انطلقت، يوم أمس، فعاليات الجامعة الصيفية لفائدة الشباب المغاربة المقيمين بالخارج، بجامعة عبد المالك السعدي بمدينة تطوان، والتي ستمتد من 14 إلى 23 يوليوز 2019، وذلك من خلال جلسة افتتاحية ترأسها الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة عبد الكريم بنعتيق.
وأوضح بنعتيق، في كلمة الافتتاح، على أن المغرب سعى إلى تبسيط وتسهيل المساطر الرامية إلى تحسين الخدمات الإدارية المقدمة لمغاربة العالم، واعتمد سياسة القرب في التعاطي مع انشغالاتهم واحتياجاتهم، مذكرا بالعديد من التدابير التي اتخذتها وزارته، من بينها إطلاق برنامج قافلة «الشباك الوحيد المتنقل لخدمة مغاربة العالم» بعدد من بلدان الاستقبال، التي تعد فرصة للتعريف بمختلف الخدمات الاجتماعية والثقافية والإدارية الموجهة لهم، وذلك بشراكة مع القطاعات والمؤسسات العمومية المعنية بشؤونهم.
كما أبرز بنعتيق على أن وزارته بلورت استراتيجية وطنية طموحة ومندمجة موجهة لفائدة مغاربة العالم، تنفذ داخل وخارج أرض الوطن بتنسيق مع القطاعات الوزارية والمؤسسات المعنية، وتضم هذه الاستراتيجية عدة برامج تهم تنويع العرض الثقافي والنهوض بالعرض التربوي والتعليمي. فبالإضافة إلى إحداث مراكز ثقافية «دار المغرب»، وتنظيم جولات مسرحية باللغتين العربية والأمازيغية، بهدف التعريف بالموروث الثقافي المغربي بكل أطيافه لدى أوساط الجالية المغربية، تعمل الوزارة على دعم مشاريع ذات أبعاد تربوية وثقافية بتنسيق مع العديد من هيئات المجتمع المدني المغربي العاملة بالخارج، وكذا تنظيم مقامات ثقافية موجهة لفائدة مختلف الفئات العمرية من مغاربة العالم.
وبهذه المناسبة، ذكر الوزير الاتحادي بأن الوزارة  تسهر على تنظيم جامعات ثقافية، شتوية وربيعية وصيفية، لفائدة الفئات الشابة من مغاربة العالم، المتراوحة أعمارهم ما بين 18و25 سنة. وقد عرفت هذه الجامعات، منذ انطلاقها سنة 2009، خلال دوراتها السابقة، سواء منها الصيفية (10 دورات) أو الشتوية (02دورتان) أو الربيعية (02 دورتان)، استضافة ما يزيد عن 2800 مشاركة ومشارك مغربي مقيم بالخارج. وقد تمكن هؤلاء المشاركون الشباب خلال هذه الدورات من الاطلاع على غنى وتنوع الموروث الثقافي المغربي، ومنظومة قيمه المبنية على الحوار والتسامح، فضلا عن التعرف، عن قرب، على ما يزخر به بلدهم الأصل من مؤهلات في شتى المجالات.
وأشار بنعتيق إلى أن المغرب ينفرد بتنوع ثقافي ولغوي استثنائي، تنصهر فيه كل مكوناته العربية الإسلامية والأمازيغية والصحراوية الحسانية، الغنية بروافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية. وقد سمحت هذه التعددية الثقافية، التي تم تكريسها بشكل صريح في ديباجة دستور المملكة لسنة 2011، لمختلف شرائح المجتمع المغربي، بالعيش في جو يسوده التسامح والاحترام المتبادل. كما تتميز المملكة المغربية بنموذجها الكوني في التأطير الديني والمرافقة الروحية للمواطنين، والذي يقوم على وسطية واعتدال العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي.
وأضاف، في ذات السياق، أن هذه المظاهر تتجلى في العديد من المحطات التاريخية التي مر منها المغرب، كالزيارة التي قام بها البابا فرنسيس الأول، شهر مارس الماضي، لبلدنا، ولما لها من حمولة تاريخية عميقة، شكلت حدثا استثنائيا أكد على معاني الانفتاح المتوازن والتلاقح الثقافي والديني بين الديانتين الإسلامية والمسيحية.
يذكر أن هذه الجامعة الصيفية ستشكل فرصة لشباب مغاربة العالم المشاركين للاطلاع على كل هذه المؤهلات التي تميز الجهة، كما ستمكن المستفيدين من التعرف على العمق التاريخي والحضاري للمغرب، الذي شكل على مر العصور أرضا للحوار والتعايش بين جميع الديانات والثقافات، ونموذجا يحتذى به في التسامح واحترام الآخر.
وستعرف الدورة الحادية عشرة للجامعة الصيفية استضافة 110 من الشباب المغاربة المقيمين بالخارج، المنحدرين من 14 بلدا للإقامة، وستتمحور مجرياتها حول مواضيع تهم النموذج المغربي في التسامح والحوار بين الأديان، والمحطات التاريخية للقضية الوطنية، والأوراش التنموية الكبرى بالمغرب.

عن جريدة الاتحاد الاشتراكي

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

الكاتب الأول يحضر اللقاء التواصلي الأول لنقيب المحامين بالرباط

تقديم طلبات التسجيل الجديدة في اللوائح الانتخابية إلى غاية 31 دجنبر 2023

الأخ عبد الحميد جماهري يشارك في الندوة الوطنية المنظمة من طرف حزب التقدم و الاشتراكية

الكاتب الاول ينعي وفاة الاخ عبد اللطيف جبرو