إن قيادة الاتحاد الاشتراكي‮ ‬للقوات الشعبية،‮ ‬الملتئمة في‮ ‬اجتماعها صباح‮ ‬يوم السبت فاتح نونبر‮ ‬2025،تحت رئاسة الأخ الكاتب الأول ادريس لشكر وبعد الاستماع إلى عرضه السياسي‮ ‬القيم والسديد حول التطور التاريخي‮ ‬والمنعطف الحاسم الذي‮ ‬كرّس،‮ ‬باسم‮ ‬المجتمع‮ ‬الدولي‮ ‬سيادة‮ ‬الأمة المغربية على ترابها‮ ‬ووحدته التاريخية‮ ‬

ـ تعرب عن ابتهاجها‮ ‬ومشاركتها‮ ‬الشعب المغربي،‮ ‬بقيادة ملكه صانع الوحدة والاستقرار‮ ‬،ومشاطرة كل قواه الحية،‮ ‬إحدى أعمق اللحظات في‮ ‬التاريخ الوطني‮ ‬متمثلة في‮ ‬الإقرار الدولي‮ ‬بـ«الحكم الذاتي‮ ‬تحت السيادة المغربية باعتباره حلا توافقيا للنزاع المفتعل في‮ ‬صحرائنا المسترجعة‮»…‬

ـ تعتبر موجات الفرح التلقائية ومظاهر‮ ‬الابتهاج الجماعية‮ ‬التي‮ ‬عمت بلادنا من طنجة الى لكويرة‮ ‬،‮ ‬والتي‮ ‬لا تخفى حماستها وعفويتها،‮ ‬أصدق تفاعل وطني‮ ‬التقط بوعي‮ ‬ومسؤولية أهمية المنجز الوجودي‮ ‬الحاسم في‮ ‬مسيرة استكمال الوحدة الوطنية‮. ‬

والاتحاد‮ ‬،‮ ‬إذ‮ ‬يستحضر بكل امتنان وعرفان وإكبار التضحيات الجسام التي‮ ‬قدمها الشعب المغربي‮ ‬الصامد بقيادة ملكيته المكافحة،‮ ‬الصبورة والحكيمة‮ ‬يسجل للتاريخ ما‮ ‬يلي‮ :‬

ـ إن بلادنا‮ ‬،‮ ‬شعبا وملكا،‮ ‬عاشت‮ ‬يوم‮ ‬31‮ ‬أكتوبر‮ ‬2025،‮ ‬يوما‮ ‬تاريخيا مجيدا،‮ ‬لا تضاهيه‮ ‬في‮ ‬قوته‮ ‬وعنفوانه‮ ‬سوى لحظات الاستقلال الوطني‮ ‬بقيادة المغفور له محمد الخامس والحركة الوطنية،‮ ‬ولحظة التدفق الوطني‮ ‬الحاشد‮ ‬،‮ ‬في‮ ‬المسيرة الخضراء المظفرة‮. ‬والتي‮ ‬كانت ثمرة الذكاء الرفيع للملك الراحل الحسن الثاني‮ ‬رحمه الله،ونتيجة تجاوب وطني‮ ‬عميق‮…‬

وعليه،‮ ‬يرى‮ ‬الاتحاد في‮ ‬القرار الأممي‮ ‬بداية فتح جديد تم خلاله الحسم النهائي‮ ‬لسيادة المغرب على صحرائه‮ ‬بالتصويت على القرار‮ ‬2797‮ ‬القاضي‮ ‬بالطي‮ ‬النهائي‮ ‬للنزاع المفتعل‮ ‬،‮ ‬فتح‮ ‬يجدد للأمة روحها التحررية الوحدوية‮.‬

ـإن الاتحاد الاشتراكي‮ ‬للقوات الشعبية،‮ ‬باعتباره جزء حيا من النسيج الوطني،‮ ‬ظل دوما وأبدا في‮ ‬قلب معركة التحرير والوحدة،‮ ‬يعرب عن مشاعر الفخر والاعتزاز بإنصاف المجتمع الدولي‮ ‬لحقوقه،‮ ‬معتبرا القرار الأممي‮ ‬إحقاقا لحق تاريخي،‮ ‬سيادي‮ ‬وترابي‮ ‬مشروع،‮ ‬قدمت البلاد من أجله تضحيات كبيرة،‮ ‬وقدمت لإحراز شرفه دروسا في‮ ‬الصمود والحكمة واليقظة‮.‬

