أجمع مشاركون في أربعينية المناضل اليساري الراحل عبد الواحد بلكبير على أنه كان قيد حياته رمزا للنضال السياسي والالتزام الأخلاقي والوفاء للمبادئ والقيم الإنسانية والكونية التي كافح من أجلها كل أحرار العالم.
وأكد هؤلاء المشاركون من فعاليات سياسية وحقوقية ونسائية تنتمي لعائلة اليسار يوم الجمعة الماضي في أربعينية الراحل عبدالواحد بلكبير، نظم بالمكتبة الوطنية بالرباط، أن الراحل كان مثالا في النضال والالتزام والصدق في العمل والكفاح من أجل الحرية والكرامة وترسيخ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
قال المجاهد محمد بنسعيد ايت ايدير بهذه المناسبة ، ما أحوج شبابنا اليوم إلى استحضار تجربة الفقيد في النضال، فعندما أسترجع الذاكرة وأتصفح مسار الفقيد المناضل، أقف عند العديد من الخصال التي ميزت حياته وطبعته بخصائص نادرة في الصدق النضالي واستماتة في الدفاع عن الموقف إلى درجة عالية من القوة والحماس والحجة.
كما سجل بنسعيد أن الراحل أحد مؤسسي اليسار المغربي السبعيني منذ مراحل التأسيس الأولى سنة 1965 والذي انخرط فيه تلميذا في ثانوية بن يوسف بمراكش وهو ابن 18 سنة، عانى في مساره اعتقالات واحتجازات ومضايقات عديدة، عانى فيها الاختطاف والتعذيب والاحتجاز خارج القانون والسجن إلى جانب رموز الحركة الاتحادية الأصيلة والاتحاد الوطني لطلبة المغرب واليسار الماركسي الجديد بالمغرب.
ومن جانبه، قال المناضل اليساري والاتحادي الحبيب الطالب ، “معرفتي بك أيها الرفيق لأزيد من خمسة عقود، أغلبها في جوارك وبصحبتك، تعلمت ما صار عندي خلاصة العمر كله. تعلمت أن الرفاقية الحزبية وحدها لاتكفي، إن لم تحضنها على الدوام المحبة الإنسانية الخالصة والسخاء الوجداني المتبادل، فما قيمة الحزبية التقدمية، بأفكارها وأهدافها ومتاعبها، ان لم تكن نابعة فعلا وحقيقة من تلك الروح الوجدانية المعطاء بلا حدود؟!
واستعرض القيادي الاتحادي محمد لخصاصي المسار النضالي للفقيد باعتباره قائد في الاتحاد الوطني لطلية المغرب واحد رموز اليسار الجديد وما كان يمتاز به من اخلاق نضالية عالية، والتزام في المبادئ وتشبع بالقيم الكونية والانسانية النبيلة من اجل الحرية والكرامة والبناء الديمقراطي والعدالة الاجتماعية.
كما عدد لخصاصي مناقب الفقيد على المستوى النضالي والانساني وما تعرض له من مضايقات واعتقالات الى جانب مناضلي الحركة الاتحادية من احل الدفاع عن قضايا الجماهير الشعبية ورفع القمع والقهر عليهم.
ومن جهته، استعرض المناضل عبد الصمد بلكبير وقريبه في العائلة مسار الراحل منذ أن كان طفلا وتلميذا ويافعا ومناضلا في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وكذلك مسيرته السياسية والنضالية في اليسار المغربي الجديد.
كما قدم في هذه الأربعينية التي حضرها عدد كبير من الفعاليات السياسية والفكرية والحقوقية والجمعوية والإعلامية وكل ألوان الطيف السياسي اليساري، المناضل الاتحادي محمد عياد شهادة في حق الراحل الذي جمعته به عدة محطات ونضالات مشتركة، “تعرفت على الراحل في أواسط الستينات بمراكش وبالضبط في مقر ” الاتحاد الوطني للقوات الشعبية” الذي كان ضمن شبيبته الفاعلة والنشيطة، وعندما التحقنا بالجامعة توطدت صداقتنا وانصهرت في نضال مشترك داخل كل من الاتحاد الوطني للقوات الشعبية والاتحاد الوطني لطلبة المغرب الذي تبوأت فيه العضوية في اللجنة التنفيذية…”.
وأضاف عياد، “لقد هم جزء من كينونة وفطرة الراحل، النضال بدون حساب من أجل قضايا الوطن وقضايا الجماهير الشعبية وقضايا التحرر والتقدم والاستماتة فيه، إنه النضال المرتبط بالمشروع التقدمي البديل لما هو قائم، نضال يتوخى المآل ولايقف عند واقع الحال وجاذبياته الضاغطة.”
ومن جهتها، ألقت المناضلة في الحركة النسائية نزهة العلوي كلمة مؤثرة في حق الفقيد، تطرقت فيها للعلاقات النضالية التي كانت تجمعهما كرفاق ورفيقات في اليسار والعلاقات العائلية ما بينهم والاجتماعات الصاخبة والطويلة، التي تهم قضايا المرأة وحقوقها في عدد من المعارك والمحطات الأساسية التي طبعت تاريخ التغيير في هذا الملف الحقوقي ولا سيما تغيير مدونة الأسرة.
ومن جانبها، قالت عائشة لخماس في حق الراحل بنفس المناسبة ” عبد الواحد بلكبير لم يتملق ولم ينافق. كان يعبر عن رأيه بكل قوة وصدق . عبد الواحد بلكبير الإنسان الذي لم يكن منزله هو ورفيقته دربه لطيفة اجبابدي يخلو من الرفاق والرفيقات”، حيث كان النضال مع هذه العائلة والصداقة شيء واحد، ابناؤنا كبروا مع بعضهم وتشبعوا بجو العائلة النضالي، نادرا ما كنا نجتمع في المقرات…
وفي آخر هذه الأربعينية، قدمت المناضلة لطيفة جبابدي كلمة مؤثرة، استهلتها ب “الموت لايوجع الموتى … الموت يوجع الأحياء” كما قال الشاعر الكبير محمود درويش.
لتنم قرير العين، ولترقد في سلام رفيق دربي . فوجع فقدانك لن يبارح قلوب كل من فجع فيك. أحبك، أهلك، رفاقك، ورفيقاتك وكل من اقتفى خطوك ومن واصل المسير، وذكراك ستبقى موشومة لا تنمحي وان انتزعك الموت منا، فهو لن يقوى على تغييبك عنا، فأنت الحاضر اليوم أكثر من أي وقت مضى في وجدان كل من جايلوك….
الكاتب : الرباط: عبد الحق الريحاني
تعليقات الزوار ( 0 )