مأساة اللاجئين السوريين بالحدود المغربية الجزائرية يجب أن لا تغطيها أو تحجبها بلاغات الدبلوماسية بين البلدين واستدعاءات السفراء للاحتجاج .
إنها مأساة، يجب أن تكشف عن كل حقيقتها . وهذه الحقيقة، ما هي إلا مسؤولية جارتنا الشرقية في ترحيل هؤلاء الفارين من أهوال حرب مدمرة تعرفها بلادهم سوريا منذ أكثر من خمس سنوات. وليس هذا أول فوج من اللاجئين الذين يتم نقلهم إلى أحد معابر الحدود وترهيبهم بالقوة كي يغادروا إلى المغرب.
هذه الحقيقة، لها عدة إسنادات تفضح السلوك الجزائري الذي يجب إدانته وشجبه . من بين هذه الإسنادات أن جزائر بوتفليقة ، اعتادت على طرد اللاجئين من بؤر التوتر وساحات الاقتتال،والمهاجرين الذين دفعتهم الأوضاع الاقتصادية وشظف العيش إلى البحث عن آفاق جديدة ولم يجدوا سبيلا لذلك سوى المجيء إلى الجزائر قصد العبور إلى الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط . فكم من مرة حشدت السلطات الجزائرية مئات من الأفارقة القادمين من جنوب الصحراء في شاحنات أوأرغمتهم على المشي مئات الكلمترات صوب جنوبها لترحيلهم في ظروف لاإنسانية تهين الكرامة البشرية…
وللجزائر تاريخ عريق في الترحيل . وهنا نذكر بما قامت به تجاه المغاربة في سنة 1976 حيث جردت أكثر من 250 ألف شخص من ممتلكاتهم ووثائقهم ومناصب شغلهم ورمت بهم إلى الحدود مع المغرب، وهي قضية مازالت تفاعلاتها إلى اليوم لدى أجهزة الأمم المتحدة .
وهناك تقارير وشهادات لمنظمات دولية تدين الجزائر بسلوكها اللاإنساني هذا المستمر في الزمان إلى يومنا هذا . وهناك تحقيقات ووقائع تنشرها وسائل إعلامية جزائرية بشأن هذا الموضوع شأنها شأن منظمات حقوقية محلية ذات مصداقية.
الجزائر تعترف بنظام بشار الأسد، وبالتالي تنسق مع مخابراته لتتبع وترصد السوريين لمعاقبتهم من جهة على هجر بلدهم، ومن جهة ثانية، لأنها تشتبه في معارضتهم لنظام خرب مدنهم وقراهم وحول شوارعهم إلى جثث وبرك دماء…
ومنطقيا، كيف يمكن للاجئين سوريين جاؤوا إلى المغرب، البلد المستقر أن يعقدوا العزم على التوجه إلى الجزائر المحاصرة بمشاكلها الاقتصادية والأمنية، ويجدوا مساعدة من السلطات المغربية في تحقيق ذلك، وتعمل على ترحيلهم إلى شرق الحدود ؟؟ والمنطق كذلك يفيد بأن السوريين القادمين إلى المغرب الكبير يقصدونه برا، ومن البوابة الليبية يفدون إلى تونس والجزائر . فمن أرض الجزائر، تتم محاولات طردهم إلى المغرب وليس العكس.
تعتقد الجزائر أنها بسلوكها هذا تخلق مشاكل للمغرب . إنها تنتهك حقوق الإنسان، وتهين كرامته، وتضعه على حافة الموت في العراء بدون مأكل ولا مشرب ولا غطاء. إن الجزائر توظف مآسي في صراعها مع المغرب، ولم يعد يهمها أن يكون اللاجئون والمهاجرون وقودا لهذا الصراع الذي تفتعله وهي تحمل وهم الهيمنة الإقليمية .
فيا جزائر أقلعي عن مناوراتك وانتهاكاتك لحقوق الإنسان والتلاعب بالكرامة البشرية.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

وفد عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يشارك النسخة الثانية من المنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين والديمقراطيين الاجتماعيين بكولومبيا

الكاتب الأول إدريس لشكر: ضرورة نهضة حقيقية لمنظومة التربية والتكوين لتنزيل الإصلاحات وتفعيل القانون الإطار

عبد الرحيم شهيد : الحكومة الحالية ذات التوجه الليبرالي ليس لها نفس سياسي ديمقراطي

الكاتب الأول في المؤتمر الإقليمي الرابع للحزب بزاكورة:نحن في حاجة إلى أن نحافظ على وحدتنا، وبلادنا كما يشاهد الجميع قدمت دروسا لجيراننا