عبد السلام الرجواني

على امتداد تاريخه الطويل عاش الاتحاد محنا يشيب لها الولدان، ولولا صمود ابنائه وبناته البررة لما استطاع مواجهة الاعاصير:
-محاولة اجتثاث جماعي في 1963 و 1973 ،اعتقالات بالألاف ومحاكمات جبانة وظالمة لمآت الاطر، واعدامات وسجون ومنافي … ولم يمت الاتحاد.
– اختطاف المهدي وتصفيته 1965، واغتيال عمر مهندس المؤتمر الاستثنائي ومبدع خط النضال الديمقراطي سنة 1975، وقتل كرينة رمز الشباب الاتحادي الثائر، ولم يمت الاتحاد، بل واصل اللاحقون منا ما دشنه الرواد السابقون…
– عملوا على شق الاتحاد مرارا لاضعافه وقتله من الداخل، نجحوا مرارا في تغذية الانشقاقات،لكنهم ما نجحوا ابدا في بلوغ غاياتهم الخبيثة، اذ استطاع الاتحاد ان يتجاوز كبواته وان يخرج من ازماته المؤلمة اقوى مما كان يعتقده الاعداء، ويتصوره ضعاف النفوس من ابنائه…
– زرعوا بيننا ولا شك انتهازيين وربما عملاء، وجعلوا منهم الغاما يفجرونها في جسدنا بتوقيت مدروس لشل تنظيمنا وبث الياس في صفوفنا، فكانت الخيانات والمؤامرات الداخلية القائمة على التشكيك في اختيارات الحزب وقيادته ومواقفها. لكن قواعد الحزب واطره لم تنخدع يوما باصحاب الجملة الثورية ودعاة الطهرانية وباكاذيبهم على تاريخ الحزب،فابطلت اضاليلهم وكذبت تنبؤاتهم.
لم تنته محاولات تدمير الاتحاد الى الأن، ولي اليقين،كل اليقين،انها لن تتوقف ما دام الاتحاد متشبثا باختياراته المبدئية وقراره المستقل، ما دام عصيا على كل محاولة للتدجين والالحاق بطرف من طرفي القطبية المزيفة. اجل، لم يقدروا عل التصفية الجسدية والتنظيمية للاتحاد رغم كل ما عبؤوا من جيوش اعلامية لمسخ تاريخه ومحو ذاكرته، ورغم كل الدعم الذي قدموه لخلق بدائل من داخل الاتحاد ام من خارجه؛ لكنهم لم ييأسوا، وهاهم يعملون جاهدين لقتله سياسيا وشعبيا،سلاحهم في ذلك، الافتراء على الحزب وقيادته، والاعلان عن الموت السريري للاتحاد.
لا ضير عندنا ولا حزن، حينما نتلقى الضربات تلو الضربات من عدو عرفناه فخبرناه، وكانت الحرب بيننا سجالا، فما بكينا شهداءنا، وما اخترنا الفرار رغم الجراح؛ ولكن المفجع حتى الاسى، والمؤسف حتى الجزع، ان تكون النيران نيرانا صديقة، وان تاتيك النبال المسمومة ممن جعل منه الاتحاديون والاتحاديات احد قادتهم، ومحرر بياناتهم، ورمز ادبائهم، ومحافظ ثقافتهم… هداه الله واعاده الى رشده، ونفعه بعلمه وماله آمين. انه صاحب عين العقل، والحقيقة على ما يبدو انه لا عين ولا عقل، على الاقل لحظة تصريحه بما صرح به لجريدة «اخبار اليوم» في حق حزب اسهم في بنائه وكان من قاداته… انسي الوزير/الشاعر ان ظلم ذوي القربى اشد مضاضة؟، وان حرابه فينا اشد من القتل؟… ان كان في الاتحاد ما يغضبه، كان الاجدر به ان يكتم غضبه او ان يفجره رواية او قصيدة، وان كان في الاتحاد ما يسيء للحزب وتاريخه، كان من الاليق ان يوجه نقدا بناء ومفكرا فيه،وكنا بالتاكيد سننصت لرايه. اما ان يؤكد اعلانه عن موت الاتحاد فانه تجاوز كل حدود النقد، وكشف عن «اللاص»، ومن حقنا ان نرى في «اللاص» دورا آخر غير القيادي والوزير والشاعر والموظف البسيط . وبالمناسبة اتوجه للوزير الشاعر، قائلا:
