تحوم شبهات قوية حول تورط الإمام، عبد الباقي السعدي، في التخطيط لعمليتي برشلونة وكامبريلس، في إسبانيا، حيث يتم التحقيق عن دوره في غسل أدمغة الشبان الذين نفذوا العمليتين، مع التأكيد أنه من أصحاب السوابق، لكن كل القضايا الأخرى التي أدين فيها، كانت مرتبطة بتجارة المخدرات.
وقد عبرت العديد من وسائل الإعلام الإسبانية عن استغرابها من هذا التحول الذي يجعل شخصاً معروفاً بتعاطيه لهذه التجارة الممنوعة، إماماً لمسجد، يلقى التجاوب من الأشخاص الذين يحيطون به، بل أكثر من ذلك، يصبح متطرفاً دينياً.
غير أن هناك العديد من الأمثلة التي تؤكد أن هذا الجسر بين الانحراف والتطرف الديني، يقطع بسهولة من طرف عدد من الأفراد، مثلما حصل في الجزائر، حيث تحول عدد من أصحاب السوابق في الإجرام والمخدرات إلى أمراء «إسلاميين»، تزعموا مجموعات سيطرت على أحياء ومناطق، ونفذت عمليات قتل في حق الصحافيين والمثقفين وغيرهم.
كما أن المعطيات التي تروج حول الميليشيات المتشددة في ليبيا، تفيد أن هناك من أصحاب السوابق الذين خرجوا من السجون، بعد الإطاحة بالقدافي، تحولوا زعماء لمجموعات مسلحة، فاستولوا على السلاح والأموال، وتحولوا إلى متشددين دينيين، يمارسون الإرهاب والاختطاف وطلب الفدية، وغيرها من الممارسات المعروفة لمثل هذه الجماعات.
الكثير من هذه الحالات سجلت كذلك في العراق، على الخصوص، حيث يتحول مجرمون من أصحاب السوابق في جرائم السرقة وتجارة المخدرات، إلى أعضاء في ميليشيات مسلحة، من مختلف التيارات، يحصلون على المال والنفوذ من جراء ما يمارسونه من عمل إرهابي.
غير أن المثير في هذا التحول، هو التعرف على المسار «الفكري»، الذي يقطعه مثل هؤلاء للارتباط بالجماعات الدينية المتطرفة، لأن هذه المسألة تكتسي أهمية بالغة في التصدي للإرهاب، خاصة عندما يتعلق الأمر بأشخاص مدربين على الجريمة المنظمة، إذ يمكنهم توظيف خبرتهم وشبكاتهم في ارتكاب جرائم بخلفيات دينية.
الكاتب : يونس مجاهد
تعليقات الزوار ( 0 )