استقبل الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، أول أمس الأربعاء 11 أبريل 2018 بمقر المجلس، «كابرييلا باتايني دراجوني»، نائبة الأمين العام لمجلس أوروبا.
خلال هذا اللقاء، أوضحت «باتايني» أن زيارتها الحالية للمملكة تأتي في إطار الإعداد لبرنامج جديد للتعاون بين مجلس أوروبا والمغرب للفترة 2018-2021، ونوهت بالمناسبة بحصيلة التعاون بين الجانبين، مشيرة إلى أن الشراكة بين المغرب ومجلس أوروبا تركز على قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والسلم والاستقرار، وأضافت أن هذه الشراكة مفيدة لهما وتمكنهما من تبادل التجارب والخبرات الناجحة في الاتجاهين، مشيدة بالإصلاحات العميقة التي تشهدها المملكة. وأعربت على الخصوص عن الرغبة في الاستفادة من التجربة المغربية في محاربة التطرف، وقالت إنها تجربة أعطت نتائج جد مهمة، مثمنة دور جلالة الملك بصفته أمير المؤمنين في تكريس نموذج الإسلام المعتدل.
وعلى المستوى البرلماني، نوهت «باتايني» بمساهمة البرلمان المغربي في إنجاح الشراكة بين المغرب ومجلس أوروبا، وذكرت بأن البرلمان المغربي هو أول برلمان خارج أوروبا حظي بصفة الشريك من أجل الديمقراطية لدى الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا. وأشادت في ذات السياق بمصادقة البرلمان المغربي على نصوص تشريعية مهمة تدخل في إطار ترسيخ الديمقراطية وفصل السلط وحماية حقوق الأطفال وحرية الصحافة وغيرها.
من جهته، أكد رئيس مجلس النواب أن المغرب وأوروبا تجمعهما علاقات استراتيجية، مشيرا إلى «الوضع المتقدم» مع الاتحاد الأوروبي ووضع «الشريك من أجل الديمقراطية» لدى الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، وأضاف أن المغرب يتطور في جميع المجالات ويعتبر شراكته مع أوروبا رافعة للمزيد من الإصلاحات والتنمية. وأبرز المالكي أهمية الإصلاحات التي باشرتها المملكة المغربية في السنوات الأخيرة، مشيرا على الخصوص إلى تكريس استقلال القضاء، وتدبير الهجرة وفق مقاربة حقوقية، وحماية حقوق الطفل.
وتحدث المالكي عن أهمية معالجة ظاهرة الهجرة مع احترام تام لحقوق الإنسان، وبسط في هذا الإطار المجهودات التي قامت بها المملكة في تسوية وضعية المهاجرين غير الشرعيين، وأعرب عن استعداد المغرب تقاسم تجربته في هذا المجال مع الشركاء الأوروبيين، لافتا إلى احتضان المغرب قبل نهاية السنة للمؤتمر الدولي للهجرة إثر اختياره من قبل الأمم المتحدة لاستضافة هذا الحدث العالمي. من جهة أخرى استقبل الحبيب المالكي، أول أمس الأربعاء، سفير جمهورية العراق المعتمد بالرباط عبد الكريم هاشم مصطفى.
وتناول الجانبان، خلال هذا اللقاء، سبل تعزيز التعاون بين المملكة المغربية وجمهورية العراق في مختلف المجالات.
وأكد الحبيب المالكي، بالمناسبة، أن جذور العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين عميقة وقوية ومتينة، وأن العراق كانت قبلة لعدد كبير من الطلبة والمثقفين ورجال السياسة والمجتمع المدني المغاربة، مضيفا أن البعد الثقافي والتكويني في مراحل سابقة كان مهما ومحركا أساسيا للتعاون الاقتصادي على أساس الاستثمار في العنصر البشري.
وهنأ الحبيب المالكي السفير العراقي على ما حققته بلاده في مجال محاربة الإرهاب والانتصار على تنظيم «داعش»، وأضاف أن الإرهاب يشكل آفة دخيلة على جسم العراق وعلى الجسم العربي بصفة عامة، مشيرا في هذا الإطار، إلى أن تجربة المملكة المغربية في هذا المجال ناجحة وأن تبادل التجارب بين البلدين لا يمكن أن يكون إلا إيجابيا.
وعلى الصعيد البرلماني، دعا المالكي إلى تشكيل مجموعة الصداقة البرلمانية من الجانب العراقي للرقي بالتعاون بين المؤسستين التشريعيتين في البلدين.
من جانبه، أكد سفير العراق بالرباط أن العلاقات بين العراق والمغرب هي علاقات جيدة وتاريخية، مذكرا في هذا الصدد بتعيين العراق لسفيرها بالمغرب مباشرة مع بداية استقلال المملكة، شهر غشت 1956.
وجدد السفير تأكيد حكومة بلاده على الوحدة الترابية للمملكة، حيث سجل في هذا الإطار أن موقف العراق من هذه القضية هو موقف تاريخي وثابت منذ استقلال المغرب. كما دعا إلى تطوير العلاقات الرسمية والتمثيل الدبلوماسي بين البلدين من خلال إعادة فتح مقر السفارة المغربية ببغداد، كما أكد على ضرورة تعزيز العلاقات بين البلدين ومواصلة العمل المشترك، مضيفا أن اجتماع اللجنة المشتركة المغربية-العراقية المرتقب في شهر أكتوبر المقبل يعد فرصة سانحة للدفع بالتعاون الثنائي. وشدد على أن آفاق التعاون بين العراق والمغرب آفاق واعدة وهناك نوع من التكامل الاقتصادي بينهما، لاسيما في مجال المنتجات الفلاحية والطاقة.

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

الكاتب الأول يحضر اللقاء التواصلي الأول لنقيب المحامين بالرباط

تقديم طلبات التسجيل الجديدة في اللوائح الانتخابية إلى غاية 31 دجنبر 2023

الأخ عبد الحميد جماهري يشارك في الندوة الوطنية المنظمة من طرف حزب التقدم و الاشتراكية

الكاتب الاول ينعي وفاة الاخ عبد اللطيف جبرو