في

ياس الأساسية و هي الوطن

الزمن السياسي الذي ضاع
في ظل جائحة كورونا يجب استعادته
و طرحه للنقاش بقواعد جديدة وواضحة

 

أوضح عبد الحميد اجماهري عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي ومدير النشر و التحرير لجريدة الاتحاد الاشتراكي “، أن الوقت سابق لأوانه للقيام باستخلاص الآثار و الدروس بخصوص جائحة كورونا ، احتراما للضحايا و المصابين وكذا الذين يرابطون صباحا مساء في مواجهة هذا الوباء.  و أضاف في بث مباشر لندوة تفاعلية  عبر تقنية الفيديو على الصفحات الفايسبوكية لكل من الشبيبة الاتحادية ، الشبيبة التجمعية ،منظمة الشبيبة الحركية الجهات المنظمة لهذه الندوة ليلة الجمعة 8ماي الجاري ( أضاف) أن مع  بداية الجائحة تبلور  نقاش عالمي  حول الخيارات التي يمكن اعتمادها للمواجهة ، فهناك من استقر على الخيار الاقتصادي في مواجهة الفيروس كورونا، بالمقابل ظهر  خيار آخر يتعلق بالجانب الإنساني و الصحي، ولا حظ الجميع كيف كان أن هناك صراعا خفيا بين مدرستين: المدرسة الإنسانية تعاملت مع هذا الوضع بأفق صحي إنساني و المدرسة المالتوسية نسبة إلى منظرها مالتوس صاحب كتاب “مبادىء الاقتصاد السياسي”و  التي تعتبر الإنسان مجرد عنصر تكميلي  فقط و ليس هو الأساس. و المغرب -يضيف اجماهري-بخيار جلالة الملك و بالالتفاف القوى الوطنية و بعموم الشعب المغربي،  اصطف مع الجانب  الإنساني و الصحي،باعتبار أن اللحظة العالمية، هي لحظة صحة، وعلى أساسها اختار المغرب معالجة القضايا الاقتصادية والاجتماعية  وكل ما يتعلق قوانين الحريات على أساس  هذا الخيار .
وفي سؤال للإعلامية إيمان أغوتان التي أدارت فقرات هاته الندوة حول الحضور الإعلامي على ضوء جائحة كورونا، أكد  عبد الحميد اجماهري أن العالم بأسره يعتبر الإعلام مكونا أساسيا للحضارة والهوية وللمجتمعات الحديثة  .
وشكل  هذا الوباء محكا قاسيا عليه، حيث طرح عليه أسئلة  متراكبة ومتفاوتة  لكنه  أثبت أن  ما ينفع  الناس سيظل قائما و مستمرا،وينطبق ذلك على السياسة و الاقتصاد،بعد ذلك  عرج المتحدث نفسه مباشرة على  مسألة ارتأى أنها في غاية الأهمية، وتتعلق بأولويات  اليوم التي يمكن اعتمادها ما بعد كورونا، ليوضح أكثر  هذه النقطة بقوله ” القوى الشعبية والعاملة والمتوسطة هي الموجودة بالميدان وضروري إعادة الاعتبار للترتيبات التي نضعها في هذا المجتمع، خاصة بالفئات الوسطى أو أقل، سواء تعلق الأمر بالصحة والتعليم والأمن والنظافة وغيرها من القطاعات، معتبرا ذلك  مسألة أساسية و جوهرية. و زاد بقوله ،”قبل كورونا كنا شرعنا بدعوة ملكية كريمة استباقية لإعادة النظر في نموذجنا التنموي بعد أن استنفد النموذج الذي اشتغلنا عليه منذ سنوات كل مقوماته، وبالتالي كل الأسئلة التي طرحت أنذلك طرحت ببعد اجتماعي، وكان التركيز على مؤشرات التنمية الاجتماعية من تعليم وصحة وهشاشة .اليوم ظهر 5،1 مليون أسرة مغربية محتاجة إلى دعم مباشر،واليوم هناك مسألة أساسية اتضحت  في العالم أجمع، هو أن تسونامي الصحي  وتسونامي الاقتصادي أعادا الاعتبار للدولة المركزية الدولة الحامية، الدولة الاستراتيجية، الدولة التي تحمي السوق وقواعده وحتى حوامله وروافعه،وهذه الدولة هي أكثر ملحاحية في مواجهة هذه المعضلة .
ويرى اجماهري أن المغرب نهج  خطوات استباقية  مهمة، وهذا ليس مديحا، مدعما ذلك باستحضاره لموقف  زعيم اليسار الفرنسي جاك لوك ميلانشون أمام برلمان بلاده و أمام الطبقة السياسية الفرنسية برمتها، وذلك حينما طلب  منهم وقفة اعتزاز  واحترام و إعجاب للمغرب  ،فهذا ما يجعلنا اليوم يضيف المسؤول الحزبي  أن نؤكد أنه إذا كانت هناك قيمة أساسية حدثت اليوم هو أن الجميع اقتنع أن الوطن وحدة قياس أساسية  بمعنى أن الكل عاد إلى وحدة القياس الأساسية و هي الوطن.” .
و بخصوص دور  المنصات الاجتماعية وتأثيراتها  ،أوضح مدير النشر لجريدة الاتحاد الاشتراكي أنها لم  تعد وسائل بل أصبحت كيانات تقدم عروضا  سياسية،ويتم التعامل معها على مستويات عليا، مستحضرا تجربة  20 فبرايرالتي جاءت عن طريق المنصات الاجتماعية، وكان هناك اللالتفاف حول مضامينها،وهناك محطات لهذه المنصات قدمت مقترحات لمركز القرار في الدولة، وتم التعامل معها بإيجابية ،و المغرب يسير دائما في اتجاه العمل المؤسساتي  حتى لا يسقط  في الاستحالة السياسية.
