tout est encore trop plein de ce quelque chose qui nous manque
أعرب ملك البلاد، في خطاب سابق عن ذكرى العشرين، عن شيء ما ينقص المملكة..وقال الملك في خطاب الذكرى الـ19 لعيد العرش، أي في السنة الماضية، “إذا كان ما أنجزه المغرب وما تحقق للمغاربة، على مدى عقدين من الزمن، يبعث على الارتياح والاعتزاز، فإنني في نفس الوقت، أحس أن شيئا ما ينقصنا، في المجال الاجتماعي”.
بدت العبارة شكسبيرية في صياغتها، تذكرنا بما قاله هاملت عن دولة الدانمارك.. وهو يقول إن شيئا ما ليس على ما يرام في دولة الدانمارك
شيء ما يملأ مع ذلك الأفق..
وهذا الذي ينقصنا ألزَمَ به ملكُ البلاد الافقَ السياسي للبلاد، عندما وضعه نصب عينيه وجعل منه قاعدة للمرحلة الجديدة، وطريقا للإقلاع الذي يريده شاملا..
في هذا البند بالذات، يكاد المرءُ يخلص إلى القول بأن الحصيلة،وهي تعني المغرب حاليا، تكاد تكون هي ما يحدث عندما نخطط للقيام بشيء آخر..
فنحن عندما نقوم بجرد التقدم الذي حصل نكون في وضع من المفترض أو من المنطقي أن يطمئننا، غير أن ذلك ما لا يحدث، حسب المنطوق الملكي الشفاف..
ويتضح ذلك من بلاغة الحقيقة نفسها المعتمدة منذ مدة في الخطب الملكية.. (الذكرى 18 لعيد العرش مثلا): أي أن الهدف الإنساني من تحسين وضع المغاربة لم نصل إليه بعد.
لقد وضعت المرحلة الحالية الأسس المطلوبة في تغيير عميق، ولكن الذي حصل هو أن هذا التغيير العميق لم يقع بعد…
لقد جرت أشياء كثيرة جيدة وغير مسبوقة، وتغيرت أشياء كثيرة ، لكن الذي يحصل أن جزءا كبيرا من المغاربة لم يجنوا من هذا الشيء الكثير… سوى القليل.
هذا، منظورا إليه من زاوية تعميم الثروة على المغاربة.
على مستوى آخر لا يمكن أن ينكر أي أحد، أن التغييرات الأخرى أفادت المغاربة، عندما يكون الرهان هو التقدم الحقوقي
أو يكون هو تقدم الممارسة السياسية
أو في تطوير النظام السياسي..
هو تأطير شامل من أجل مشروع شامل،
لا بد له من كفاءات تملك شرعية من محبة الناس، لكي تكون قادرة على تعزيز الثقة وإقناع الناس وتوطيد العلاقة مع البلاد،
لا بد له من سلم قيم أوله التجرد، والنزاهة والابتعاد عن الاستراتيجيات الفردية.
لا بد من وطنية صادقة، وانخراط واسع، في تأهيل الذات والأدوات..
ما ينقصه هو الحماس الوطني، والابتعاد عن سياسة الدوائر الخاصة، وعدم التسليم بالاستراتيجيات الفردية كمنطق سياسي في المسؤولية…
قال ملك البلاد إن الأفق السياسي المغربي، يجب أن يكون مملوءا وضاجا ومضمخا بهذا الذي ينقصنا، وعليه فإن الفهم الذي يجعل من المسؤولية امتيازا في الترقي الاجتماعي لن يعيننا على التطلع إلى هذا الذي نريده أفقا سياسيا سليما
دولة قوية بعدالة واسعة اجتماعيا..
هناك من اعتاد أن يقف في وجه كل تغيير لا يصيبه بمصلحة..وقد يخلق، مع آخرين ولو كانوا من جهات متنافرة أو طبقات متباعدة أو اتجاهات متباينة، حلفا مقدسا لتكرار ما هو فارغ من الكأس..
امتحانات عسيرة تنتظر الجميع، وعلى رأسهم النخب…

الكاتب : عبد الحميد جماهري

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

الخروج  اليوم عن المبادئ والقواعد والأعراف والتوافقات ترجمة لمنطق التغول : إلزامية عدم التراجع عن المكتسبات التي سبق إقرارها في النظام الداخلي

حتى  لا تتحول مجالس الحكامة الى آلية للتحكم

اليوم يفتتح ذ.إدريس لشكر المؤتمر الوطني لقطاع المحامين

الأغلبية تظهر «وحدة الواجهة ـ الفاصاد»، وواقع مكوناتها يؤكد ما قاله الاتحاد وكاتبه الأول..