بدعوة من شون اوفيريل، رئيس جمعية جمهورية إيرلندا، يقوم الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، بزيارة عمل وصداقة إلى جمهورية إيرلندا ابتداء من أول أمس الأربعاء 19 يونيو 2019.
واستُقبل الحبيب المالكي، رفقة سفير جلالة الملك بجمهورية إيرلندا بدبلن حسن مهراوي، من طرف نظيره شون اوفيريل، رئيس جمعية جمهورية ايرلندا، بمقر البرلمان الأيرلندي، وفي هذا الإطار تقدم المالكي بالشكر الجزيل إلى نظيره الايرلندي على حرارة الاستقبال وحفاوته والتي تؤكد متانة العلاقات وعمقها التاريخي، ورغم اختلاف تاريخ البلدين، يؤكد رئيس مجلس النواب، فإن المشترك بين الشعبين كبير جدا والمتمثل أساسا في قيم الاحترام المتبادل والصداقة، وتقاسم النظرة المتجهة نحو المستقبل، والتي يترجمها المغرب في الاستثمار في العنصر البشري والتراث اللامادي كركيزتها الصلبة، وفِي نفس الاتجاه، يضيف المالكي، تجعل المملكة المغربية من ثلاثة منطلقات قاعدتها في أي سياسة وتخطيط مستقبلي، أولها احترام البيئة والاهتمام بالتغيرات المناخية، ثانيها الانتباه إلى ظاهرة الهجرة باحترام حقوق المهاجرين سواء كبلد للعبور أو للاستقرار، وثالثها محاربة الاٍرهاب وكل السلوكات المتشددة باعتبار المغرب بلد الانفتاح والسلم والسلام، ولذلك يوضح الحبيب المالكي أن كل من يحترم هذه القيم يعتبر صديقا قريبا وشريكا من أجل الإنسانية عامة. وعلى مستوى تعاون المؤسستين التشريعيتين، أشار رئيس مجلس النواب إلى أن التوقيع على مذكرة التفاهم بمناسبة هذه الزيارة سيجعل المؤسستين تمؤسسان علاقتهما الثنائية عن طريق الحوار والتشاور المنتظمين خدمة للمصالح المشتركة للبلدين، بتبادل المعلومات والخبرات والممارسات الجيدة في الجانب التشريعي وتبادل الوفود البرلمانية والإدارية، خاصة بعد تشكيل مجموعة الصداقة الإيرلندية -المغربية بمناسبة هذه الزيارة، بالإضافة إلى تبادل الآراء ووجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك بصفة منتظمة في المحافل الدولية، ووفق أولويات التعاون الدولي للمؤسستين التشريعيتين. ومن أجل الدفع بفعالية التعاون الاقتصادي والتجاري، عبر الحبيب المالكي لنظيره الإيرلندي عن استعداد مجلس النواب المغربي لاحتضان يوم دراسي برلماني ببعد اقتصادي في هذا الصدد بين برلمانيي البلدين، بالإضافة إلى خبراء وفاعلين للقطاع العام والخاص، من أجل بحث سبل الفرص والإمكانيات المتاحة لهما من أجل أجرأة التفاهم السياسي إلى تعاون اقتصادي وتجاري متقدم وفق مصالح البلدين.
من جانبه ثمن شون اوفيريل زيارة رئيس مجلس النواب المغربي، والتي تصادف الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس البرلمان الإيرلندي، كما أن الحبيب المالكي يعتبر أول رئيس مجلس نواب مغربي يزور البرلمان الايرلندي على الإطلاق، وهي مناسبة اعتبرها شون اوفيريل معبرة عن مدى عمق العلاقات الثنائية بين البلدين، عمق لمسه رئيس جمعية جمهورية ايرلندا من خلال زيارته إلى المغرب خلال شهر يناير 2019، حيث انبهر بمستوى الأوراش التنموية وحفاوة الاستقبال وجمالية المدن المغربية التي زارها. في جانب آخر، ثمن رئيس جمعية الجمهورية كل التحليل الذي تفضل به الحبيب المالكي بخصوص القيم المشتركة وركائز التوجه المستقبلي للمملكة المغربية، كما أكد أن التوقيع على مذكرة التعاون وإحداث مجموعة الصداقة بمناسبة هذه الزيارة سيترجم مستوى وعمق العلاقات بين البلدين والشعبين، كما دعم مقترح اللقاء البرلماني الاقتصادي والذي يعتبر، حسبه، فرصة ناجعة لإمكانية رسم خريطة واضحة لتفعيل مختلف مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري بين البرلمان والحكومة الإيرلندية ونظيرتها المغربية.