وفي اعتقاد  اجماهيري، فإن الوضع الذي يطرح بالنسبة للفاعل السياسي من زاوية حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، هو أن الشيء الذي  يمكن الاتفاق عليه هو أن التحليل الموحد في المغرب يعطي إمكانية أنه لا يمكن أن نفكربشكل عادي في وضعية غير عادية ،اليوم يقول اجماهري “هناك أشياء أثبتها هذا الوضع العالمي صحيا و اقتصاديا ،هي الحاجة إلى دولة بشكل عابر للقارت. والدول اليوم يجب على الليبرالي أن يقول بأنني كنت مخطئا عندما كنت أدافع عن السوق بشكل كبير وعلى أولوية الاقتصاد،ويجب إعادة الاعتبار للمواطن والإنسان اليوم، فهم العالم أن هناك صراعا  ما بين السياسي و العالم  ،فمثلا في فرنسا -يضيف عضو المكتب السياسي لحزب القوات الشعبية – هناك نقاش كبير حول دور العلماء و الخبراء، وأن السياسي لا يجب ان يختبئ وراء العالم، وعليه أن يتخذ القرارات اللازمة ،ومن حسن الحظ أن المؤسسة الملكية، هي مركز الدولة المغربية وهي التي تسوق المؤسسات، وهي عنصر أساسي  في عقلنة التاريخ وعقلنة النقاش، وإذا كان هناك أولويات جديدة اتضحت فهي  ضرورة  الاستشراف في ما يتعلق بالمجال الاجتماعي.
وفي حديثه عن المرحلة  المقبلة ما بعد كورونا  ،أوضح ذات المتحدث أن هذه المرحلة، يجب أن  نعطيها الشكل السياسي المطلوب،حيث إن  اليوم الفاعل السياسي لديه مواقعه التي يشتغل فيها،  والجميع عليه أن  يناقش داخل وحدة وطنية للبحث عن الشكل السياسي، الذي سوف  نعبر فيه عن هذه الظاهرة .و في سؤال آخر حول إمكانية تنظيم انتخابات سابقة لأوانها حتى تكون هناك حكومة قوية  قادرة على إخراج البلاد من تداعيات كورونا ، الأخ اجماهري  وقبل أن يجيب عن ذلك، طرح سؤالا مضادا  :ماهو أوان الانتخابات؟ علينا معرفة أوانها حتى نتمكن من معرفة ماهو سابق لأوانها و تابع  بقوله ” لا أعتقد أن هناك من سيغامر بالفعل، ويتحدث عن انتخابات سابقة لأوانها. هناك اشتغال مؤسساتي ليس فقط بما سنختاره نحن  لأننا في أزمة. والعنصر الأساسي فيها غير معروف بالضبط. فيروس كورونا لا أحد لحد الساعة يستطيع أن يعطينا تعريفا دقيقا لهذا الفيروس، أي ما هي مظاهره ، طبيعته ،طريقة تجدده و انتقاله ،وحتى نهاية هذا الفيروس  لأن كل هذا مرتبط باستقرار الأحوال وبقدرتنا على أن نضع البلاد في مأمن حتى لا تتعرض لموجة ثانية” . .
عندما نتحدث عن حكومة قوية -يقول اجماهري- نريدها أن تثبت قوتها اليوم بجانب المؤسسات في إعطاء المعنى القوي للدولة بمعنييها  ،دولة الجهات بكل أجهزتها و مكوناتها  الأمنية العسكرية والسياسية والحزبية وغيرها ودولة الكيان أي المغرب بخريطته وترابه وبمواطنيه وبرمزيته وبتاريخه. و في هذه الحالة،فإن الذي يجمعهما  هو المؤسسة الملكية و الالتفاف الشعبي، مضيفا أن  يوم الإثنين المنصرم، خلد الشعب المغربي ذكرى رحيل محمد الخامس، وهي من اللالتفاتات الجيدة للتاريخ، الذي  يأتينا بهذه الرمزية في هاته اللحظات، التي نحتاجها. نحن لا نريد أن نختزل الدولة في فاعلها المركزي. نريد أن نعطي من يجسد هذه الثقة وهذه الثقة  في المؤسسات التي تضاعفت يؤكد ذات المتحدث .
واعتبر اجماهري،  أن جزءا من الزمن السياسي تم اقتراضه لزمن  الجائحة. ويجب استعادته وطرحه للنقاش بقواعد  نظيفة وواضحة ،من أجل إفراز نخبة سياسية  ،مشيرا إلى أنه لا حاجة إلى كوارث وجائحات، كي نطرح مثل هذه الأسئلة. علينا أن نكون قادرين على الفعل. وأن نصنع القدرة الذاتية للوطن قصد مواجهة أي طارئء، ليظل سؤال الاستمرارية ،الصحة الوطنية العامة ، الإنسان المغربي بكل فئاته وأطيافه ،و قد تعود بعض الأسئلة التي نعتقد أنها أصبحت متجاوزة، و حسمنا الأمر معها، متسائلا  من سيعيد  الأسئلة حول الأولويات التي كانت تطرح دائما؟ حاليا الأمور تغيرت. والمطلوب هو حوار وطني مؤسساتي مفتوح على كل هذه الأمور يؤكد اجماهري، مبديا تخوفه  من أن تقدم أجوبة متقطعة ومجزأة حول هذا الموضوع، و كل الخوف أن يتم  تبديد هذه الثقة. وللإشارة، فإن هذه الندوة التفاعلية عن بعد، شارك فيها كل من رشيد الطالبي العلمي و محمد أوزين


