أكد إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية خلال ترأسه لفعاليات المؤتمر السابع للحزب بطنجة – أصيلة مساء يوم الجمعة 12 شتنبر الجاري بالمركز الثقافي أحمد بوكماخ، أن الوقت قد حان لنقول للمتحكمين في القرار الدولي والذين يملكون حق الفيتو، والمقتنعين بمغربية الصحراء وبالحكم الذاتي، والمنظمات الدولية التي تساند الموقف المغربي، أن علينا اليوم أن نؤسس لتعاقد مع الذين أعلنوا اقتناعهم بمغربية الصحراء والذين آمنوا بالحكم الذاتي، وأن نبعث من الإشارات ما يؤكد أننا مستعدون للانخراط في الحكم الذاتي”..
وأوضح إدريس لشكر، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، الذي عرف حضورا وازنا وقويا، بالإضافة إلى حضور بعض أعضاء المكتب السياسي للحزب، والشبيبة الاتحادية وعدة هيئات سياسية ونقابية وجمعوية أن ،” حل هذه القضية الوطنية لا يجب ربطه بعقود وأجيال وأن يترك هذا الملف المفتعل لشبيبتنا، والذي سيظل هو تلك العصا في عجلة التطور والتقدم والتنمية التي ينشدها المغرب”..
القضية الوطنية، خصص لها إدريس لشكر حيزا مهما في كلمته و قال في هذا السياق “يبدو أننا سنعيش فيها أسابيع الترقب، ذلك أن 25 سنة من قيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله لمعركة الوحدة، قد أثمرت الشيء الكثير”، مذكرا بالوضعية التي كانت عليها القضية في نيروبي وأديس أبابا، والعالم آنذاك يعترف بالجمهورية الصحراوية الوهمية، وما كنا نعيشه من صعوبات سواء منها الرسمية أو الحزبية، وأن القادة الجزائريين بغطرستهم يعيثون فسادا في المحافل الدولية، لكننا اليوم، لنا أن نعتز أشد الاعتزاز، بعد ربع قرن من تولي جلالة الملك مقاليد الحكم وتدبيره لهذا الملف الشائك.”
وشدد لشكر على أن هناك مطلبا أساسيا يجب أن نطالب به، وهو تفعيل مقترح الحكم الذاتي، وذلك على ضوء التطور الذي قد يطرأ على موقف مجلس الأمن الدولي في ما يتعلق بالمينورسو، وكذا التطور في موقف الأمم المتحدة على مستوى إخراج قضيتنا الوطنية من اللجنة الرابعة، بالإضافة إلى مواقف العديد من الدول التي تؤكد أن الحكم الذاتي هو الإطار الوحيد لحل هذا الملف”.
وتابع قائلا: “إذا ما اتجهت الأمم المتحدة نحو هذا المنحى واتخذت هذه الخطوات، يجب علينا أن نعجل بالحل عبر التنصيص في الدستور على الحكم الذاتي، متى توفرت هذه الشروط. ومن حقنا اليوم أن نطالب أصدقاءنا وكل القوى المحبة للسلام، ومن اقتنعوا بمغربية الصحراء، بأن الحل الوحيد لملف الصحراء المغربية يمر عبر الحكم الذاتي، وأن الوقت قد حان لإغلاق هذا الملف والتوجه نحو بناء المشروع التنموي في المنطقة.”
وتساءل لشكر، و هو يستحضر التحضيرات للانتخابات المقبلة، والتي وصفها بالإطار التنظيمي للبلاد:” ألم يحن الوقت لكي نتداول حول كيفية إدخال الحكم الذاتي في أسمى تشريع بالبلاد، فلا يجب أن ننتظر حتى يقبل البوليزاريو، وهذا لن يحدث أبدا”. يؤكد الكاتب الأول للحزب .
وفي سياق آخر أشار لشكر إلى “أن الحزب بصدد انتظار الخطاب التوجيهي لجلالة الملك أمام البرلمان خلال الأربع أسابيع المقبلة، فخطاب العرش جاء واضحا في ما يخص تطوير المسلسل الديمقراطي في بلادنا، ومطالبة الحكومة القيام بإصلاحات ضرورية في مدونة الانتخابات، حتى لا يتكرر ما سبق من أخطاء، ونحن كنخب سياسية وأحزاب، نقولها بصراحة، إن المسؤولية و”الكبدة” هي التي تجعلنا لا نخوض في بعض المواضيع، ولكن حان الوقت لكي يكون النقاش والحوار واضحا، لأننا مقبلون على محطة مفصلية، إما ستؤسس لـ”مغرب المعقول” وإما الرجوع خطوات إلى الوراء.”
