صادقت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الثاني عشر للحزب، خلال اجتماعها المنعقد يوم السبت 26 يوليوز 2025 بالمقر المركزي بالرباط، بالإجماع على مشاريع تقارير اللجان الموضوعاتية، التي عكست نقاشاً سياسياً وتنظيمياً غنياً حول محاور المرحلة المقبلة ورهاناتها الوطنية والدولية. كما تمت المصادقة على مشروع مسطرة انتخاب المؤتمرين بمختلف الأقاليم، في خطوة حاسمة لضمان تمثيلية ديمقراطية ومتوازنة، حيث تم اعتماد قاعدة تجمع بين شرعية التنظيم وقوة الحضور الانتخابي، عبر تخصيص 50% لعدد بطائق العضوية، و50% لعدد الأصوات المحصل عليها في الاستحقاقات الانتخابية.
وتندرج هذه المصادقة ضمن الدينامية التي أطلقتها اللجنة التحضيرية منذ تنصيبها، في أفق الإعداد الجيد لهذا الاستحقاق التنظيمي الهام، الذي يراهن عليه الحزب لتجديد هياكله وتعزيز حضوره في المشهد السياسي الوطني.
وكان المقر المركزي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالرباط، احتضن يوم السبت 26 نونبر، اجتماع اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الثاني عشر المزمع عقده في أواسط شهر أكتوبر القادم.
وذكر يوسف ايدي رئيس اللجنة التحضيرية الذي كان مرفوقا برؤساء اللجن الموضوعاتية في بداية كلمته الافتتاحية لهذا الاجتماع، أن المؤتمر الوطني الثاني عشر الذي نحضر له بكل جدية ومسؤولية يأتي في سياق خاص حيث يتزامن مع الذكرى الستين لتأسيس الحزب، والذكرى الخمسين للمؤتمر الوطني الاستثنائي لسنة 1975، الذي أقر استراتيجية النضال الديمقراطي، ما يضفي على المؤتمر المقبل طابعا رمزيا وتنظيميا خاصا.
وقد افتتح يوسف إيدي، رئيس اللجنة التحضيرية، كلمته، بالتنويه بالجهود التي يبذلها أعضاء اللجنة في سبيل إنجاح التحضير للمؤتمر، مشيدا بما وصفه بـ”الغيرة التنظيمية والالتزام الجماعي” رغم قصر المدة الزمنية التي تفصل الحزب عن موعد المؤتمر.
وأكد إيدي أن اللجنة التحضيرية نجحت في بناء أرضية فكرية صلبة ستكون رافعة لأوراق المؤتمر القادم، وذلك عبر تفعيل الذكاء الجماعي والانخراط الجاد في أشغال اللجان الموضوعاتية، التي تمكنت من إعداد وثائق شاملة في مجالات متعددة. وفي هذا الإطار، أنجزت اللجنة السياسية ورقة مرجعية استندت إلى ستة محاور كبرى، فيما ساهمت باقي اللجان- منها لجنة العلاقات الخارجية، اللجنة الاقتصادية والاجتماعية، لجنة قضايا المرأة، لجنة الإعلام، لجنة القوانين والأنظمة، اللجنة الثقافية، ولجنة الشباب والرياضة- في إنتاج مواد فكرية وتنظيمية تؤسس لنقاش نوعي خلال المؤتمر.
وشدد رئيس اللجنة التحضيرية على أن المؤتمر الوطني الثاني عشر سيكون محطة لتجديد العهد على نهج القيادات السابقة، وتأكيد الاستمرار في المشروع الاشتراكي الحداثي الذي ميز هوية الحزب منذ تأسيسه. وأضاف أن الحاجة أصبحت اليوم ملحة لصوت اشتراكي عقلاني يطرح البدائل بجرأة وشجاعة، ويقترح الحلول من موقع المسؤولية الفكرية والسياسية.
ولم يفت إيدي أن ينوه بالمجهودات التي يبذلها الكاتب الأول للحزب، إدريس لشكر، في تأطير المسار التحضيري، والإشراف المباشر على المؤتمرات الإقليمية، مشيدا بتتبعه الدائم ودعمه المستمر لعمل اللجنة التحضيرية.
وختم إيدي كلمته بدعوة كافة الاتحاديات والاتحاديين إلى جعل المؤتمر المقبل لحظة سياسية وتنظيمية فارقة، تحمل في طياتها “شرارة جديدة” تعيد الاعتبار للفكرة الاشتراكية وتوسع من آفاق الحلم الجماعي لحزب وصفه بـ”حزب الوطن الكبير والمستقبل الواعد”.
بهذه الروح، يستعد حزب الاتحاد الاشتراكي لعقد مؤتمره الوطني الثاني عشر، في أفق تجديد هياكله، وتثبيت موقعه داخل المشهد السياسي المغربي كقوة اقتراحية مسؤولة، تؤمن بأن القادم يحتاج إلى جرأة أكثر، وخيال أوسع، وإرادة لا تلين.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

هذا ما قاله الكاتب الاول الاستاذ ادريس لشكر خلال اجتماع المجلس الوطني

بيان المجلس الوطني لاجتماع يوم السبت 26 يوليوز 2025

خلال المجلس الوطني : المصادقة بالإجماع على تقارير اللجن الموضوعاتية ومسطرة انتخاب المؤتمرين بالأقاليم

الفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية بمجلس النواب: يفتح ملف تأخر مشاريع الصيادين ويدعو لتوظيف الذكاء الاصطناعي لسد الخصاص في الموارد البشرية