ـ إن الاتحاد الاشتراكي،‮ ‬إذ‮ ‬يقف باعتزاز عند تطابق الشرعية الدولية مع المشروعية التاريخية للمغرب،‮ ‬والتقاء الحق الوطني‮ ‬مع إنصاف القانون الدولي،‮ ‬سبق أن عبَّر على لسان كاتبه الأول،‮ ‬في‮ ‬تقريره السياسي‮ ‬المقدم للمؤتمر الوطني‮ ‬12‮ ‬للحزب،‮ ‬عن الأفق المنتظر‮ ‬من الدول الصديقة،‮ ‬الدائمة العضوية في‮ ‬مجلس الأمن،‮ ‬من أجل أن‮ «‬تعمل باعتبارها من صناع القانون الدولي،‮ ‬على مناقشة قرار جديد‮ ‬يفضي‮ ‬إلى اعتبار الحكم الذاتي‮ ‬مقترحا أمميا،‮ ‬هو المنطلق والنهاية في‮ ‬تسوية الملف‮»‬،وكذلك كان‮.‬

وينبه إلى أن دور الأمم المتحدة‮ ‬الآن بات واضحا بحيث‮ ‬يستند الى قرار الشرعية الدولية‮ ‬وما تمثله من‮ ‬قوة اجبارية،‮ ‬من أجل نتيجة معروفة،‮ ‬منطلقها ومنتهاها‮… ‬السيادة المغربية‮ .‬

ـ وبعد تقديم أحر وأصدق التهاني‮ ‬إلى جلالة الملك محمد السادس،‮ ‬يثمن‮ ‬الاتحاد بحرارة وتقدير عاليين،‮ ‬الحكمة الملكية المتبصرة والقوة الهادئة،‮ ‬و الرؤية الاستباقية التي‮ ‬ميزت دوما دوره الريادي‮ ‬في‮ ‬الارتقاء بالديبلوماسية الوطنية إلى مراتب الحزم والعزم‮ ‬،‮ ‬والتي‮ ‬جمعت بين القوة في‮ ‬الموقف والرصانة في‮ ‬تدبير تعقيدات الملف وتقاطعاته الدولة والإقليمية‮. ‬وكان من علاماتها الفارقة،‮ ‬الانتقال من التدبير إلى التغيير،‮ ‬وفي‮ ‬قلب كل هذه الدينامية تقديم مبادرة الحكم الذاتي‮ ‬من طرف جلالة الملك محمد السادس حفظه الله من أجل تحصين الوحدة الوطنية والترابية للمملكة‮. ‬وصنع بذلك نموذجا متفردا في‮ ‬صناعة توافق دولي‮ ‬غير مسبوق في‮ ‬تاريخنا الحديث حول رؤيته لبناء التحرير والوحدة الوطنية على قاعدة السلام‮.‬

ـيعتبر أن مشاركة جلالته مع شعبه الوفي‮ ‬لهذه اللحظة الرفيعة،‮ ‬ذات المغازي‮ ‬غير المسبوقة،‮ ‬عبر الخطاب الملكي‮ ‬السامي‮ ‬بالمناسبة،‮ ‬والذي‮ ‬تابعه حزب القوات الشعبية بكل اعتزاز وفخر وباهتمام بالغ،‮ ‬مبادرة ذات دلالات وطنية وسياسية عميقة،‮ ‬ونموذجا في‮ ‬الالتحام الوطني‮ ‬الفعال،‮ ‬كما هي‮ ‬عادة جلالته في‮ ‬كل اللحظات المفصلية‮. ‬

ويعرب الاتحاد الاشتراكي‮ ‬عن انخراطه جملة وتفصيلا في‮ ‬الأفق الذي‮ ‬رسمه جلالته لما بعد الإنجاز‮ ‬التاريخي،‮ ‬معتبرا أن زمن المغرب الموحد،‮ ‬هو زمن لتعميق ثورة‮ ‬إصلاحية جديدة‮ ‬تسهم في‮ ‬تعميق البناء الديموقراطي‮ ‬الشامل والتأهيل الترابي‮ ‬المؤسساتي‮ ‬العادل والقوي،‮ ‬وفي‮ ‬بلوغ‮ ‬كل الطموحات التي‮ ‬تساير إرادة الملك والشعب في‮ ‬المرحلة الجديدة من تاريخه الحافل‮…‬

ـ إن الاتحاد الاشتراكي،‮ ‬وهو‮ ‬يتقاسم مع عموم الشعب المغربي‮ ‬وكل القوى المحبة للسلام والحق،‮ ‬لحظات الإنجاز التاريخي،‮ ‬يرى من واجبه الأخلاقي‮ ‬الوطني،‮ ‬أن‮ ‬يتوجه بالشكر إلى كل الأصدقاء الذين دعموا الحق المغربي،‮ ‬عبر مساره الشاق والطويل المليء بالتضحيات،‮ ‬من دول وقادة وتكتلات جيوسياسية وسياسية ومنظمات وهيآت،‮ ‬ويخص بالذكر الولايات المتحدة الأمريكية وعلى رأسها فخامة الرئيس دونالد ترامب،‮ ‬الذي‮ ‬كان لاعترافه بسيادة المغرب على صحرائه أثرا حاسما في‮ ‬تغيير‮ ‬موازين القوة التي‮ ‬يحتكم إليها العالم في‮ ‬صناعة القرارات التاريخية،‮ ‬وفي‮ ‬خلق موجة دولية كبرى حسمت التردد الذي‮ ‬طبع مواقف الكثير من عواصم العالم،‮ ‬كما‮ ‬يتوجه بالشكر لكل الدول الشقيقة والصديقة وفي‮ ‬مقدمتها‮ ‬كل الدول العربية والإفريقية‮ ‬التي‮ ‬يسرت الوصول إلى هذا الإنجاز الوطني‮ ‬الكبير والحاسم‮.