واعتبر لشكر أن الرهان على الدخول السياسي والاجتماعي نابع مما جاء في خطاب العرش وما سيتضمنه الخطاب التوجيهي لجلالة الملك، مبديا أسفه من الخرجة الإعلامية لرئيس الحكومة، التي تحولت إلى خرجة إعلامية لقائد حزبي ولزعيم للأغلبية، وهي كلها مؤشرات لا تبشر للدخول في مرحلة النزاهة وتطوير حياتنا الديمقراطية، وأن الطريقة التي تحدث بها رئيس الحكومة في القناتين العموميتين أدخلت في نفوسنا الخوف، ولم تقدم الإجابات الضرورية التي تشغل بال المغاربة، اللهم إلا نهجه لأسلوب التغليط والتدليس والسطو على الأرقام وإنجازات الحكومة السابقة”.
واستحضر لشكر الأرقام والمعطيات المتعلقة بالفوارق الاجتماعية التي جاءت في حديث رئيس الحكومة، التي وصفها بالصادمة، وقال في هذا الصدد إنها “: لو تأسست على مرجعية الخطاب الملكي، فسيخجل رئيس الحكومة من الوثوقية التي تحدث بها، ولن يجرؤ على القول للمغاربة إن الخمس سنوات الأخيرة التي عاشها المغاربة هي الأحسن خلال الخمسين سنة الأخيرة من حياة الشعب المغربي، لذلك هي سنة لن تكون سهلة بما فيها من استحقاقات وطنية وسياسية انتخابية ومالية واقتصادية”.
وعرج بعد ذلك الكاتب الأول للحزب للحديث عن القضية الفلسطينية معتبرا أنها القضية المركزية التي تؤرق الجميع منذ 7 أكتوبر الماضي إلى يومنا هذا، والعالم يرى أطفالا ونساء عزل تتقاطر عليهم من السماء والأرض كل وسائل الفناء”.
وبصراحته المعهودة أوضح المسؤول الحزبي أن ” ما نعيشه اليوم يعد تراجعا عما عشناه في بداية الألفية الثالثة، ذلك أن منظمة التحرير وصلت في تلك الفترة في مفاوضاتها إلى أن يعود الفلسطينيون إلى الضفة الغربية وأن يعود القادة إلى قطاع غزة، والجميع يتذكر جيدا أنه في سنة 2005 لم يبق ولو جندي واحد في قطاع غزة، واسترجعتها السلطة الفلسطينية عبر المفاوضات”.
مضيفا أن” الذي حدث هو الاختلاف والتقاتل والتخوين ، وأصبح الكل يخون الآخر، وأضحت الرموز الفلسطينية توسم بالخيانة، ووصلنا إلى ما وصلنا إليه في قطاع غزة في 2007، حيث يمكن الجزم أن القضية الفلسطينية أصبحت في تراجع منذ هذا التاريخ، وأصبحنا أمام سلطتين سلطة في الضفة الغربية وأخرى في قطاع غزة، ليتمكن العدو الصهيوني من بسط نفوذه وسطوته وجبروته، وضعف الموقع التفاوضي للسلطة الفلسطينية وللقيادة الفلسطينية”.
وأردف لشكر: ” اليوم تجاوزنا أكثر من 70 ألف شهيد منذ 7 أكتوبر المنصرم ومئات الآلاف من الجرحى ومثلها من المشردين، ونقطة الضوء الوحيدة هي تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على نداء نيويورك الذي يعترف بضرورة قيام دولتين، وهي نقطة الضوء الوحيدة في ظل غطرسة صهيونية لم تترك أي بقعة عربية من خلال استهداف ليس فقط قطاع غزة والضفة الغربية، بل امتدت إلى سوريا
وتونس واليمن ولبنان، وأضحت موازين القوى ليست في صالحنا، وكل ادعاء بأنه يمكن التحرير في ظل هذه المعطيات وموازين القوى الحالية، هو ادعاء غير صحيح، لابد أن نعبئ الرأي العام الدولي لإدانة الغطرسة الصهيونية ولحل مشكل الطفل والمرأة والإنسان الفلسطيني، ولا حل له إلا باعتراف العالم بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف””، يشدد الكاتب الأول للحزب قبل أن يعلن إدانته الشديدة لما تقوم به إسرائيل مع دعوته للفلسطينيين إلى الوحدة والتضامن .
