رغم النداءات المتكررة من طرف انفصاليي البوليزاريو، لدفع زبنائها للتظاهر، خلال زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، هورست كوهلر، إلا أَن الاستجابة كانت ضعيفة، حيث حصلت بعض التظاهرات المجهرية، المتفرقة، شارك فيها أطفال ونساء، وهم يكثرون من الصياح، في وقت كانت فيه كاميرات وهواتف محمولة تصورها، قصد بثها، وإرفاقها بعناوين كاذبة، من أجل التضخيم في حجمها.
وقد تعودت ساكنة الصحراء المغربية، على مثل هذه المسرحيات، التي تنظم من حين لآخر، من طرف زبناء، ينالون تعويضاتهم من خلال شبكة تتمتد خيوطها إلى جزر الكناري، وأصبحت معروفة، حيث يتداول الناس في الصحراء مقدار المبالغ التي يحصل عليها أولئك الذين يمتهنون هذا النوع من النشاط، الأمر الذي يضاعف في نزع المصداقية، على مثل هذه الحركات، التي يظل هدفها إعلاميا بالأساس.
وبموازاة هذه التحركات، تتولى بعض المواقع الإلكترونية، التي تنتمي لهذه الشبكة، التغطية الإعلامية، لهذه التظاهرات الصغيرة جداً، والتي تتم بتنسيق معها، قصد نقلها، ومحاولة تضخيمها، باستعمال تقنية التركيز على بعض الصور، واللجوء للصراخ والضجيج، وإضافة تعليقات مكتوبة أو صوتية مضحكة، من قبيل أن «الشعب الصحراوي خرج للتظاهر عن بكرة أبيه».
ويمكن لأي شخص أن يطّلع على الفيديوهات المصورة، حتى يقف على حجم التحايل، الذي يحاول الانفصاليون تمريره على العالم، وعلى هورست كوهلر، للتأثير على زيارته، للصحراء المغربية، في وقت تلتزم فيه الأغلبية الساحقة من ساكنة هذه الأقاليم، بالشرعية التي يمثلها المغرب، على مختلف المستويات، ومن بينها المنتخبون الذين يمثلونهم، في مختلف المؤسسات المنتخبة.
ويمكن القول، إن ما حققه المغرب بنجاح، على الأرض، في عملية إدماج هذا الجزء من شعبه وترابه، في الوطن الأم، بعد القطيعة التي أحدثها الاستعمار الإسباني، ما زال يتعرض للخدش من طرف التواطؤ الذي يتم من طرف القوى التي تسعى إلى تكريس التفرقة، في المنطقة، والتي تعلم أن الانفصال يغذى من الخارج، ولا أثر له في الداخل، ولكن المخطط يتطلب تجاهل هذه الحقيقة.
الكاتب : يونس مجاهد
تعليقات الزوار ( 0 )