بقلم اكليل الحسن

.أود أن أقول كلمة في حق الأخ ادريس (لشكر) ومبادراته ، علاقة ببعض الانتقادات الموجهة له

للتوضيح خلال الخمسين سنة(منذ 1970) من اعتناقي وممارستي للسياسة، دون أن استثني السنوات الأخيرة التي جمدت خلالها نشاطي السياسي عمليا، قبل أن استجيب لنداء المصالحة الذي وجهه الحزب، لم اواكب سيرة مناضل مثل ما هو عليه الأمر بالنسبة للاخ ادريس لشكر

فمنذ تعرفي عليه سنة 1976 بكلية العلوم الإقتصادية والقانونية والاجتماعية بالرباط، في خضم النضالات داخل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، لم تحد صورته في ذهني عن المناضل الحاضر دوما في كل المعارك، وفيا لمبادئه ولحزبه الاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية ، معبئا انصاره والمتعاطفين، حول مواقفه وقناعاته ، محاورا لبقا ،واحيانا شرسا، لخصومه. تابعته وهو مسؤول في الشبيبة الاتحادية ،ثم مسؤولا في فرع اليوسفية وبعده مسؤولا في الكتابة الإقليمية التابع لها تنظيميا فرع سلا الذي كنت انتسب اليه أو خلال تدرجه في مواقع المسؤوليات الحزبية وطنيا (اللجنة المركزية، اللجنة الادارية، المجلس الوطني ،المكتب السياسي ورئاسة الفريق النيابي بالبرلمان ثم وزيرا ) وأيضا خلال تحمله مسؤولية غيرها من المواقع والمهام القيادية العديدة التي كلف بها، لم تزده التجارب إلا إصرارا على الصمود والاستماتة في وجه كل العقبات .يمضي بقوة وعزيمة متواصلين نحو اهدافه ويبين عن نضج بارز في التعاطي مع القضايا السياسية التي يباشرها

 . كان تواصلي معه يطبعه الاحترام والتقدير المتبادلين. لم نتقسام دوما نفس الآراء حول أشكال الممارسات التي تستلزمها المواقف ولكن لم أسجل اصطدامنا يوما بشكل يخل بقواعد الحوار أو الانضباط في الأمور التنظيمية الداخلية. كان تقييمي لمساره النضالي والتنظيمي وراء اقتناعي باستفائه لشروط الترشح لموقع الكاتب الأول للحزب

خلال كل هذه السنوات من النضال المشترك، سمعت الكثير من المؤاخدات الموجهة له شخصيا، عن حق أو بموجب رد فعل متسرع أوعن قصد الإيذاء المجاني له. كانت من مناضلين وخصوم سياسيين ومواطنين لامنتمين. كنت ارد عن بعضها حالما تسمح الظروف بذالك، بكل صدق وموضوعية حسب قناعتي. كان انطباعي دائما أن هؤلاء المنتقدين لممارسته لن يستطيعوا نكران متابرته ووفاءه لحزبه

قد أتفهم بعض الحزازات المترتبة عن اقتناع البعض بكونه مساهما في فقدانهم لمواقع شغلوها أو يطمحون إليها، ولكن لم استسغ يوما حجم الهجمات المفتقدة للموضوعية والصادرة عن أشخاص غير ملتزمين بشروط النقاش العمومي

اولا – لا يسع المجال هنا للتداول في كل القضايا موضوع هذه المؤاخذات ولا لتقييم المحطات السياسية التي كان مناسبة لها،لكن أستطيع إثارة قناعتي و موقفي من القضايا الآنية التي اعتقد بأهميتها ، علاقة بالموضوع و بمستقبل الحزب والبلاد

  لن يستطيع أحد، بغض النظر عن التكلفة والاختيارات القابلة للنقاش، نكران كون بلادنا ماضية في دينامية البناء مند حلول العهد الجديد، عهد جلالة الملك محمد السادس والذي تخللته دوما دعوات انخراط الجميع في المساهمة في كل اوراش البناء المجتمعي ، مما يستدعي مقاربات جديدة تستجيب لمتطلبات المرحلة والقطع مع المواقف المتشنجة الرافضة للانخراط في تظافر الجهود لانقاد البلاد من السقوط في براثن التعصب والطائفية ولتطوير المكتسبات والسير قدما إلى الامام

ثانيا – لا يمكن التغاضي عن واقع التقلبات التي تعرفها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والأخطار التي تهدد استقرارهما ومسؤولية كل غيور على البلد في اتخاد جانب الحيطة والحذر وطنيا في التعاطي مع معطيات هذا الواقع

 ثالثا – ضرورة استغلال محيط الانفتاح المتاح في بلادنا للعمل على بلورة تصورات جادة وبناءة قابلة للتطبيق ومنسجمة مع متطلبات وحاجيات المجتمع اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا

 رابعا – هذه المعطيات مجتمعة لوحدها تعطي لمبادرة قيادة الاتحاد الإشتراكي للمصالحة مع المناضلين والمواطنين كل جدواها وراهنيتها . كان ، في اعتقادي، حريا بحصافة الاتحاديين، وبدون استثاء، أن تدرك مدى أهمية المبادرة والاستجابة لها بدون تردد. فهي فرصة تاريخية حقا ؛لي اليقين أن منسوب العطاء المعهود فيهم وقدرتهم على قلب المعادلات، كفيلان بمنحها زخما خاصا من شأنه إعادة الحزب لموقع الريادة وللبلاد حضوضا وافرة للنهوض والارتقاء

 خامسا – الحزب في حاجة ماسة لمصالحة المواطنين معه. مصالحة تستدعي بذل جهود مضاعفة، تستلزم الترفع عن بعض الأمور الممكن اعتبارها جزئية وثانوية

الأخ ادريس، بصفته كاتبا أولا للحزب، كثف من لقاءاته التواصلية المباشرة و عبر كل وسائل الإعلام المتاحة لشرح أبعاد وأهداف مبادرة المصالحة والانفتاح. لا أخفيكم اقتناعي بتحليلاته واعتقادي بصواب اقتراحاته ويكفيه فخرا أنه بادر وجاهد ولازال من أجل الدعوة إلى الانخراط في هذه المبادرة

سيقول قائل أن تدوينتي هذه من قبيل “صوت سيد”  او من قبيل الاسترزاق لكن الذين يعرفونني يعلمون جيدا اني لست من هذه الطينة أو تلك

. كل ما في الأمر اني أردت أن أفي نفسي حقها في الجهر بقول دفين من شان ذلك أن يريح ضميري ويوعز لها اني لم أتقاعس عن تلبية النداء والتعبير لاخوتي الاتحاديين ولاخواتي الاتحاديات عن حنيني لمعانقتهم واستعادة أجواء الصخب والنقاش والبناء معهم. شعارنا الآن ليس ” أرض الله واسعة” بل “الحزب يسع للجميع”

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

الخروج  اليوم عن المبادئ والقواعد والأعراف والتوافقات ترجمة لمنطق التغول : إلزامية عدم التراجع عن المكتسبات التي سبق إقرارها في النظام الداخلي

حتى  لا تتحول مجالس الحكامة الى آلية للتحكم

اليوم يفتتح ذ.إدريس لشكر المؤتمر الوطني لقطاع المحامين

الأغلبية تظهر «وحدة الواجهة ـ الفاصاد»، وواقع مكوناتها يؤكد ما قاله الاتحاد وكاتبه الأول..