بقلوب مكلومة وأفئدة مؤمنة بقضاء الله وقدره، ودعت بلادنا أحد أعمدة الالتزام اليساري، الوطني الديموقراطي، الفقيد الحبيب الشرقاوي رحمه الله. بعد عمر قضاه في العمل الوطني والسياسي، منذ أن انخرط في حزب الاستقلال سنة 1950 .
وكان الفقيد معروفا بقوة انتمائه إلى الحركة الوطنية، ثم في امتدادها التقدمي الشعبي، حيث رافق كبار قادة الاتحاد ومؤسسيه، أمثال عريس الشهداء المهدي بن بركة وعبد الرحيم بوعبيد وعبدالرحمان اليوسفي… وقد عرف عن الحبيب الشرقاوي، صرامته الأخلاقية وانحيازه الدائم إلى صراحة القول وعفة الفعل، لا يخشى في الحق لومة لائم، زاوج بإبداع إنساني فريد بين الأمانة والتكتم، والحقيقة والصدق..
رافق الفقيد حياة الحركة الاتحادية منذ التأسيس، وخبر كل معاناتها وأدى ثمن ذلك من حياته ومن جسده. وقد كان بيته فضاء للعديد من الأحداث التاريخية، والتي طبعت تاريخ النضال الديموقراطي التقدمي، وكذا معبرا مفصليا في تاريخ الحركة الاتحادية. وتحمل الفقيد مسؤوليات جمة في الزمن الملتهب، ودفع ضريبة ذلك من حياته المهنية لما كان في السلك الديبلوماسي، بوزارة الخارجية، وكان له منها حضوره المتميز والدائم ضمن قيادات الاتحاد وأجهزته الوطنية، ثم العضوية في المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ضمن ثلة من المخلصين والقادة المؤسسين.. وتحتفظ الذاكرة النضالية لشعبنا، للفقيد، بمواقفه الأخلاقية العالية، وحرصه الدائم على خدمة الأفكار النبيلة والشرعية، التي ترعرع عليها في بيت والده رحمه لله ثم في مرافقة قادة الحركة التقدمية والوطنية في بلادنا.
رحم لله أخانا الحبيب الشرقاوي، وتعازينا الصادقة في هذا المصاب الجلل لعائلته الصغيرة للا مليكة، أميمة ونجوى، وإخوته تورية وسيدي بوبكر، ولكل إخوانه في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وفي الحركة الوطنية عموما..
والله نسأل أن يتغمده بشآبيب رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهمنا جميعا الصبر والسلوان في فقدانه المؤلم.
وإنا لله وإنا إليه راجعون

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

انتخاب عمرو عرجون رئيسا جديدا لجماعة البركانيين بإقليم الناظور

تشييع جنازة المناضل والإعلامي الكبير جمال براوي في موكب مهيب

الكاتب الأول يقدم التعازي لجلالة الملك، أصالة عن نفسه ونيابة عن الاتحاديات والاتحاديين

الكاتب الأول يحضر اللقاء التواصلي الأول لنقيب المحامين بالرباط