيعة مجتمع الغد، ونحن نريده مجتمعا يعيش عصره، ومنفتحا على المستقبل، في حين هناك من يسعى لمشروع ماضوي، غير منفتح.


وبخصوص العلاقات الخارجية للحزب، ذكر لشكر الحاضربن، بأن “الاتحاد هو امتداد لإسهامات رواده، ومنهم الشهيد المهدي بن بركة، الزعيم العالمي الذي لعب دورا في تأسيس منظمات دولية في زمن الحرب الباردة، والاتحاد اليوم عضو فاعل في الأممية الاشتراكية، وفي التحالف التقدمي، ويساهم بشكل كبير وجدي في تطوير هاتين المنظمتين، ولنا أصدقاء بإفريقيا جمعتنا معهم سنوات الكفاح من أجل التحرر والديمقراطية، وهم يسيرون اليوم دولا كبيرة ومؤثرة، وكاتبنا الأول الأسبق عبد الرحمان اليوسفي كان محكوما بالإعدام، وقاد تجربة الانتقال الديمقراطي بالمغرب، ومن هذا المنطلق فإن علاقتنا الخارجية ثرية ومتنوعة”. يقول الكاتب الأول.