29 مارس 2018

يونس مجاهد

قرأت في جريدة «الأحداث المغربية»، شهادة المجندة المغربية السابقة لدى تنظيم «داعش»، سلمى الحراق، التي كشفت حقائق عن استغلال النساء، في تلبية الرغبات الجنسية، لقياديي هذا التنظيم، وكذا أعضائه، بمبررات شتى، من قبيل اعتبار اليزيديات، غنائم حرب، بالإضافة إلى كل الأشكال الأخرى من الاغتصاب والعنف الجنسي والاستغلال في الأشغال الشاقة والسخرة، بل وصل الأمر إلى بيعهن في الأسواق كما كانت تباع الجواري، سابقاً.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها شهادات عن مثل هذه الممارسات، فقد سبق لعدة نساء من جنسيات مختلفة، أن كشفن عما تعرضن له من جرائم جنسية، من طرف هذا التنظيم الإسلامي، الظلامي، بمبررات دينية شتى، من أهمها ما أطلق عليه «جهاد النكاح»، حيث كان يتم تبادل المرأة الواحدة، بين عدة رجال، باسم الجهاد في سبيل لله.
ما هو مثير ويستحق التوقف عنده، هو التبريرات الدينية والاجتماعية، التي تلجأ إليها التنظيمات الإسلامية الظلامية، لتسويغ الاعتداءات الجنسية، من اغتصاب واستعباد وامتهان وتحرش بالنساء، وزواج بالقاصرات وإقامة علاقات خارج الزواج، على مرأى ومسمع من الأنصار، لأَنهم يتوفرون على ترسانة شاملة من الأجوبة عن كل الانتهاكات والجرائم التي يرتكبونها، حيث يلجأون للمرجعيات الدينية، من نصوص وأقوال وسِيٓرٍ وغيرها مما أنتجه التراث الإيديولوجي، رغم تعارضه مع القيم الأخلاقية والقوانين.
مقابل ذلك، فإنهم ينصبون أنفسهم حُماة للقيم والعفة والشرف، يهاجمون كل من اختلف معهم، باسم الدين، خاصة في القضايا التي تهم المرأة والجنس والحريات الفردية، إلا أنهم يسقطون في تناقض واضح عندما يتعلق الأمر بأنصارهم، حيث يدافعون عنهم دفاعا مستميتاً، لمّا توجه لهم أصابع الاتهام، حول الاعتداءات والجرائم الجنسية وعدم احترام القانون.
ومن المعروف، في تاريخ المجتمعات الأخرى، غير الإسلامية، أن اللجوء للمرجعيات الدينية والتحايل عليها، لتبرير مثل هذه الممارسات، كان سائدا لدى الكنيسة المسيحية والرهبان والكهنة، على مر العصور، ووصل الأمر في الكنيسة الكاثوليكية، التي تمنع زواج الرهبان، إلى توفير الغطاء الشرعي في القرون الوسطى، لأبناء كبار الرهبان، ومازال المشكل مطروحا إلى اليوم، ومن بين تجلياته أن أبناء الرهبان أسسوا اليوم في فرنسا جمعية تسمى «أبناء الصمت»، لفضح هذا الواقع.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

الخروج  اليوم عن المبادئ والقواعد والأعراف والتوافقات ترجمة لمنطق التغول : إلزامية عدم التراجع عن المكتسبات التي سبق إقرارها في النظام الداخلي

حتى  لا تتحول مجالس الحكامة الى آلية للتحكم

اليوم يفتتح ذ.إدريس لشكر المؤتمر الوطني لقطاع المحامين

الأغلبية تظهر «وحدة الواجهة ـ الفاصاد»، وواقع مكوناتها يؤكد ما قاله الاتحاد وكاتبه الأول..