عبد الله الصيباري: أكدنا على ضرورة الاستماع للمنظمات الشبيبية لأننا نعتبر أن النموذج التنموي الجديد يتجه للمستقبل الذي يهم أساسا الشباب المغربي
عثمان الطرمونية: ضرورة الانخراط الكامل في تعزيز العلاقات بين المنظمة الاستقلالية والشبيبة الاتحادية على أرضية برنامج عمل مشترك

أشاد عبد الله الصيباري، الكاتب الوطني للشبيبة الاتحادية، بالأهمية التي يكتسيها التنسيق المشترك بين الشبيبة الاستقلالية والشبيبة الاتحادية، والذي توج بعقد الندوة الوطنية حول ذاكرة النضال الديمقراطي المشترك، مشيرا في كلمته على هامش الندوة التي احتضنتها دار الصانع بتطوان مساء يوم الأحد 19 يناير الجاري “، إلى أن هاته الندوة تنعقد في ظل ظروف متميزة يطغى عليها أساسا اشتغال لجنة إعداد مشروع تنموي لبلادنا، وقال في هذاا الصدد” أكدنا على ضرورة الاستماع للمنظمات الشبيبية لأننا نعتبر أن هذا النموذج يتجه للمستقبل الذي يهم أساسا الشباب المغربي في كافة تجلياته ومجالاته. ..”.


وأوضح عبدالله الصيباري، خلال فعاليات هذه الندوة التي حضرها عضو المكتب السياسي مشيش القرقري والنائب البرلماني عن دائرة تطوان محمد الملاحي أن ” تأطير وتكوين الشباب المغربي هو بمثابة تحصين له من التطرف والعدمية”، مستعرضا   الصعوبات والظروف القاسية التي يعاني منها الشباب المغربي في كافة المجالات التعليمية والتثقيفية والرياضية ومعاناته الكبيرة مع البطالة وتفكيره المنصب على مغادرة أرض الوطن بحثا عن فضاء أرحب حيث، رغم ذلك، يضيف الصيباري، فعملية التأطير والتعبئة مستمرة من أجل غد أفضل لهاته الفئة” .
هذا واعتبر الكاتب الوطني للشبيبة الاتحادية” أن هذه اللقاءات المنتظمة بين شبيبتنا الاستقلالية والاتحادية ستفتح لا محالة المجال أمام قيادة الحزب لتجديد العهد وخلق تحالف قوي بين الحزبين في أفق الاستحقاقات المقبلة لوقف النزيف وفتح الآمال أمام المغاربة”.


وبخصوص مشاركة الشباب في العمل السياسي والحزبي، أشار الصيباري إلى “أن ذلك هو الضمان الأساسي لبناء مؤسسات ديمقراطية قوية، وكذا مواجهة عملية استغلال الدين في السياسة واستعمال المال السياسي، الذي يعتبر منفرا للشباب ودفعة للتراجع إلى الوراء، مما يترك المجال فارغا وينتج مؤسسات لا تعكس حقيقة الوضع الوطني، ونعتبر أن كل التغييرات التي مست مجموعة من الدول كان وراءها الشباب الملتزم الواعي”.
المسؤول الشبيبي شدد على ” المراهنة، بشكل كبير، على الشباب  المغربي لإحداث التغيير المنشود مثل ما قام به شباب الحركة الوطنية الذين حققوا الاستقلال ورسخوا الديمقراطية”، والآن  يضيف الصيباري” نعول على شباب اليوم لمواصلة النضال والتضحية لترسيخ دولة الحق والقانون ومواجهة التيئيس والإحباط، وما ذلك بعزيز على نضالية وإخلاص شبيبتنا” يؤكد ذات المتحدث.


بدوره ثمن عثمان الطرمونية، الكاتب العام للشبيبة الاستقلالية، التنسيق المشترك بين الشبيبتين، معتبرا ذلك امتدادا للتنسيق التاريخي الذي جمع حزبي الاتحاد الاشتراكي والاستقلال ونضالاتهما المشتركة التي تم خوضها منذ عقود، والتاريخ المجيد والروابط الإنسانية والسياسية التي انصهر فيها زعماء ومناضلو التنظيمين عبر الكفاح الوطني والمعارك المتواصلة من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة، منذ تأسيس الكتلة الوطنية والكتلة الديمقراطية، مرورا بملتمس الرقابة والمذكرة المشتركة للإصلاحات السياسية والدستورية وغيرها من المبادرات المشتركة التي جعلت من هذا اللقاء حلقة أساسية في هذه الصيرورة التاريخية .
وأكد عثمان الطرمونية” على الانخراط الكامل في تعزيز العلاقات بين منظمته والشبيبة الاتحادية على أرضية برنامج عمل مشترك ينهض وطنيا على الدفاع على قضايا الشباب وعلى توسيع تمثيلية الشباب لتشمل مختلف المؤسسات التمثيلية لمواجهة النزوعات اللاديمقراطية”.
واعتبر ذات المتحدث في كلمته” أن التظاهرة المشتركة والتي تضمنت معرض الصور والندوة الوطنية، هي ترجمة عملية لهذا التصور في الاهتمام بالتاريخ النضالي المشترك وتلقينه للشباب والمصالحة مع التاريخ ومع رموزه”، مردفا أن “المسؤولية في هذا المجال لا تنحصر في الدولة بل أن موضوع حفظ الذاكرة الوطنية والنضال الديمقراطي وكتابة التاريخ مسؤولية التنظيمات الحزبية وخاصة شبيبتها.”


وعاد الطرمونية ليؤكد أن مداخل مصالحة الشباب المغربي مع الهوية الوطنية هو مدخل التاريخ والذاكرة، مسجلا أن الهوة والفجوة القائمة اليوم بين الشعب عموما والشباب على وجه التحديد، وبين التاريخ الوطني والذاكرة الجماعية، لا تساعد على خدمة المشروع الديمقراطي في البلاد، قبل أن يضيف أن ” ذلك يجب أن يتم التأسيس والتأصيل التاريخي له من أجل استلهام الدروس من إخفاقات ومنجزات الصف الديمقراطي الوطني.”

هذا وعرفت هاته الندوة الوطنية، التي أدار أشغالها عضو المكتب الوطني أنس اليملاحي، إلقاء العديد من العروض من طرف كل من الكاتب الإقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عبد اللطيف بوحلتيت، وعبد الله البقالي، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال والمعتقل السياسي السابق الأمين مشبال، ونقيب هيئة المحامين السابق محمد لحبيب الخراز، حيث أثروا هاته الندوة بعروض تناولوا من خلالها المسار التاريخي للتنسيق المشترك بين الحزبين على مستوى النضال السياسي والديمقراطي وكذا إسهامات رموزهما وروادهما في كتابة التاريخ السياسي للمغرب .
وكان أنس اليملاحي، عضو المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية،  قد أشار في مستهل هذه الندوة إلى أن انعقادها يندرج في سياق تفعيل  خلاصات الاجتماع التنسيقي الأول الذي جمع المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية والمكتب التنفيذي للشبيبة الاستقلالية بشأن تقوية الروابط وتعزيز العمل المشترك في كل المواضيع التي تهم قضايا الشباب، ومنها قضايا الذاكرة الوطنية المشتركة واعتبارا للمسؤوليات الكبرى التي يتعين على المنظمتين الاضطلاع بها في إشعاع الإرث النضالي المشترك.