في نفس الإطار تباحث رئيس مجلس النواب مع بات برين، وزير الدولة مكلف بالتجارة والشغل، حيث شكره على هذا اللقاء معتبرا أنه حرص على ملاقاته وذلك نتيجة للنموذج الاقتصادي المتطور لجمهورية إيرلندا، والتي استطاعت من خلاله أن تحقق نسب نمو جد عالية مقارنة مع مجموعة من الدول الأوربية، وتوجه المالكي خلال هذا اللقاء بتحليل مختلف الأسباب والوسائل التي تجعل من الاقتصاد ناجحا ومنفتحا على العالم الخارجي في ظل إكراهات العولمة، هذا بالاضافة إلى انفتاح المغرب على إفريقيا بما تتيحه من فرص وإمكانيات الاستثمار والتصدير، وهنا دعا رئيس مجلس النواب إلى ضرورة التعاون من أجل فتح خط جوي مباشر بين العاصمة دبلن والعاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، بالإضافة إلى خط آخر يربط العاصمة أو مدنا أخرى من ايرلندا بمراكش وأكادير في مجال الاقتصاد السياحي، هذا بالإضافة إلى محورية فتح الخط البحري الذي يمكن أن يربط بين الميناء المتوسطي لطنجة بميناء دبلن. وبخصوص النموذج التنموي، أخبر المالكي الوزير الإيرلندي أن المملكة المغربية في طور مراجعة نموذجها التنموي وفق مقاربة واقعية ومتكاملة لمختلف قطاعات ومكونات الدولة المغربية، وسيكون من المفيد، يقترح الحبيب المالكي، تبادل التجربة من الجانب الإيرلندي بتوفير بعض الخبراء في هذا الباب، ومجلس النواب مستعد لاستقبالهم. كما أخبر رئيس مجلس النواب الوزير أنه تم اقتراح عقد لقاء برلماني اقتصادي بين البلدين من نظيره الإيرلندي وسيكون من المفيد كذلك مشاركة الجهاز التنفيذي وخبراء من الجانبين للوصول إلى خلاصات تحفيزية عملية.
من جانبه شكر بات برين، وزير الدولة المكلف بالتجارة والشغل، للحبيب المالكي زيارته وملاقاته، واعتبر أن هناك إمكانيات هائلة على المستوى التجاري والاقتصادي بين البلدين يمكن أن تكون موضع تعاون وشراكة، مؤكدا أن جمهورية إيرلندا مرت بصعوبات عظيمة لكنها استطاعت بفضل العمل والجد أن تضمن مستوى متقدم من التنمية. وثمن الوزير مقترحات الحبيب المالكي بخصوص تدشين الخطين الجوي والبحري، واعتبارهما منطلقين مهمين للمساعدة على تقوية التبادل التجاري والاقتصادي والسياحي أيضا، خاصة الموقع الجيواستراتيجي الذي تتميز به المملكة والمنفتح على أوربا وإفريقيا معا، كما رحب بعقد اللقاء الدراسي البرلماني الاقتصادي واعتبره مناسبة للتباحث بجدية في الإمكانيات المتاحة.
ومواصلة لبرنامج الزيارة التقى رئيس مجلس النواب تشارلي فلاناغان، وزير العدل والحريات، في البداية ثمن رئيس مجلس النواب هذا اللقاء وتطرق إلى ما عرفه ويعرفه المغرب من اجتهادات ومبادرات دستورية من أجل حماية الحقوق والحريات كمطلب دستوري محوري، وأشار إلى أن المغرب ونتيجة لمسار انتقاله الديمقراطي اعتمد دستورا حديثا يتمثل في الوثيقة الدستورية لسنة 2011، والذي اعتبر بمثابة دستور الحقوق، لما تضمنه من باب خاص بالحقوق والحريات تتحدث عن أزيد من 30 حقا من حقوق الإنسان مع التأكيد على دسترة المناصفة والمساواة، كما عمل البرلمان المغربي على ترجمة مجموعة من المبادئ الدستورية إلى قوانين لأجرأتها. بالإضافة إلى إحداث المجلس الأعلى للسلطة القضائية الذي أسس لمفهوم فصل السلط. وفِي جانب آخر أكد المالكي أنه من أولويات نجاح التبادل التجاري والاقتصادي حرية تنقل الأشخاص، وطرح الصعوبات المرتبطة بمسطرة الحصول على التأشيرة، داعيا إلى محاولة تسجيل هذه المسطرة وخاصة بالنسبة للبرلمانيين ورجال ونساء الأعمال وبعض المسؤولين، بناء على قاعدة التعامل بالمثل.
من جانبه شكر تشارلي فلاناغان رئيسَ مجلس النواب على اللقاء الذي خصه به من أجل التباحث معه، واعتبر ان التجربة المغربية في مجال الإنصاف والمصالحة وتثبيت الحقوق والحريات جديرة بالمتابعة، وأكد أن جمهورية إيرلندا تجمعها بالمملكة المغربية علاقات تتقوى أكثر فأكثر، معتبرا أن ما حققته المملكة من مبادرات في درب إحقاق العدالة الاجتماعية والمساواة الحقوقية مهم جدا وسيقوي، بالتأكيد، تماسك المجتمع المغربي بخصوص الجانب الذي طرحه الحبيب المالكي المتعلق بمسطرة الحصول على التأشيرة، معتبرا أن هناك وجاهة في طرح الملف، لكن، يوضح الوزير أن ايرلندا عضو في عدة اتفاقيات جهوية تفرض عليها اعتماد مجموعة من المساطر، ولكنه وعد رئيس مجلس النواب بالتفكير في الموضوع بالموازاة مع قرب افتتاح سفارة الجمهورية الإيرلندية بالرباط للتوصل إلى حل يرضي الطرفين.
عن جريدة الاتحاد الاشتراكي
تعليقات الزوار ( 0 )