شدد رشيد الطالبي العلمي عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار” على أهمية التدابير و الإجراءات الاستباقية التي اتخذها المغرب لمحاصرة كورونا، مشيرا في ذات الندوة” أن الحركة الاقتصادية والاجتماعية، توقفت فجأة جراء هذه التدابير.
وطبيعي جدا أن تحدث هزة عنيفة في الاقتصاد الذي أرخى بظلاله على باقي القطاعات الأخرى خاصة الجانب الاجتماعي، جراء فقدان العديد من المواطنين عملهم ووظائفهم، بدرجة وصفها بالمهولة. ولإعادة الدينامية الاقتصادية إلى سابق عهدها “ما بعد كورونا يضيف الطالبي العلمي ” أن الأمر يتطلب جهدا كبيرا يجب توظيفه مع ضرورة تفادي الأخطاء، حيث لا أحد يملك الحقيقة المطلقة ، كي يملي على الجميع تدابير معينة لإخراج البلاد من أزمتها،لكون الأمر يتطلب نقاشا هادئا بعيدا عن المزايدات، حتى يتسنى للجميع بلورة قرارات مناسبة تكون بمثابة انطلاقة جديدة نحو أفق مغاير للوضع الحالي”. وعاد الطالبي” ليقف عند التداعيات الاقتصادية على القطاع الاجتماعي سيما على الأسرة و المقاولات”، مستحضرا النتائج الكارثية لسياسة التقويم الهيكلي التي نهجها المغرب في الثمانينيات من القرن الماضي والتي كانت لها نتائج اجتماعية كارثية، تطلبت إصلاحات كبرى خاصة في قطاعي التعليم والصحة والتي كانت مؤلمة في بعض الأحيان. وهذه الوضعية مماثلة للوضعية التي سنلجها ما بعد كورونا “.وأشار الطالبي إلى “أن هناك قوة تميزت بها كافة المؤسسات بمختلف أشكالها و تراتبيتها في تدبير هذه الوضعية، وهذا يعطي للجميع نوعا من الاعتزاز، لأن الدولة المغربية وضعت ضمن أولوياتها الإنسان المغربي وسلامته وأي إجراء اتخذته كان يؤسس على هذا المعطى، داعيا إلى ضرورة استثمار هذا الإجماع الوطني و الإفادة من عدة دروس التي أفرزتها جائحة كورونا”.


