عن جريدة الاتحاد الاشتراكي
اختار الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين، والمغرب على موعد الأسبوع المقبل مع فعاليات الدورة الرابعة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، أن يسائل وزير الثقافة والاتصال، أول أمس الثلاثاء 6/2/2017، في الجلسة المخصصة للأسئلة الشفوية، عن مشروع الوزارة للدفع بتوسيع مجال الكتاب والقراءة. وقال عضو الفريق الاشتراكي عبد الحميد فاتحي إنه في التراتبية الدولية تحتل بلادنا مكانا غير لائق من حيث الترويج للكتاب ومن حيث إقبال المواطنين على القراءة، بحيث إن هذا الواقع لا ينسجم مع التنوع الثقافي والغنى التراثي والتاريخي للكتابة والفن والتأريخ ببلادنا.
وبعد تقديمه لخريطة الطريق للنهوض بالكتاب والقراءة، وما يطرحه البرنامج الحكومي في هذا الصدد، أكد فاتحي أن دوافع طرح السؤال حول الكتاب والقراءة، نابع من وقوف الفريق عند بعض المؤشرات التي تدل على التراجع المهول في القراءة وعدم الإقبال على الكتاب، رغم أن القراءة هي حاجة مجتمعية أكيدة للولوج إلى عالم المعرفة ومحفز للإبداع على عدة مستويات، فكري اقتصادي تكنولوجي، وأضاف فاتحي أن الكتاب هو كائن حي يتفاعل مع محيطه السياسي والثقافي والاجتماعي، ويعتبر عاملا رئيسيا لرقي مختلف الحضارات الإنسانية على اختلافها وتنوعها، إذ يساعد على تنمية وتطوير قدرات الفرد، لأنه رأسمال بشري قادر على ضمان صيرورة المجتمع، لكن وضع القراءة اليوم في المغرب، جد متدن، للأسف.
واستحضر الفريق الاشتراكي للتوضيح، نتائج الدراسة التي أنجزت في إطار برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لسنة 2017، والتي تبين أن المغاربة يخصصون، على الأكثر، 10 دقائق في اليوم للقراءة، وهو رقم يمكن أن يؤثر سلبا برقم آخر، خصوصا إذا ما علمنا أن المواطن المغربي يخصص درهما واحدا فقط لشراء الكتب.
وأكد فاتحي أن هذا التحديد الكمي ليس مجرد معطيات رقمية، بل إنه يعكس عمق الإشكال الثقافي الذي يتجلى في غياب ثقافة المطالعة لدى المغاربة، والذي ترجع أسبابه للأسرة والمدرسة، إذ أن القراءة لم يعد لها ذلك التشجيع الكافي في القسم بسبب إغراق الطفل بالمقررات والمواد الكثيرة في محاولة لتعليمه كل شيء بالإضافة إلى ضعف الخطاب السائد في الإعلام حول التوعية بأهمية المطالعة، مع غياب سياسة واضحة المعالم من طرف الوزارة الوصية.
وأكد عضو الفريق أن مجموعة من المدارس ليس بها مكتبات ، وإن وجدت فهي لا ترقى إلى مستوى المساهمة في تأطير الفرد وإغنائه وتحبيب القراءة إليه، دون الحديث عن ضعف البنية التحتية لبعض المكتبات العمومية، أو انعدامها في مناطق أخرى، فالأرقام تبين أن هناك مكتبة لكل 100000 مواطن، كما أنها لا تقوم بالتنشيط اللازم من أجل التحفيز وزرع شغف المطالعة. وأضاف فاتحي أنه بما أننا مقبلون على المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء، الذي يعتبر أكبر حدث ثقافي في المغرب، يستقطب عشرات الآلاف من الزوار، إلا أنه لا يقدم حلا لمشكل القراءة ولا يحقق هدفه الأساسي المرتبط بتوسيع دائرة المعرفة في المغرب، مردفا أن الوضع الحالي للقراءة في المغرب يستوجب انخراط جميع الجهات من أجل أفق معرفي وتربوي محدد، فالمجتمع المغربي بإمكانه التصالح مع القراءة والكتاب بشكل عام كما كان في سنوات السبعينيات من القرن المنصرم، لأن الفرد المثقف هو لسان مجتمعه وهو أدرى من غيره بمشاكل بلاده وقضاياها، ولا يتم صناعته إلا بشحنه بالقراءة.
تعليقات الزوار ( 0 )