أيدت محكمة الاستئناف بفاس الحكم الابتدائي ببراءة المناضل الاتحادي والمنسق الجهوي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بجهة درعة تافيلالت المهدي العلوي.
وإذ يعتبر هذا الحكم منصفا وعادلا لمناضل اختار فضح الفساد الإداري والسياسي بالمنطقة خدمة لبلده، فإن جيوب المقاومة التي انبعثت من كافة الواجهات الإدارية والمدنية والحزبية والسياسية ضد أي توجه يعمل في منظومة الحركة الاتحادية، ما فتئت تعمل، محليا ووطنيا، من أجل التشويش على الحزب، بترهيب المناضلين الصامدين، وفي مقدمتهم أخونا المهدي العلوي البرلماني السابق عن دائرة الرشيدية، والذي عملت جيوب المقاومة ومحترفو الانتخابات على الالتفاف على مقعد برلماني مستحق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بأساليب لا نجهلها، لكنها أساليب أسقطت المغرب اليوم في قطبية مصطنعة من الصعب التعافي من تداعياتها بسهولة، رغم وجود إرادات تقر بضرورة تخليق الحياة السياسية وإصلاحها.
لكن هذا التخليق والإصلاح، لن يستقيم إلا بالصامدين في وجه الظلم الكبير، والكاشفين عن ممراته، وطرق اشتغاله في ممرات السوء التي أوصلت بعض الفاسدين والمزورين إلى مراكز التشريع خلسة عن رقابة قلنا إننا قطعنا أشواطا فيها بعد دستور 2011.
و للتذكير فإنه قبل هذا التاريخ، ومنذ 2006 -2007، قاوم المناضل الاتحادي تجار السوء وممتهني «الوجيبة»، في كافة الواجهات بدءا بالمتسللين إلى القضاء، الذي وصل الأمر ببعضهم، إلى خرق القانون وإصدار قرارات وتعليمات غير قانونية، وفي مناسبات متعددة، من أجل اعتقال المناضل المهدي العلوي، وذلك بهدف إبعاده عن رئاسة جماعة «الملعب»، في تواطؤ محبك ومخدوم مع تجار الانتخابات، القادرين على شراء الذمم، ومع الأسف في صفوف من اعتقدنا أنهم حماتنا من الفساد الصغير، لكنهم أصبحوا صناعا فعليين لمقومات الفساد الكبير، باستعمال مراكز القرار الإداري، والاشتغال على ثقوب الفراغ القانوني، ليدخلوا الرجل بالفعل السجن، بملفات مفبركة، وسرقة مقعده في رئاسة الجماعة.
لكن المناضل المهدي العلوي أبى إلا أن يعود، بتحالف مع الساكنة التي كرس جهده ووقته خدمة لمصالحها، بثقافة القرب والتضامن الفعلي التي تشكل قناعته الراسخة في النهوض بمنطقته محليا والدفاع عنها وطنيا، عبر واجهته البرلمانية في الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، والذي سيعود إليه المهدي بنفس القناعة، في مواجهة تجار الانتخابات وصناع الافتراء والكذب المدفوع أجره قبلا، وهو ما ينبغي اليوم أن ننفض الغبار عن ممراته التي ملأها التعتيم من أجل الانتصار للقطبية المصطنعة بالفعل والقوة في الزمن الخاطئ الذي نؤدي ضريبته اليوم والتي سنؤديها غدا إن لم نتدارك الموقف ونعلن عن المنزلق الذي كاد أن يوصلنا إلى الهاوية .
مشهد ساهم فيه من حلف اليمين كي يدبر أمور بلاده بأمانة، ونقصد منسق السلطات في الإقليم، الذي اعتقد أن «الجوقة» التي يستطيع تحريكها، بشكل أو بآخر، ستنطلي على الشرفاء من قضاتنا المغاربة الأحرار الذين قالوا كلمتهم العادلة والمنصفة والمحتكمة إلى القانون في مكناس وفاس، وتابعوا الملف بحياد رغم كل الخرجات الإعلامية الدائرة في فلك التلفيق، والاتهام زورا دون وجود ملف دقيق يستدعي هذا «الهراء».
شكرا للقضاء العادل والمنصف، فبهؤلاء الشرفاء سنبني مغرب الغد الذي ينبغي أن يكون.