31 يناير 2019

يونس مجاهد
كما هو معتاد، فإن الأرقام التي تنشر كل سنة، حول تداول الكتاب في المغرب، تؤكد ما هو معروف في مؤشرات التنمية البشرية، والتي مازال المغرب متأخراً فيها، مقارنة ببلدان مشابهة، حيث يتقدم أحياناً ببطء السلحفاة، في بعض المحاور، مما يعني عدم قدرته على الخروج من دائرة التخلف. وتعتبر القراءة ورواج الكتب من بين أهم المؤشرات التي يمكن اعتمادها لقياس التقدم الحضاري.
وقدمت مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود، المتواجدة في مدينة الدارالبيضاء، تقريراً حول وضعية الكتاب للفترة2017- 2018، جاء فيه أَن مجموع ما طبع في المغرب، خلال هذه الفترة، من كتب ومجلات، لا يتجاوز 5154، في بلد تعداد سكانه أكثر من 34 مليون نسمة، وهو الرقم الذي تطبعه إيسلاندا، التي لا يتجاوز عدد ساكنتها 350 ألف نسمة.
وفي مقارنة مع الجزائر وتونس، فإن سعر الكتاب في المغرب، أقل، وهو ربع سعر الكتاب في فرنسا، كما أن هذه الكتب لا يطبع منها سوى 1000 أو 1500 نسخة، مما يؤكد أن ضعف القراءة في المغرب ليس مردّهُ ارتفاع أسعار الكتب، بل بالأساس قلة الاهتمام بالقراءة، كما هو الشأن في العالم العربي، حيث لايتجاوز متوسط القراءة لدى الفرد الـ 6 دقائق سنوياً، في حين أن هذا المتوسط يبلغ نحو 200 ساعة سنوياً في الدول الاوروبية، حسب إحصاءات اليونسكو.
ويعتبر ضعف البنية التحتية الثقافية، من أسباب هذا التخلف، في المغرب، حيث يشير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، إلى أن المغرب لا يتوفر على المراكز الثقافية الكافية، وأن هناك مكتبة عمومية لكل مئة ألف نسمة. وهذه أرقام مخيفة، تتحمل فيها المسؤولية وزارات مثل التربية الوطنية والثقافة والجماعات المنتخبة، التي يمكنها، عبر تظافر جهودها، في مجال نشر الثقافة والعلم وتوفير المكتبات العمومية والمراكز الثقافية، أن تساهم في إخراج المغرب من دائرة التخلف.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

أزمة في جوهر النظام الترابي

الاتحاد لا يحتاج إلى شهادة حياة، لأنه هو من يسلمها!

ما بعد وقف إطلاق النار وجواب الاتحاد …

الاتحاد الاشتراكي… حزب لا يُرهب ولا يُرْهب