هذا وعاد لشكر ليشيد باختيار الحزب بطنجة شعارا لمؤتمره السابع “لأجل تنمية منفتحة على الفضاء المتوسطي والأطلسي”، مشيرا إلى أن الشعار يجسد ويبرز المشاريع الاستراتيجية التي رأت النور في عهد جلالة الملك، المشروع الاستراتيجي في المحيط الأطلسي المتمثل في ميناء الداخلة وبعده الإفريقي، والمشروع الاستراتيجي في الفضاء المتوسطي، بالإضافة إلى الميناء المتوسطي بالناضور الذي سيكون علامة فارقة في الفضاء المتوسطي وما سيكون عليه من تأثير على شرق المتوسط، كما كان عليه ولايزال ميناء طنجة المتوسط على غرب المتوسط.”
وختم كلمته بالإشارة إلى أن ما يجعل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وفي أي موقع كان، حزبا مسؤولا و قويا، هو بارقة الأمل التي يحملها، ويحرص أن يكون تلك المعارضة المسؤولة، التي تنبه لا تلك التي تهدم، ويحرص أن يتقدم بمقترحات في ما يعتقد أنه سيساهم في تقدم البلاد، ويشتغل على هذا الأساس، مهنئا في الأخير اللجنة التحضيرية على حسن تدبير هذه المرحلة وعلى التمثيلية الحقيقية، وكذا الأطر والمناضلات الاتحاديات والاتحاديين بطنجة الذي نجحوا في إعطاء رسالة قوية، بأننا سنذهب جميعا للاستحقاقات القادمة من أجل تطوير النتائج التي حصدها الاتحاد بهذه القلعة الاتحادية وتطوير تمثيليتنا في المجالس والمؤسسات.
ومن جهة أخرى اعتبر محمد غدان، رئيس اللجنة التحضيرية لحزب الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بطنجة، أن الظروف التي ينعقد فيها المؤتمر السابع للحزب بطنجة هي في غاية الأهمية، نظرا لتزامنه مع سياق داخلي يتميز بالعمل الدؤوب الذي يقوده الكاتب الأول من أجل تأهيل تنظيمي وسياسي للحزب وطنيا ومحليا “.
وأضاف غدان الذي كان يتحدث في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أنه مما يقوي من الطابع التعبوي لهذه المهمة تزامنها مع التلاقي القوي بين الإرادة المعبر عنها من أعلى سلطة في البلاد في خطاب العرش، وبين قناعات اتحادية ثابتة، تحركها الوطنية الصادقة بخصوص الدعوة إلى ” عودة المجال الترابي إلى السياسات العمومية “، وهو ما عبرت عنه شعارات المؤتمرات الإقليمية ومنها المؤتمر السابع للحزب بطنجة.
وأشار غدان إلى أنه ليس هناك أفضل من طنجة لكي نرسم صورة المغرب الذي يجب أن نكون عليه في المستقبل القريب، نقطة انطلاق القطار العالي السرعة والذي يعبر تعبيرا صادقا عن ما يمكن أن يتحقق عندما تتلقي الإرادة الملكية، والتعبئة الوطنية للكفاءات الحقيقية في كل القطاعات والشراكة الناجعة بين الاستثمار العمومي والاستثمار الخاص، وقيم التفاني والجدية والتجرد “.
وشدد ذات المتحدث على ” أن طنجة صورة حية عن المغرب الذي نريده نحن في الاتحاد ويريده كافة المغاربة على هدى ما أعلنه جلالة الملك، مغرب بسرعة واحدة لفائدة جميع ركابه ! مغرب عصري تنافسي ومنفتح على قاعدة المشاركة الواسعة، وعبر انتخابات حقيقية، كما قال الكاتب الأول للحزب، لا تزوير فيها “.
وتابع غدان ” سررنا كثيرا في هذا الباب أن جلالة الملك قد تجاوب مع دعوات الاتحاد وقائده”.
واعتبر غدان أن التأهيل المادي واللوجستيكي والرفيع بات في حاجة إلى تأهيل بشري وسياسي، لا يمكن أن يكون بدون موقع محترم للاتحاد، لما قدمه من دليل على حسن التفكير والتدبير “.
