بيان المجلس الوطني
بدعوة من المكتب السياسي للحزب، عقد المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالمقر المركزي للحزب بالرباط دورة عادية يوم السبت 17 ماي 2025.
و بعد الاستماع إلى كلمة رئيس المجلس الوطني الأخ الحبيب المالكي ، و متابعة العرض السياسي للأخ الكاتب الأول ادريس لشكر و مناقشتهما مناقشة مسؤولة و مستفيضة، استحضرت السياق الدولي و الإقليمي و الوطني على كل الأصعدة ، فإن المجلس الوطني للحزب و هو يثمن مضامين العرضين السالفي الذكر ، فإنه يعلن ما يلي :
1_ انشغال الاتحاديين و الاتحاديات العميق بتطورات الوضع الفلسطيني المأساوي ، بما يميزه من استمرار التقتيل و الإبادة في حق أبناء فلسطين في الضفة و القطاع و القدس الشريف ، و تعقد الوضع الإقليمي و الحسابات الدولية على حساب المبادرة الفلسطينية و استقلال القرار الوطني خدمة لأجندات لا تخدم الطموح و المشروع الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
2_ دعوة المنتظم الدولي بمؤسساته و هيئاته إلى تحمل مسؤوليته الأخلاقية و السياسية لوقف حرب الإبادة ضد الفلسطينيين، عبر فرض وقف فوري للحرب الجارية ، و السماح بدخول المساعدات الإنسانية الطبية و الغذائية ، و توفير شروط إعادة الإعمار ، و وقف مخطط التهجير المعلن ، في أفق استئناف العملية السياسية.
3_ تشبث الاتحاديات و الاتحاديين بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا و وحيدا للشعب الفلسطيني بناء على الاختيارات الوطنية الفلسطينية، و القرارات العربية و الدولية ذات الصلة ، و اعتبارها البيت السياسي و النضالي الوطني الكبير لتحقيق الوحدة و المصالحة الفلسطينية ميدانيا و نضاليا و مؤسساتيا ، كشرط إجباري لخوض معركة التحرير و بلوغ هدف قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 و عاصمتها القدس الشرقية.
4_ إن المجلس الوطني الذي ينعقد في سياق الاستعدادات و التحضيرات الجارية لتخليد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة و تحرير أقاليمنا الجنوبية ، و إذ يستحضر الصمود الوطني المغربي ، ملكا و شعبا و قوات مسلحة ملكية و درك ملكي و قوات مساعدة و مختلف قوى الأمن و الدفاع الوطني في وجه كل المؤامرات التي توالت على بلادنا لمحاولة تفكيك كيانها الترابي و الوطني فإنه :
_ يحيي باعتزاز كبير نجاعة الديبلوماسية الملكية الحكيمة ، المتبصرة ، الجريئة و الهادءة التي سمحت بتحصين الوحدة الترابية و الوطنية ، و تحقيق الكثير من المكتسبات و الاختراقات ، مما مكن بلادنا من الانتقال من تدبير الإكراهات إلى تغيير معطيات الواقع الميداني و الديبلوماسي وطنيا و دوليا ، و كرس ندية بلادنا كقوة إقليمية و دولية محترمة و مسموعة الكلمة.
_ يثمن دينامية الديبلوماسية الحزبية الاتحادية كترجمة عملية لنداءات جلالة الملك بهذا الصدد، و كتعبير عن قناعات الاتحاد الاشتراكي الثابتة في الدفاع عن القضية الوطنية الأولى في كل المحافل و المنتديات و الهيئات التي ينتسب إليها الاتحاد الاشتراكي عربيا و قاريا و دوليا .
_ يعلن عن استمرار الاتحاد الاشتراكي في خوض معركة التعريف بالحق المغربي الثابت و الدفاع عنه إلى حين الطي النهائي للملف بإقامة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
5_و في الشأن السياسي الوطني ، فإن المجلس الوطني
_ و هو يستعرض معطيات الوضع السياسي الراهن كما أفرزته الترتيبات السياسية لما بعد استحقاقات ثامن شتنبر 2021 ، الذي اتسم طيلة هذه الولاية باستفراد التغول بالمؤسسات المنتخبة وطنيا و جهويا و إقليميا و محليا ، و إغلاق الحقل السياسي في وجه أية تعددية حقيقية.
