عبد السلام رجواني

أستسمح الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، إن افترضت أنني كنت مكانه في مواجهة “السفيه الأكبر” الذي هب لمؤازرة أخيه في الملة والغنيمة للتهجم على الأمين العام لمؤسسة دستورية، وجب أن يكن لها المغاربة قاطبة التقدير والاحترام…

لو سئلت عما أنا فاعله إن وجدت زوجتي متلبسة بالخيانة الزوجية، لكان جوابي مختلفا عن إجابة السيد الأمين العام الذي تمسك بالقانون، ولقلت للسيد رئيس الحكومة : إنني على يقين أنني لن أجد زوجتي / حبيبتي يوما في ما يتراءى لبنكيران ويتخيله في كل ساعة وحين، ويخشى وقوعه في كل دار ودرب، وربما في مكتب كل وزير، خاصة بعد فضيحة سوسو وشوشو التي أثبتت أن الجنس العاري من الحب يسكن ذوات اللحى المشذبة.

زوجتي/حبيبتي امرأة محصنة فعلا ،رغم أنها لم تلتزم يوما بدارها، ولم ترتد حجابا أو برقعا إلا للزينة.
حصنتها تربية أسرية متوازنة تمتح من إسلام مغربي متنور، ومن ثقافة وطنية أصيلة، وتقاليد أمازيغية عريقة تعلي من شأن المرأة التي تكد وتسعى لكسب الرزق إلى جانب الرجل، دون أن تجعل من جسدها مصدرا للكسب أو مركزا للغواية.

زوجتي محصنة بانتماء فكري والتزام سياسي وتجربة نضالية جعلتها قادرة على مجالسة الرجال، ومصاحبتهم في العمل وفي الأسواق وفي ساحات النضال ومؤسسات الحزب والمسيرات الاحتجاجية، وقادرة على مجادلتهم بالتي هي أحسن، وبإفحام الضعاف منهم في العلم والمعرفة والعمل؛ دون أي شعور بالدونية، ودون تبرج يدعو “الذكر” للغواية.

زوجتي لا ترتدي حجابا، وهي صبوحة وجميلة، ومع ذلك لم تغو يوما وزيرا ولا معلما ولا متسكعا. والحقيقة أنه ليس في علمنا حتى الآن أن وزيرا مغربيا في حكومات سابقة راود وزيرة أو كاتبة دولة على نفسها، وأننا لا نتذكر أن وزيرا في ما قبل زمن البيجيدي أنشأ لنفسه حماما وغرفة نوم في مكتبه.
لو سألني بنكيران، لقلت له: لا تخون إلا الزوجة التي لا تحب زوجها أو التي خانها زوجها، وهي على كل حال لن تخونه إلا مع رجل خائن لزوجته أو لدينه. ولأردفت متسائلا : وما عسى لامرأة أن تفعل إن فاجأت زوجها في فراش امرأة أخرى ؟ هل من حقها، ومن باب الغيرة على أنوثتها والدفاع على شرفها، أن تقتله؟

لو سألني بنكيران ذاك السؤال السخيف والبليد لأجبته: انك السيد رئيس الحكومة تحرض على القتل، وأرجوك فقط أن تعمل مبدأ المساواة والمناصفة، وأن تحرض النساء كما حرضت الرجال على ذلك، حتى تكون عادلا. أليس العدل أساس الحكم؟!

 

وأختم : زوجتي/حبيبتي صورة عن كل المغربيات المتشبعات بقيم العزة والأنفة والحياء، المنغرسة في تربتنا الثقافية المغربية، كما هي صورة كل النساء المناضلات في الحركة الديمقراطية وفي الجمعيات المدافعة عن المرأة وقضيتها النبيلة. إنها الصورة النقيض للصورة السلبية التي تسكن العقل الجمعي للبيجيدي وكل الحركات الأصولية.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

حتى  لا تتحول مجالس الحكامة الى آلية للتحكم

اليوم يفتتح ذ.إدريس لشكر المؤتمر الوطني لقطاع المحامين

الأغلبية تظهر «وحدة الواجهة ـ الفاصاد»، وواقع مكوناتها يؤكد ما قاله الاتحاد وكاتبه الأول..

المجد للشهداء في الأعالي، وعلى الوطن السلام!