استعرض محمد بنعبد القادر، وزير إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية، في درس افتتاحي خلال الحفل الرسمي لانطلاق أكاديمية “تمكين” لإدماج الشباب بتطوان، يوم السبت الماضي، بعض المفاهيم المحورية المتعلقة بإدماح الشباب المغربي، كتحديد مفهوم الشباب كمرحلة انتقالية لعالم الشغل أو الحياة الزوجية بعد مرحلة الدراسة والتحصيل والتكوين، ثم عرج المسؤول الحكومي على مفهوم الخدمة العمومية كما جاء بها دستور 2011، ثم ميثاق المرافق العمومية الذي صادقت عليه الحكومة الذي ينظم العلاقة ويضبطها ما بين الإدارة والمرتفقين ويحدد أخلاقيات المرفق العام، وحق الولوج والوصول للمعلومة، والجودة في الخدمة العمومية.
كما تطرق وزير إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية إلى نماذج مختلفة في بعض الدول وتعاطيها مع مفهوم الشباب كمرحلة انتقالية والإجراءات والبرامج التي اعتمدتها في السياسات العمومية حتى تستجيب لتطلعاتهم وتساير انفتاحهم على الحياة وليستمدوا قوتهم كي يندمجوا في الحياة بشكل عام، وساق مثالا في هذا الإطار نموذج إسبانيا في مجال السكن الخاص بالشباب.
واستعرض بنعبد القادر المجهودات التي قام بها المغرب من خلال عدة برامج اجتماعية تدخل في إطار السكن والتعليم والصحة إلا أن هذه البرامج ليست حكرا على فئة الشباب الذين يعيشون مرحلة انتقالية وبإمكانها أن تطول.
كما أطلع وزير إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية المشاركين في هذه الأكاديمية على مشروع اللاتمركز الإداري الذي شدد جلالة الملك على إخراجه إلى الوجود والسير به قدما نحو التقدم والتطور من أجل ترسيخه كمنهج إداري ورافعة للتنمية مبرزا الخطوات العملية التي قامت بها وزارته والقطاعات الوزارية الأخرى على أرض الواقع، في إطار هذه التوجهات، من أجل أن يكون للمغرب مديريات جهوية تتخذ قرارات وتضطلع باختصاصات وصلاحيات تم نقلها لها من المركز.
كما أبرز بنعبد القادر أن قضية التعاقد التي هي الأخرى تعتبر حقا أريد به باطل، على أنه ليس هناك اليوم شيء اسمه تعاقد بالمرة، اليوم هناك موظفون ومستخدمون عموميون في مؤسسات عمومية بالأكاديميات، كما هو الشأن في باقي المؤسسات العمومية والشبه عمومية الأخرى في الجهات والأقاليم.
وأشار وزير إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية، بهذه المناسبة، إلى قرار وطني اتخذ مؤخرا من قبل جلالة الملك محمد السادس يهم الشباب والمتعلق بأداء الخدمة العسكرية كواجب وطني وتكويني يذكي الروح الوطنية في نفوس هؤلاء الشباب وكذا الاعتمادات المالية المهمة المرصودة له، ثم الإقبال العفوي والتجاوب التلقائي للشباب المغربي مع هذا القرار.
يذكر أن هذه الأكاديمية تحتضن 150 شابا يمثلون مختلف أقاليم وجهات المملكة حيث يستفيدون طيلة أيام الأكاديمية من ورشات تكوينية يؤطرها باحثون وخبراء راكموا تجارب في مجال الإدماج الاجتماعي للشباب.
كما ستنظم خلال الأكاديمية موائد مستديرة ستناقش مواضيع “التربية غير النظامية والمدرسة الدامجة”، و”الحكامة الدامجة والمندمجة أي دور للشباب”، حيث ستكون مناسبة لتبادل التصورات والتجارب والمعارف بين المشاركين مع رفع توصيات من شأنها المساهمة في تعزيز فرص الإدماج الاجتماعي للشباب ومحاربة الفوارق الاجتماعية.
عن جريدة الاتحاد الاشتراكي
تعليقات الزوار ( 0 )