احتضن مقر جهة الدار البيضاء مساء أول أمس الأربعاء حفلا تكريميا للجالية البيضاوية في الخارج بمناسبة اليوم الوطني لمغاربة العالم، تخللته معزوفات من فن الملحون، ولوحات فكاهية من تنشيط الفنان الكبير عبد الرؤوف ونجله ياسين، في الفضاء المعماري الرائع لمقر الجهة، الذي يعتبر تحفة فريدة للفنون التقليدية المغربية الأصيلة.
جرى خلال هذه الحفل، الذي نظم بشراكة بين مجلس جهة الدار البيضاء وجمعية الوصل، وحضره العشرات من أبناء الجالية، تكريم زهاء 20 مهاجرا من أبناء الجهة، بينهم رجال أعمال ومستثمرون ومقاولون اجتماعيون ومثقفون ورياضيون وفاعلون جمعويون.
وقال عبد الحميد الجماهري، نائب رئيس مجلس جهة الدار البيضاء، أن هذا الحفل يعكس، بغض النظر عن الجانب الرسمي للاحتفال بعيد المهاجرين، وشائج المحبة التي تربط بين المغاربة المقيمين في أرض الوطن، ومغاربة العالم والروابط الوجدانية والروحية القوية المتبادلة بين مغاربة العالم ووطنهم الأم.
ووجه الجماهري كلامه للمشاركين في الحفل “أنتم لستم فقط سفراء للمغرب بالخارج، كما تطلق عليكم الدوائر الرسمية ووسائل الإعلام، بل أنتم الجينات التي زرعها المغرب في كل تراب العالم، أنتم حملة رسالة حضارية”. و”المغرب يعول على أبنائه في الخارج لإعطاء صورة للعالم حول انفتاحه وقيمه الإنسانية الرفيعة، قيم التسامح والتعايش”. وأضاف “ كما نعول عليكم في تخصيب الحضارة المغربية بما تأتوننا به من قيم كونية وإنسانية، وأيضا في تخصيب الحضارات الأخرى في بلدان الاستضافة بما تحملونه من جينات ثقافية وحضارية وإنسانية مغربية. فأنتم لستم مجرد سفراء، بل أنتم أكبر من ذلك، أنتم بلدكم، وهو يتجول، أنتم المغرب، وهو يتفتح، ويبدع تحت سماء أخرى، وأنتم بطبيعة الحال، هويتنا الجماعية، وحراس دارنا، لا سيما المهاجرات اللواتي نكنّ لهنّ حبا وتقديرا خاصين”.
ومن جانبه، أوضح صلاح المانوزي، رئيس جمعية وصل، أن تنظيم هذا الملتقى، هومبادرة الجمعية ، التي لقيت تجاوبا واستحسانا من طرف مجلس الجهة، مشيرا إلى أن تنظيم هذه التظاهرة، يعكس قناعة مشتركة بين الطرفين “بضرورة إيجاد صيغ متقدمة لإشراك مغاربة العالم في تنمية جهتهم”. وتعتبر هجرة البيضاويين-يردف المانوزي- حديثة مقارنة مع باقي مناطق المغرب، في الشمال والجنوب، مشيرا إلى أنها تتميز بكونها هجرة عائلية ونسائية وشبابية وذات كفاءات وخبرات عالية، وتغطي أزيد من 100 بلد.. وأن هدف هذه التظاهرة هو المساهمة في تعميق علاقة المهاجرين بالوطن، وأوضح أن “ما يحفزنا هو أن نجعل من هذا اليوم قوة تفاعلية واقتراحية”، وأعلن أن جمعية وصل، بصدد إصدار كتاب حول مغاربة العالم المنحدرين من جهة الدار البيضاء.
وفي السياق ذاته، استعرض إسماعيل المغاري، مدير مصلحة الشؤون الاجتماعية والثقافية والتربوية والقانونية لدى الوزارة المنتدبة لدى وزير الخارجية المكلفة بالمغا ربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، البرامج التي تقودها الوزارة لصالح أبناء الجالية، خاصة من الجيلين الثاني والثالث، مشيرا بالخصوص إلى البرامج والمشاريع التي تهدف إلى تعزيز الارتباط بالوطن والهوية المغربية، من قبيل فتح المراكز الثقافية المغربية بالخارج وتنظيم الجامعات الصيفية.
وقال إن الملك محمد السادس خصص يوم 10 غشت يوما وطنيا لمغاربة العالم مند سنة 2003، والذي تتخذه الحكومة فرصة للتواصل والحوار مع الجالية المغربية التي أصبحت تتوزع على 180 بلدا حول العالم. وأشار إلى أن اختيار هذا التاريخ يتزامن مع تواجد المهاجرين المغاربة بأرض الوطن لقضاء العطلة الصيفية، حيث يقدر عدد الذين يعبرون الحدود خلال هذه الفترة بنحو 2 مليون شخص.
واشار المغاري إلى أن الوزارة اختارت هذه السنة وضع احتفالات عيد المهاجر تحت شعار “الاستثمار”، وسيكون مناسبة للتعريف بمنظومة حوافز الاستثمار الموجهة لمغاربة العالم، خصوصا خدمات الصندوق الخاص لدعم استثماراتهم التي يفوق حجمها المليون درهم، والإمتيازات التي توفرها “الجهة 13” التي تم إحداثها بشراكة مع اتحاد مقاولات المغرب لمواكبة استثمارات المهاجرين، وغيرها من آليات الدعم والمرافقة والتوجيه والتعريف بالفرص التي تتيحها المخططات التنموية القطاعية لاجتذاب الكفاءات المهنية والعلمية والاستثمارية لمغاربة العالم من أجل المساهمة في ارتقاء المغرب وتنميته.