بقلم عبدالحق عندليب
ما يقترفه البعض من المسؤولين في أعلى جهاز وطني في حزبنا يندى له الجبين. فلم يكتف هذا البعض بنشر الغسيل وتجاوز مؤسسات الحزب وكل أخلاقيات العمل الحزبي، بل تجاوزوا كل ذلك إلى الكذب والافتراء والإمعان في خلط الأوراق ومحاولة تحويل الأنظار عن القضايا المصيرية وعلى رأسها تقوية الجبهة الداخلية لمواجهة الجائحة وما يقتضيه الموقف من تعبئة شاملة لحزبنا من أجل الانخراط في هذا العمل الوطني وكذلك المساهمة في بلورة الحلول لما سيترتب عن تدابير الحجر الصحي من انعكاسات خطيرة على اقتصادنا الوطني ونسيجنا الاجتماعي مما يفرض الآن وليس غدا الانكباب على المناقشة الجدية لأرضية الكاتب الأول للخروج بخارطة طريق نتبناها وندافع عليها للأخذ بها في بلورة السياسات العمومية لما سيأتي في قادم الأيام.
لكن الذين لا يحركم حس الوطن والغيرة على الحزب والذين بلغوا أعلى درجات تبؤ سدة المسؤليات الحزبية فضلو اقتناص الفرصة لممارسة الضغط والابتزاز لعلهم يجنون من ذلك بعض الامتيازات ويلبون بعض الطموحات الشخصية ولو على حساب وحدة الحزب وصورته.
وقد استنكر جل الاتحاديات والاتحاديين هذا السلوك غبر السوي من طرف بعض أعضاء المكتب السياسي الذين حولوا بشكل انتهازي مطلالبهم من مجرد المطالبة بانعقاد المكتب السياسي إلى المطالبة بإقالة عضو المكتب السياسي الأخ محمد بنعبدالقادر ثم المطالبة بتضمين بيان المكتب السياسي لكل ما يريدون وكأنهم وحدهم الذين يملكون سلطة القرار والحسم. وعندما لم تسعفهم ضغوطاتهم ولم يساندهم سوى قلة من الغاضبين والكثير ممن لا تربطهم بالحزب إلا العداء والضغائن كثفوا بشكل منسق هجومهم على الكاتب الاول وعلى كل من يرفض الاصطفاف إلى جانبهم بل حتى الذين ترفعوا عن أي ردود أفعال ندية وبادروا إلى اتخاذ بعض المساعي الحميدة لرأب الصدع وفتح حوار أخوي مسؤول في إطار المؤسسات الشرعية والديمقراطية للحزب.
وهكذا فقد بادر رؤساء اللجن الوطنية المنبثقة عن المجلس الوطني للحزب بعد مشاورات مكثفة بينهم بتوجيه رسالة إلى كافة أعضاء المكتب السياسي تحثهم على تحمل مسؤوليتهم في الحفاظ على وحدة وتماسك الحزب وعلى الابتعاد عن نشر الغسيل وعلى العمل المشترك من أجل النهوض بالمهام المطروحة على طاولة اهتمامات الحزب. وفي هذا الصدد أيضا دعى منسقة ومنسقو اللجن الوطنية إلى الانكباب على دراسة الأرضية التي جاء بها الكاتب الأول والتوجه الجماعي إلى التحضير لما ينتظر الحزب من استحقاقات سياسية وتنظيمية.
وقد انقشع بريق من الأمل عندما عقد المكتب السياسي اجتماعه في مرحلتين وخرج ببيان أجمع كل الاتحاديات والاتحاديون على أنه من أهم البيانات التي استطاع المكتب السياسي الحالي إصدارها والتي عكست بشكل جلي كل المواقف الإيجابية التي ما فتئ الاتحاديات والاتحاديون يعبرون عنها.
وقد دفعت وفاة فقيدنا المجاهد عبدالرحمان اليوسفي رغم ما خلفه هذا الرحيل من حزن عميق لدى الاتحاديات والاتحاديين وكل المغاربة إلى محاولة لم الشمل وتهدئة النفوس وطي صفحة الخلافات والتوثرات. لكنها كانت مجرد هدنة قصيرة من طرف نفس الإخوة لاستئناف حمل المعاول وإشعال الفتنة.