ـ إن الاتحاد الاشتراكي،‮ ‬إذ‮ ‬يسجل باعتزاز التنويه الملكي‮ ‬بالديبلوماسية الحزبية،‮ ‬والتي‮ ‬قدم فيها حزبنا خدمات جليلة للوطن،‮ ‬يجدد العزم على المضي‮ ‬في‮ ‬مجهوده النضالي‮ ‬الدولي‮ ‬والقاري‮ ‬والإقليمي‮ ‬خدمة لقضايا الوطن والأمة،‮ ‬وانخراطه في‮ ‬الأفق الذي‮ ‬رسمه جلالته في‮ ‬تدبير مراحل تنزيل الحكم الذاتي،‮ ‬عبر تعزيز الجبهة الداخلية المتراصة والمتحركة في‮ ‬الوقت ذاته.على قاعدة وحدة العرش والشعب والأرض‮..‬

ـيحيي‮ ‬عاليا الروح الحكيمة التي‮ ‬طبعت التوجه‮ ‬المستقبلي‮ ‬للخطاب،‮ ‬واعتبار الإنجاز‮ ‬الوطني‮ ‬التاريخي،‮ ‬ليس فقط تثبيتا لحقيقة تاريخية،‮ ‬بل إنجازا مغاربيا مستقبليا‮. ‬ويحيي‮ ‬الروح الملكية في‮ ‬التعبير عن الإرادة المتجددة للعمل المشترك مع الرئيس الجزائري‮ ‬عبد المجيد تبون من أجل فتح صفحة جديدة‮ ‬يتطلبها مستقبل الأجيال القادمة من أبناء المغرب الكبير‮. ‬

وفي‮ ‬هذا الصدد،‮ ‬تجدد الاتحاد الاشتراكي،‮ ‬باعتباره استمرارا لحركة التحرير الشعبية ذات البعد الوطني‮ ‬والمغاربي‮ ‬الوحدوي،‮ ‬التأكيد على القواسم المشتركة التاريخية التي‮ ‬ربطتنا مع جبهة التحرير الوطني،قائدة معركة الاستقلال في‮ ‬الجزائر‮ ‬وعلى المشترك الفكري‮ ‬والسياسي‮ ‬الذي‮ ‬ربطنا مع جبهة القوى الاشتراكية،حاملة المشعل الديموقراطي‮ ‬والأفق التقدمي‮ ‬الاشتراكي‮ ‬من أجل العمل المستقبلي‮ ‬واستئناف العمل النضالي‮ ‬المغاربي‮.‬

ـ‮ ‬يعرب الاتحاد الاشتراكي‮ ‬عن تثمينه للنداء الملكي‮ ‬لإخواننا في‮ ‬مخيمات تندوف،‮ ‬ودعوتهم للمساهمة العملية في‮ ‬جمع الشمل وبناء المغرب الموحد،‮ ‬القوي‮ ‬والصاعد.بكل أبنائه‮ ‬،‮ ‬بإنهاء مَنفاهم الايديولوجي‮ ‬القسري‮ ‬الذي‮ ‬فرضته مدرسة الحرب الباردة‮ ‬وتيارات الوهم الانفصالي‮ ‬،‮ ‬الذي‮ ‬تم إقراره دوليا‮. ‬

وختاما‮ ‬يقف الاتحاد الاشتراكي‮ ‬للقوات الشعبية،‮ ‬وقفة إجلال وتعظيم لكافة شهداء الوطن،‮ ‬وقادته الذين سقطوا في‮ ‬طريق التحرير،‮ ‬وينحني‮ ‬بامتنان الشعوب المخلصة‮ ‬أمام أرواح الشهداء من أبناء القوات المسلحة الملكية الباسلة وقوات الأمن الوطني‮ ‬والدرك الملكي‮ ‬والوقاية المدنية والقوات المساعدة وعموم العاملين في‮ ‬أسلاك الإدارة الوطنية‮.‬

هنيئا للأمة المغربية،‮ ‬لجلالة الملك،‮ ‬ولكل المغاربة‮.‬

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

المهدي بنبركة: 29 أكتوبر 1965 – 29 أكتوبر 2025

المهدي المزواري لـ «تيل كيل»: قيادة الاتحاديين كانت «إجماعاً وضرورة» وتجديد الحزب بدأ من القواعد!

التقرير السياسي للمؤتمر 12: المكاشفة والمسؤولية

الاتحاد  الاشتراكي… حين يتحول النجاح إلى مصدر إزعاج