نظم مكتب فرع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالحي المحمدي بالدار البيضاء، مساء الجمعة 29 مارس 2019، لقاء جماهيريا، عرف حضورا مميزا وقويا، تمت خلاله مناقشة الوضع الراهن، وطنيا وجهويا ومحليا.
في بداية اللقاء، الذي تزامن مع يوم الأرض، ألقى مروان الراشدي، كلمة ترحيبية، ذكر فيها بثوابت الاتحاد، في الوطن وفي الحي المحمدي، وربط بين ذاكرة الحي النضالية وبين استمرار حركة التحرير من خلال حزب المهدي وعمر وعبد الرحيم واليوسفي، كما وجه تحية خاصة إلى الحضور الذي استجاب بقوة للدعوة الموجهة إليه، منبها إلى مجريات القرب، والتي تتطلب انخراطا دائما وقويا إلى جانب عموم الساكنة، وفي انصهار مع مطالبها.h
وفي سياق التفاعل مع القاعة، التي تابعت اللقاء إلى آخره، تجاوب الراشدي مع تساؤلات المواطنين، حول قضايا محلية، منها فرض رسوم الاستفادة من ملاعب القرب والنظافة، وغير ذلك من انشغالات المواطنين، ودعا العموم في هذا الإطار إلى مراقبة السلوك الجماعي للمسؤولين في علاقتهم بمطالب الناس وتكوين رأي يتماشى مع مصلحتهم للتعبير عنه وقت الحساب.
من جانبه، قال عبد الحميد جماهري، عضو المكتب السياسي للحزب، في مداخلته، إن أحزابا مغربية اعتمدت في خطابها على كونها عناصر استقرار للمغرب، لم تف بوعودها، في عدة حالات، مضيفا أن الذين استندوا إلى ملايين الأصوات الانتخابية في دعم اختياراتهم، لم يستعملوا رأسمالهم الانتخابي في تهدئة الوضع الاجتماعي، كما هو حال الاحتجاجات ذات الصلة بالمطالب الاجتماعية في التعليم وفي الصحة، مردفا أن الذين استندوا إلى البعد الجهوي أيضا، في حضورهم السياسي، لم يثبتوا القدرة على ضمان الاستقرار عندما اهتزت العديد من الجهات بفعل مطالب اجتماعية، كما لم يجدوا في أنفسهم القدرة على تأطير الجماهير الغاضبة، ونفس الشيء بالنسبة لمن تقدموا دوما كأصحاب استقرار ليبرالي في البلاد، إذ أن موجات المقاطعة والغضب التي مست قطاعات اقتصادية حيوية بينت أن عربون الاستقرار الاقتصادي لا يكون دوما إيجابيا عند الأزمات.
وكان جماهري قد بدأ الحديث حول القضية الوطنية، باعتبارها المدخل الدائم والضروري لقراءة أي تطورات في بلادنا، وفي هذا السياق نبه عضو المكتب السياسي إلى أن الأوضاع الإقليمية المتوترة بالجوار، إضافة إلى محاولات المناهضين، يجب «أن تدفعنا إلى الاستمرار في التعبئة واليقظة، وذكر في معرض الحديث عن الملف، لقاء جنيف الثاني، والذي تم خلاله تكريس المسؤولية المشتركة لدولة الجزائر في إيجاد حل سياسي مقبول من الأطراف، كما تم خلاله تكريس منطق الحل الجديد، الذي يقطع مع أدبيات عتيقة، كتقرير المصير والاستفتاء أوالحل العسكري، ويدفع باتجاه حل ممكن.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قد صرح، يقول جماهري، بأن الحل ممكن، إضافة إلى تنويهه بالمجهودات المغربية من أجل ذلك. وفي هذا الإطار عرج المتحدث على ما وقع بين مراكش وبريتوريا، عندما سعت جنوب إفريقيا إلى تعبئة أنصار البوليزاريو في لقاء وزاري باهت، مقابل حضور قوي، شمل أزيد من أربعين دولة إفريقية، حضرت لمناصرة مقاربة المغرب والأمم المتحدة في حصر «الحل والنقاش حول موضوع الصحراء في مجلس الأمن والهيئة الدولية، عكس ما سعت إليه جنوب إفريقيا والجزائر من حشر الاتحاد الإفريقي في الموضوع.
وفي معرض الحديث عن الوضع الاجتماعي العام الموسوم بالتوتر حول التعاقد من جهة، والقانون الإطار الخاص بالتربية والتكوين من جهة أخرى، لاحظ المحاضر أن التربية اليوم لم تعد شأنا لتناظر البحث الأكاديمي والشأن الرمزي بقدر ما تحولت إلى بؤر لإنتاج التوتر السياسي والاجتماعي، وهذا هو صلب المشكل، داعيا في هذا الصدد إلى حوار وطني حول الإشكاليات التي تعرقل التفاعل مع متطلبات السلم الاجتماعي والسلم التربوي والعملي في المدرسة الوطنية، وتساءل: «لم لا نفكر في هيئة دستورية للحوار الوطني، ممأسسة بقانون، تدفع باتجاه الحوارات الكبرى، وتوجيه النقاش العمومي، نحو القضايا المصيرية والتي تستجد وطنيا؟
وفي ما يتعلق بالوظيفة العمومية قال عضو المكتب السياسي للحزب إن الحديث عن قانون جديد لها، أكثر بكثير من حقيقة هذا القانون»، مذكرا بأن الوزير الاتحادي المعني قد رد على كل ما نشر بخصوص هذا الأمر، وأن هناك سوء فهم كبير حول موضوع لم ير النور بعد…
وفي السياق ذاته، عبر عضو المكتب السياسي عن قناعته بأن النقاش حول حقيقة الوضع الذي يعيشه المغاربة هو الكفيل برد السياسة النبيلة إلى سكتها، وتجاوز المشاحنات التي تصل أحيانا درجة الصبيانية.
واسترسل المحاضر قائلا إن «المؤسسة الملكية تحمل مشروعا كبيرا وطموحا، لا يقف عند المؤشرات البشرية والتنموية، بل يتجاوزه إلى الموقع الحضاري للمغرب، وإلى موقعه الإنساني والقاري»، وهو ما يذكرنا، يقول المحاضر، بمراحل ازدهاره الثقافي والتاريخي.
وربط المتدخل بين زيارة البابا واحتضان المغرب لنداء القدس، وبين يوم الأرض الذي خلد خلاله المغاربة والعالم يوم فلسطين، والارتباط العميق للمغاربة بهذه الذكرى وبالقضية وجعلها دوما في نفس درجة القضية الوطنية، مذكر ا بعلاقة الاتحاد الاشتراكي بالقضية وتلاقي المغرب بكل طبقاته معها بدون التدخل في سيادة القرار الفلسطيني…
هذا وعرف اللقاء نقاشات متعددة، تناولت قضايا العدالة الاجتماعية والمسألة التربوية، وغير ذلك من اهتمامات المواطنين.
الكاتب : مراسلة خاصة
تعليقات الزوار ( 0 )