وفي هذا الإطار قام حسن نجمي بنشر رسالة جديدة على الفايسبوك ضمنها أقدح عبارات السب والقذف والاتهامات لعدد من أخواته وإخرانه الاتحاديات والاتحاديين.
وقد استهدف نجمي المس بشرعية ومصداقية اللجن الوطنية المنبثقة عن المجلس الوطني للحزب حيث جاء في رسالته الموجهة للرأي العام وعلى رأسه أعداء الحزب مايلي:
” ارتجال” مؤسسة” جديدة من منسقي اللجن المتفرعة عن المجلس الوطني للحزب ودعوتهم إصدار موقف ليس من حقهم(من قرر أن يجمعهم؟ ومتى اجتمعوا؟ وأين؟ وهل أحيط المكتب السياسي بذلك إذا كان قد تم بالفغل خارج أسلام التلفون؟)
إننا نتأسف على هذا الحجم من الغل والحقد والافتراء وتأويل المبادرات الوحدوية التي سعينا إليها كل من موقفه ومسؤولياته لرأب الصدع والامتناع عن نشر الغسيل وتعريض مؤسسات الحزب للتبخيس والإزدراء.
ولكي أبرئ ذمة منسقة ومنسقي اللجن الوطنية أؤكد على ما يلي:
– لم يدعونا أي كان من المكتب السياسي للقيام بالمبادرة الحميدة التي قمنا بها والمتمثلة في مراسلة كل أعضاء المكتب السياسي.
– لم نتخذ في الرسالة التي بعثنا بها إلى المكتب السياسي أي موقف سياسي ولم ننحاز لأي كان من أعضاء المكتب السياسي
– لسنا موظفين لدى أي كان في المكتب السياسي لكي نأتمر بأوامره ولا نجتمع إلا بإرادته، بل نحن جزء من المجلس الوطني الذي قرر في إحدى دوراته تشكيل لجن دائمة وفقا للفقرة الثالثة من المادة 42، الباب التاسع. كما أن المجلس الوطني هو من انتخب المكتب السياسي وهو من له الحق في محاسبة هذا الجهاز
– اللجن الوطنية التي يشكك الاخ نجمي في شرعية عملها ويحاول تقزيم أدوارها قد تم تشكيلها من طرف المجلس الوطني وأشرف على هيكلتها المكتب السياسي نفسه ومحاضر
– أَإن عددا من هذه اللجن قد عقد العديد من الاجتماعات ونظم العديد من الأنشطة التي لم يحضرها الأخ نجمي وليس له علم بمضامين هذه الأنشطة مع الأسف.
وفي الختام وأمام هذا التبخيس لمجهودات الحزب ومحاولات مؤسساته الخروج من دائرة الحروب الداخلية الصغيرة والتافهة، لا يسعني إلا أن أدعو كل الاتحاديات والاتحاديين كمناضل بسيط إلى الانكباب على العمل الإيجابي والبناء بالانخراط في المجهود الوطني لمواجهة تداعيات الجائحة. والانكباب على دراسة الارضية المهمة التي بادر بصياغتها الكاتب الأول مشكورا. وأن نعمل على نشر المواقف الرائعة للحزب التي تضمنها البيان الأخير للمكتب السياسي رفعا لأي لبس او تاويل خاطئ. وأخيرا أدعو أخواتي وإخواني الاتخاديات والاتحاديين إلى الاستعداد لمواجهة الاستحقاقات السياسية والتنظيمية التي تنتظر حزبنا مستقبلا والعمل الإيجابي من أجل مد جسور المصالحة بين كافة الاتحاديات والاتحاديين والعمل مستقبلا على تفعيل النظامين الأساسي والداخلي ولجنة التحكيم والأخلاقيات للحد من التجاوزات والتصرفات اللاتنظيمية التي أثرت بشكل كببر على وحدة وقوة حزبنا.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

الاتحاد لا يحتاج إلى شهادة حياة، لأنه هو من يسلمها!

ما بعد وقف إطلاق النار وجواب الاتحاد …

الاتحاد الاشتراكي… حزب لا يُرهب ولا يُرْهب

في زمن الالتباس… الاتحاد يصدح بصوت الوطن والمواطن