أكد محمد بنعبد القادر، الوزير المكلف بإصلاح الإدارة والوظيفة العمومية، في الجلسة الشفوية المنعقدة بمجلس المستشارين، أول أمس الثلاثاء 29/5/2018، أن إحداث فروع المؤسسات العمومية لا يندرج ضمن مجال اختصاص الوزارة، كما أنها تخضع لوصاية القطاعات الوزارية المعنية التي تبقى لها الصلاحية في إعطاء التوجيهات العامة في مجال التدبير والتنظيم الإداريين لإحداث التمثيليات الترابية بأقاليم وعمالات المملكة، عندما تستدعي الضرورة ذلك. وأضاف محمد بنعبد القادر أن وزارته تعمل جاهدة على حث الوزارات لاتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل سد الخصاص المسجل على هذا المستوى، خلال اجتماعات لجنة تنظيم الهياكل الإدارية واللاتمركز الإداري بمناسبة دراسة المشاريع التنظيمية الخاصة بتنظيم هياكلها الإدارية، لاسيما مع الدينامية الحالية التي يعرفها مشروع الجهوية المتقدمة الذي يتطلب بناء إدارة لاممركزة لتنفيذ البرامج القطاعية وتقوية آليات التنسيق بين مختلف الفاعلين على المستويين الجهوي والإقليمي بغاية استكمال المجهودات المبذولة لتأطير كافة الأقاليم وعمالات المملكة.
ويأتي هذا التأكيد على سؤال الفريق الحركي بمجلس المستشارين، والذي انصب حول التدابير التي ستتخذها الحكومة لتسريع توطيد المصالح الخارجية والمرافق الإدارية وفروع المؤسسات العمومية والإقليمية بالأقاليم المحدثة، وفي هذا الصدد شدد محمد بنعبد القادر على التزام الحكومة بتنفيذ التوجيهات الملكية السامية الواردة في العديد من الخطب التي تحث على تدعيم مسلسل اللاتمركز الإداري قصد مواكبة الدينامية الجديدة التي تعرفها الجهة، وكشف الوزير عن اهتمام الحكومة بإحداث المصالح الإدارية بمختلف الأقاليم والعمالات لمواكبة التحولات الاجتماعية والاقتصادية والقانونية التي عرفتها المملكة، عبر تأهيل كافة الأقاليم والعمالات، وجعل هاجس التنمية مركز الطموح الذي تسعى إليه الحكومة في ظل سياسة القرب التي تنهجها. مشيرا إلى أن مسلسل اللاتمركز الإداري في الوقت الراهن مازالت تطبعه عدة نواقص ممثلة في ضعف تمثيلية بعض القطاعات الوزارية على المستوى الترابي، مما ينتج عنه بالفعل تفاوت بين الأقاليم والعمالات، ويُعزى ذلك إلى كون إحداث المصالح اللاممركزة للوزارات يتم بشكل عام حسب طبيعة تدخل القطاع على المستوى المحلي وفق طبيعة نشاطه المباشر بالمواطنين.
واستنادا إلى اختصاصات وزارة تحديث الإدارة والوظيفة العمومية، كما هي محددة في المرسوم رقم 2.06.82 الصادر في 10نونبر 2006، أكد بنعبد القادر أن وزارته تعمل جاهدة على حث الوزارات من أجل إحداث مصالحها اللاممركزة في الجهات والأقاليم والعمالات في إطار تقوية وتأطير المجال الترابي وتكريسا –يقول الوزير-لمضامين الدستور الجديد وحرصا من الحكومة على توفير الوحدات الإدارية اللازمة لتغطية كافة التراب الوطني بتمثيليات القطاعات الوزارية وإدماج مختلف العمالات والأقاليم ضمن مقاربة شمولية للتنمية.
وأكد بنعبد القادر أن هناك مجموعة من المشاريع ستعزز الإدارة اللاممركزة كما هو الشأن مثلا بالنسبة لإقليم الدريوش الذي ستحدث فيه قريبا مديرية إقليمية للفلاحة بغاية تكريس القرب ومبدأ اللاتمركز الهادفين إلى تعزيز التأطير المؤسساتي للفلاحين بهذا الاقليم. أو إقليم جرادة الذي ستحدث فيه مديرية إقليمية للشغل والإدماج المهني وذلك اعتبارا للتوسع المضطرد للنسيج الاقتصادي لهذا الإقليم.
وذكر الوزير انكباب الحكومة على إعداد مشروع ميثاق اللاتمركز الإداري والذي يتوخى مراجعة المقتضيات الحالية المعمول بها في مجال اللاتمركز الإداري ووضع تصور جديد للإدارة اللاممركزة. وهو المشروع الذي قدمه الوزير أمام المجلس الحكومي المنعقد بتاريخ 15 مارس 2018 حول التوجهات العامة لسياسة الدولة في مجال اللاتركيز الإداري.
ويهدف هذا المشروع إلى إصلاح شامل لتنظيم الإدارة اللاممركزة وتمتين فاعليتها وتجويد خدماتها، بدعم الديمقراطية المحلية عبر تقديم المساعدة التقنية اللازمة لرؤساء المجالس المحلية لإعداد مخططات التنمية الترابية، وتمتين فاعلية الإدارة اللاممركزة عبر نقل الاختصاصات والصلاحيات إلى المصالح اللاممركزة، بغاية تطوير أداء المصالح الإدارية.
واعتماد مقاربة ترابية تقوم على نقل الصلاحيات المركزية للمصالح اللاممركزة.

الكاتب :  من الغرفة الثانية: الراضي/ تصوير: الموساوي

 

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

انتخاب عمرو عرجون رئيسا جديدا لجماعة البركانيين بإقليم الناظور

تشييع جنازة المناضل والإعلامي الكبير جمال براوي في موكب مهيب

الكاتب الأول يقدم التعازي لجلالة الملك، أصالة عن نفسه ونيابة عن الاتحاديات والاتحاديين

الكاتب الأول يحضر اللقاء التواصلي الأول لنقيب المحامين بالرباط