محمد ملال: تدبير ملف الدعم عبر مقاربة ترابية تنطلق من الجهات في تنزيل عملي لورش الجهوية المتقدمة

وزير الثقافة: منصة رقمية لعرض الأعمال الفنية والمسرحية ووعد بعودة تدريجية للأنشطة الثقافية

عقدت لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب يوم الأربعاء 21 أكتوبر 2020، اجتماعا مع وزير الثقافة والشباب والرياضة عثمان الفردوس لتدارس إمكانية استئناف الأنشطة الثقافية والفنية ببلادنا بعد التوقف الطويل جراء تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد وهو الطلب تقدم به الفريق الاشتراكي؛ بالإضافة الى مناقشة برنامج دعم الفنانين، وبصفة خاصة المعايير التي تم تبنيها في توزيع هذا الدعم، والمعايير المعتمدة لتوزيع الدعم الاستثنائي على مجموعة من الأسماء الفنية والأسباب الكامنة وراء إقصاء عدد من الفنانين، وبرامج الحكومة لتجاوز تداعيات جائحة كوفيد 19 على قطاع الثقافة ودراسة المعايير المعتمدة لدعم المشاريع الفنية.

أوضح محمد ملال، رئيس لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، في اتصال للجريدة به، أن مطلب اللجنة باستئناف جزئي للأنشطة الثقافية المتوقفة لما يزيد عن 8 أشهر، أملته الوضعية الاجتماعية الصعبة التي يعاني جراءها العديد من ممارسي المهن الثقافية والفنية على غرار الأنشطة الاقتصادية التي استعادت وتيرة اشتغالها. وقدم ملال بعضا من مقترحات اللجنة لتسهيل هذا الاستئناف بتقليص عدد مرتادي الفضاءات الثقافية كالمسارح والسينما والأندية الثقافية سواء منها التابعة للجماعات الترابية أو للوزارة، وقد هو المقترح الذي تلقت اللجنة وعدا وزرايا بفتح جزئي للفضاءات الثقافية بشكل مقنن، يستجيب للإجراءات الاحترازية الضرورية..
أما بخصوص الدعم المقدم للفنانين، فأكد ملال أن الأزمة الصحية التي يعيشها العالم اليوم، أبانت عن ضعف في الحكامة بخصوص الدعم، وعن تدبير تقليدي لم يعد يستجيب لحركية المشهد الفني والثقافي عموما، ما يقتضي – حسبه – تدبير هذا الملف عبر مقاربة ترابية تنطلق من الجهات في تنزيل عملي لورش الجهوية المتقدمة، وعبر منصة رقمية تكون رهن إشارة المبدعين والفنانين لتسجيل طلباتهم لتتم معالجتها على المستوى المركزي أو الجهوي، لأن التدبير الحالي يمنح فرصا كبيرة لـ»ممتهني الدعم» والذين يتقنون «تكوين ملفات» بمساعدة موظفين يتلقون مقابلها دعما هم في غنى عنه، أو ليسوا مؤهلين للاستفادة منه، داعيا الى إحداث قطيعة مع هذا النوع من التدبير الذي قدم الوزير وعدا للجنة بإصلاح مساطره إصلاحا جذريا يقطع مع كل زبونية مستقبلا.
وفي رده على تساؤلات أعضاء لجنة التعليم والثقافة والاتصال حول «برنامج دعم الفنانين، والمعايير التي تم تبنيها في توزيع هذا الدعم»، أفاد الفردوس أن هناك توجها نحو إحداث منصة رقمية لعرض الأعمال الفنية والمسرحية،
تمكن، قانونيا، من دعم الجمعيات التي تنجز مسرحيات أو عروضا، وذلك لنشرها على هذه المنصة».
وأثار الفردوس الوزير، الإشكال القانوني الذي لا يسمح للوزراة بشراء الخدمات الفنية التي لا يتم عرضها في التلفزة والاذاعة»، مشيرا إلى أن الوزارة تعمل على تجاوز هذا الإشكال.
وحول ضرورة إحداث هذه المنصة الرقمية، أوضح الوزير أن المنصة تجد فلسفتها في ما خلفته الأزمة الصحية لجائحة كوفيد 19 من تداعيات كان أبرزها غياب المهرجانات والمواسم التي كانت تشغل عددا من الفنانين خاصة في الجهات، وما خلفته من آثار اجتماعية حيث تراجع رقم معاملات القطاع الفني وفرص الشغل به بنسبة 60 في المائة، بالتزامن مع القطاعات التي تتداخل مع القطاع الثقافي والتي تعاني من جانبها من الأزمة.