أما محمد أوزين عضو المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية،فركز على الجانب الصحي والنفسي جراء الحجر الصحي المفروض في ظل هذه الجائحة والذي قيد الحريات، حيث لم يتمكن العديد من المواطنين من تدبير بشكل إيجابي هذا الحجر، مما ترتبت عنه آثار نفسية، لأن الأمر يتعلق بما أسماه”الانغلاق القسري” .فالمواطن شعر -يضيف أوزين- “بالقلق والخوف و بالانفعال، جراء الخوف من العدوى وكذا عمله الذي فقده،مشددا على أن الحجر المنزلي وضع الجميع أمام تحد نفسي كبير، معتبرا أن القطاع الصحي، لم يحظ بالاستثمار المناسب مقارنة ببعض الدول العربية التي لها منظومة صحية ورعاية صحية في المستوى،وأن المنظمة العالمية رغم أنها توصي بعتبة 10في المئة ، إلا أننا بالكاد وصلنا إلى 8 في المئة .والجائحة هي فرصة لإعادة ترتيب هذا القطاع، علما بأن المغرب أبان عن إمكانات مهمة، والدليل أن أوروبا بإمكانياتها الكبيرة الموظفة في هذا القطاع، عانت وضعا صعبا بسبب هذا الوباء .وكل هذه المعطيات، تفرض التعامل مع مرحلة ما بعد كورونا بخيارات واضحة، وبأولويات مدققة، وهي التي ستقرر مصير ونجاعة السياسات و التوجهات الاقتصادية المتخذة.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

انتخاب عمرو عرجون رئيسا جديدا لجماعة البركانيين بإقليم الناظور

تشييع جنازة المناضل والإعلامي الكبير جمال براوي في موكب مهيب

الكاتب الأول يقدم التعازي لجلالة الملك، أصالة عن نفسه ونيابة عن الاتحاديات والاتحاديين

الكاتب الأول يحضر اللقاء التواصلي الأول لنقيب المحامين بالرباط