يوم كنت رئيسا لادباء المغرب كان الاتحاد…
يوم كنت برلمانيا كان الاتحاد …
يوم كنت وزيرا كان الاتحاد…
يوم كنت قياديا كان الاتحاد…
يوم فشل القيادي الوزير في الحصول على العتبة بعقر داره بدا يشك في انتمائه…
يوم فشل في التسلل لقمطر القيادة اعلن موت الحزب وراح يمجد ذاته…
يوم انتهى من اكل الغلة لعن الملة دون حياء ولا مروءة…
خيبت ظن الشعراء ايها الشاعر بلغتك الحاقدة..
خيبت ظن المناضلين لما تنكرت لفظائل حزبك عليك… لولاه لما كنت رئيسا لاتحاد كتاب المغرب ولا برلمانيا ولا وزيرا ولا صاحب عين العقل… ولا شيء على الاطلاق …لو احصيت لوحدك ما اكتسبت من مال وحظوة باسم الاتحاد وعبر الاتحاد لخجلت من نفسك لانك ستدرك انك نلت اكبر مما تستحق… ولو كان فيك قليل مروءة وشيء من الحياء،وقارنت بين وضعك المادي والاعتباري واوضاع كثير من المناضلين الاوفياء الذين حملوك فوق اكتافهم، لاستغفرت ربك ولاستسمحت حزبك،ولصمت عن الكلام،وذلك اضعف الايمان.
اغبطك على قدرتك الهائلة على الجحود…
هل تذكر انك لم تكن تملك سوى قوت يومك حين دخلت الوزارة راكبا تلك الضفدعة، وودعتها وانت فوق صهوات جياد تجوب ضيعات وضيعات؟ هل نذكرك بتوسلاتك لتظفر مبعوثتك بصفقات بلدية مدينة كانت عزيزة عليك لدواعي تعلمها؟
اهاب موهبتك في التنصل من المسؤولية… الست ممن دافعوا باستماتة عن المشاركة في حكومة جطو؟ الم تكن قياديا له نصيب في المسؤولية السياسية والاخلاقية لما آلت اليه اوضاع الحزب قبل المؤتمر التاسع؟ الا تعلم ان ممارساتك المنافية لاخلاق الاتحاد كانت من اشد الاسلحة التي سخرتها بعض المنابر الاعلامية لتشويه صورة الحزب؟ اسال من استجوبوك تجد لديهم الخبر اليقين.
ختاما اسالك: اذا كان الاتحاد ميتا، وانت ممن حاولوا ان يطلقوا عليه رصاصة الرحمة، فلم تتعب نفسك بالحديث عن حزب صار بمشيئتك وفي مخيلتك في خبر كان؟
ان كنت فعلا تومن بما تنطق به، وكنت ما تزال تومن بالنضال، فلم تقاعست عن دعم ما كان يرجى منه ان يكون بديلا؟ ولم لم تواصل سعيك مع خلانك لاحداث ما اعلنتم مرة عن انشائه؟
ما كنت لادعي يوما اني اعرف منك بالاتحاد، وما زلت على نفس الاقتناع. وساكون مخطئا ان ادعيت اني ضحيت بنفس القدر الذي ضحيت انت. ولذلك آمل ان كنت صادقا في غيرتك على الاتحاد ان تعيد النظر في قولك لأنه قول اثيم،وفي حكمك لانه حكم ظالم … ومتى راجعت نفسك مرحبا بك في مؤتمر الحزب القادم…. بالتاكيد سنموت جميعا وسيبقى الحزب حيا بارادة مناضليه اليوم وغدا وبعد غد. يمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

الكاتب الأول في المجلس الجهوي الموسع بجهة مراكش آسفي .. حصيلة الحكومة: تحقيق أرقام قياسية خطيرة في البطالة والهشاشة 

الكاتب الأول الأستاذ إدريس لشكر يترأس المجلس الجهوي الموسع بجهة مراكش -أسفي

انتخاب الاخ سعيد بعزيز رئيسا للجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان

انعقاد المؤتمر الثامن لإقليم الرباط