نشر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مؤخرا أرضية سياسية وفكرية للعموم من خلال عدد من المواقع والجرائد الإلكترونية، وذلك في ظرفية صعبة تتجلى في انتشار جائحة كوفيد 19 وما ترتب عنها وما سيترتب عنها من تداعيات ومضاعفات، داعيا من خلالها الجميع إلى مناقشة مضامينها، ومتمنيا في نفس الوقت أن تتلوها مساهمات أخرى تعمل على تغذية الحوار الوطني الحزبي والمجتمعي.
وفي هذا الصدد يسعدني أن أساهم في هذا النقاش الوطني الهام بصفتي مواطنا مغربيا و بصفتي مناضلا سياسيا وحقوقيا، لاسيما وأن الأرضية هي اجتهاد لزعيم سياسي لحزب كبير، حزب خبر 60 سنة من النضال المرير وراكم ما يكفي من التجارب والخبرات في مجال التعاطي مع السياسات الدولية والقارية والإقليمية والوطنية.
لذا يجب في هذا الصدد أن نتذكر ونحن أمام هذه الأرضية بأن صاحبها هو مسؤول سياسي في حزب ساهم أحد زعمائه التاريخيين وهو الشهيد المهدي بنبركة في تأسيس منظمة القارات الثلاث لمناهضةالإستعمار والأمبريالية والصهيونية والرجعية. وهو نفس الحزب الذي تربطه علاقات واسعة مع الأحزاب الاشتراكية على مستوى القارة الإفريفية. ولا يجب أن ننسى كذلك بأن هذا الحزب قد حظي بمنصب نائب الأمين العام للأمية الاشتراكية التي تعد أكبر تجمع عالمي للأحزاب الاشتراكية في شخص كاتبه الأول. أما على المستوى الوطني فلا يمكن أن نمر مرور الكرام على اسهامات الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في الحياة السياسية الوطنية بدءا من حكومة عبدالله إبراهيم الوطنية ومرورا من معارضته للاستبداد وما كلفه ذلك من تضحيات جسام على مدار أزيد من أربعة عقود ووصولا إلى حكومة التناوب المجيدة التي ترأسها المجاهد عبدالرحمان اليوسفي وتعريجا على المساهمة في حكومة عباس الفاسي وحكومة جطو ثم معارضة حكومة بنكيران ووصولا إلى المشاركة في حكومة العثماني.
إن الاهتمام بهذه الأرضية التي تقدم بها الأستاذ إدريس لشكر بصفته كاتبا أول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في ظل هذه الظرفية الاستثنائية التي يعيشها العالم بأسره والمتمثلة في انتشار وباء فتاك وما يفرضه ذلك من تفكير عميق وتخطيط استشرافي وبلورة للبرامج ووضع الإجراءات والتدابير الاستثنائية اللازمة والضرورية لمواجهة التداعيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للوباء، أقول إن هذا الاهتمام لا يمكنه أن يكون عابرا، بل يفرض علينا الوقوف على تفاصيل الأرضية ومفاصلها بهدف بلورة رؤية جماعية مشتركة ومتبصرة وقادرة على فك شفرة التداعيات الصعبة التي لا قدر الله ستمتد لشهور طويلة بل لسنوات من المعاناة.
لذلك ستكون مساهمتي المتواضعة عبارة عن قراءة للأرضية والتي ستتم في بضعة حلقات ستتناول أهم المحاور.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

الاتحاد لا يحتاج إلى شهادة حياة، لأنه هو من يسلمها!

ما بعد وقف إطلاق النار وجواب الاتحاد …

الاتحاد الاشتراكي… حزب لا يُرهب ولا يُرْهب

في زمن الالتباس… الاتحاد يصدح بصوت الوطن والمواطن