وأكد رئيس اللجنة التحضيرية للحزب بطنجة أن ” الاتحاد قادر على توفير البنية البشرية المؤهلة لخوض رهانات التنافس الشريف، بقيم النزاهة الوطنية بما يخدم مصلحة الأقاليم والمنطقة والبلاد .”.
كل مناطق المغرب، يقول غدان، فيها نقط العتمة وطنجة بدورها لا تخلو من ذلك وفيها جيوب الإجهاد الترابي، التي باتت تستدعي التأهيل والكفاءة الحقيقية والتدبير الواعي، وأن تخليق الحياة الجماعية في التدبير التشاركي باتت تستوجب تفعيل بند التدبر الحر، القائم على الكفاءات ذات التكوين السياسي والحزبي التي يوفرها حزبنا كما ثبت طوال نصف قرن من الديمقراطية التشاركية”، قبل أن يختم كلمته بالقول “كلنا ثقة وعزم لبناء تجربة حزبية أخرى أكثر توافقا مع حاضر ومستقبل البلاد “.
الكاتب الجهوي للحزب بجهة طنجة تطوان الحسيمة محمد المموحي استعرض في كلمته بالمناسبة بعض الصعوبات التي واجهها الحزب بطنجة خلال المرحلة الماضية، والتي كان لها تأثير واضح على مساره السياسي والتنظيمي لكن بإرادة قوية ومسؤولة انخرط الجميع في الاتحاد ومشروعه المجتمعي، الذي يظل مشروعا ديمقراطيا بامتياز .”، وأوضح المموحي أن تحقيق هذا النهوض بالحزب على مستوى مدينة طنجة كان مرده إلى الشعار الذي طرحه الكاتب الأول بخصوص المصالحة والانفتاح، وشكل ذلك فرصة مهمة لإجراء مصالحات مع العديد من الرفاق الذين غادروا الحزب في اتجاهات أخرى، ثم عادوا إلى البيت المشترك، كما تم الانفتاح على طاقات وفعاليات مؤمنة بالبناء الديمقراطي “..
وأشار الكاتب الجهوي إلى أنه “بفضل هذا الانفتاح استطاع الحزب أن يعود إلى المؤسسات المنتخبة بطنجة والتحق به رجال ونساء، حيث بفضلهم ومعهم تم تحقيق مكاسب انتخابية مهمة، والتي تفرض على الجميع المحافظة عليها وصونها وتطويرها، لنتوجه إلى المستقبل بروح وحدوية صادقة، مستحضرين السياقات التنظيمية المهمة التي يعرفها الحزب “.
القضية الفلسطينية كانت حاضرة في كلمة الكاتب الجهوي حيت أكد أنه رغم الانخراط في أجواء المؤتمر 12 للحزب إلا أن ذلك لم يغيب عنا قضية فلسطين وشعبها الذي يتعرض لأبشع الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية ويتعرض لأبشع إبادة جماعية بواسطة التجويع وقتل الأطفال حيث فاق عدد الشهداء والمصابين 265 ألفا، وهي كارثة إنسانية بجميع المعايير وتسائل الضمير العالمي، ومن حق الشعب الفلسطيني أن يستمر في كفاحه حتى إقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
كما ذكر المموحي ما قام به الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر في المؤتمر الدولي للتحالف الديمقراطي الاجتماعي المنعقد مؤخرا بالسليمانية بكوردستان العراق ، حينما أكد على مواقف الشعب المغربي الثابتة لدعم تحرير الشعب الفلسطيني، وهي مواقف متجانسة مع ما يقوم به جلالة الملك محمد السادس تجاه القضية الفلسطينية من دعم ومساندة على جميع المستويات .
*******************

انتخاب محمد غدان كاتبا اقليميا للحزب بطنجة

انتخاب رضوان العناز رئيسا للمجلس الاقليمي للحزب
*******************
تكريم وعرفان

عرفت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر لحظة إنسانية مؤثرة تجسدت فيها الامتنان والعرفان لبعض المناضلين الذين قدموا عبر مسارهم السياسي والتنظيمي، خدمات جليلة للحزب، بمسؤولية ونكران الذات، الأمر يتعلق بالزهرة الجباني، عبد السلام بوغابة، أحمد العاطفي، أحمد العمراني، سعاد اليلاسي، العياشي القسطيط، حيث قام الكاتب الأول للحزب بتقديم درع التكريم لهم(ن) .
تعليقات الزوار ( 0 )