_ و هو يقف على اختلال التوازن بين المؤسسات ، و داخلها أيضا.
فإنه يسجل : الهيمنة المطلقة للتغول ضدا على روح الدستور ، و التعددية الحقيقية التي ناضل الشعب المغربي و قواه الحية من أجلها ، و دفع الثمن غاليا لتحقيقها ، و ذلك بتقويض الحقوق الدستورية للمعارضة و تغليب منطق الحزب الوحيد ذي الرؤوس الثلاثة.
يعتبر أن إعادة الاعتبار للتنافس الديمقراطي و النجاعة المؤسساتية و الفرز المجتمعي الفعلي ، كان و لا يزال يستوجب رجة مؤسساتية و سلوكية تسعف ديموقراطيتنا “السخفانة” بضخ أنفاسس جديدة في شرايينها ، و هو ما بادر إليه حزبنا عبر فريقه النيابي باقتراح طرح ملتمس رقابة على الحكومة ، نأسف لإضاعته كفرصة للتربية السياسية و التنشئة الدستورية و المساءلة المؤسساتية .
6_ و بخصوص الاستحقاقات الديمقراطية التي تنتظر بلادنا ، و بناء على تقييم موضوعي لكيفية الإشراف و التدبير لما سبق من استحقاقات انتخابية ، فإن المجلس الوطني يعبر عن قلقه البالغ من عدم استجابة الحكومة لحد الساعة لدعوات الحزب إلى فتح حوار وطني جاد و مسؤول حول الترسانة التنظيمية و التشريعية المنظمة للانتخابات ببلادنا.
و يدعو بهذا الصدد إلى توفير شروط طمأنة الرأي العام و الفرقاء الديمقراطيين حول نزاهة و مصداقية العمليات الانتخابية القادمة ، مؤكدا على مطلب الحزب الملح بالعودة إلى اعتماد اللجنة الوطنية و اللجن الإقليمية للانتخابات ، و اعتماد التمثيلية في البرلمان معيارا للعضوية فيها.
7_ إن الاتحاد الاشتراكي الذي يعتبر نفسه معبرا أمينا عن تطلعات و مطالب الشعب المغربي و قواته الشعبية خصوصا ، إذ يسجل فشل الحكومة الحالية في التنزيل الأمثل لإرادة ملك البلاد بخصوص الدولة الاجتماعية، و عجزها البين عن مواجهة موجة الغلاء المستفحلة و تفاقم البطالة و تعدد أوجه الهشاشة و الفوارق الاجتماعية و المجالية، يدعو مناضليه و مناضلاته ، و هم يحضرون لمؤتمرهم الوطني ، و للاستحقاقات الديمقراطية المقبلة ، من جهة إلى التواجد في كل جبهات النضال المؤسساتي المسؤول من جهة ، و من جهة أخرى إلى تحويل مقترح ملتمس الرقابة المجهض مؤسساتيا ، إلى ملتمس رقابة شعبي ضد حكومة التغول.
8_ إن المجلس الوطني و احتراما للقوانين المنظمة للحياة السياسية بالبلاد ، و التزاما بانتظام حياته التنظيمية الداخلية ، و هو يبارك الدينامية الحزبية الشاملة للقيادة و مختلف التنظيمات القطاعية و المجالية ، و خاصة الفريقين الاشتراكيين بغرفتي البرلمان ، فإنه يثمن دعوة قيادة الحزب إلى عقد المؤتمر الوطني الثاني عشر للحزب أيام 17 و 18 و19 أكتوبر 2025 و يدعو كافة المناضلات والمناضلين إلى جعل هذا الموعد النضالي محطة جديرة بتاريخ حزبنا و هو يستعد للاحتفال باليوبيل الذهبي للمؤتمر الاستثنائي للحزب الذي أعلن ميلاد الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
عاش المغرب.
عاش الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
حرر بالراط في 17 ماي 2025.
تعليقات الزوار ( 0 )