عاد ملك البلاد من جديد إلى الأعماق الإفريقية، في زيارة تشمل أربعة بلدان أساسية في المشهد والقرار الإفريقيين، الزيارة تنطلق من إثيوبيا، وتنتهي بنيجيريا مرورا بمدغشقر وكينيا، وهي دول باستثناء مدغشقر، عرفت علاقتها بالمغرب جفاء وسوء فهم كبيرين في ما يخص الوحدة الترابية للمغرب.
اليوم وبعد نجاح الجولات الملكية في شرق القارة السمراء وغربها ،هاهو العمق الثالث الإفريقي يشكل وجهة أخرى للتواصل والتعاون المغربي الإفريقي، في خطوة تؤكد حقا أن التوجه الإفريقي للمغرب، وكما سبق أن جاء رسميا على لسان ملك البلاد، صار توجها رسميا وقناعة تُنزَّل على الأرض واستراتيجية صادرة عن قناعة مغربية بأن عمقنا الأول إفريقيٌّ بحكم الجغرافيا والتاريخ والمصير المشترك والتحديات المشتركة بيئيا واقتصاديا وأمنيا، وليس مجرد توجه تكتيكي .
زيارة الدول التي عاشت علاقتنا بها جفاء تعني أن المغرب قرر العودة و،بشجاعة، للقارة من أجل إصلاح ما شاب علاقته بها من أعطاب، وكل عودة في مجال العلاقات الدولية لا تكون إلا انطلاقا من تصور واضح وشامل لمجموع المصالح والأولويات، ولأن المغرب جعل من علاقته بإفريقيا ،حسب الخطب الملكية الأخيرة، فوق المصالح الضيقة ومنطق الربح والخسارة، لأنها عودة للحضن والدفء الإنساني الذي لعبه المغرب تاريخيا في القارة وعلاقته الروحية والدينية والتراثية والحضارية بها.
الصرح الإفريقي لا يكتمل بدون المغرب، والمغرب لا يكون مطمئنا بدون عمقه الإفريقي وزيارة الملك ،بعد الالتزامات الهامة الصادرة عن القمة التي احتضنتها مراكش على هامش قمة المناخ” كوب 22″ من سلامة وأمن إفريقيا، جعلت المغرب فعليا مؤتمنا على تنمية إفريقيا وتطورها في كافة المجالات، مع ضمان سلامة البيئة ومواجهة الجريمة والإرهاب ووقف نزيف الحروب والدمار وفتح حدود إفريقيا في وجه أبنائها.
تعليقات الزوار ( 0 )