مرّةً أخرى يضرب الإرهاب بقوة، في مصر، مستهدفاً كنيسة في حلوان، ليؤكد أَن الخطر الإرهابي على هذا البلد، مازال متواصلاً، رغم أن الأرقام تشير إلى أَن سنة 2017، عرفت تراجعا في عدد العمليات الإرهابية (332عملية) مقارنة مع سنة 2016، التي شهدت 807 عملية، لكنها كانت أعنف، حسب ما أشارت إليه تقارير مصرية، مثلما حدث في مسجد الروضة، بسيناء، والذي سقط فيه 312 ضحية، بالإضافة إلى عدد كبير من الجرحى.
وذكرت هذه التقارير أن هذه السنة سجلت ارتفاعا في عدد الضحايا من المدنيين، كما أن الإرهابيين كثفوا من عملياتهم ضد المسيحيين، كان أخطرها تلك التي استهدفت حافلة كانت متوجهة إلى أحد الأديرة، كما زادت العمليات التي تستهدف كبار رجالات الدولة والقضاء، وتعتبر العديد من التقارير أن التراجع في عدد العمليات، سنة 2017، لا يعني إمكانية القضاء على الإرهاب، في الأمد القريب.
وتنطلق هذه الفرضية من أن الإرهابيين لا يشتغلون وحدهم، بل هناك قوى دولية وإقليمية، تدعمهم، وتسعى إلى زعزعة الاستقرار في مصر وإلى عزل منطقة شمال سيناء وإخلائها من السكان، في إطار مخطط مدروس.
وحسب الإحصائيات، فإن حوالي 88 في المئة من العمليات تتم في سيناء، والباقي يتوزع على مناطق أخرى، أولها القاهرة ومحيطها، وتتحمل تنظيمات مختلفة مسؤولية هذه الحوادث، مثل «داعش» و»القاعدة» والتنظيمات التابعة للإخوان المسلمين، مثل «حسم» و»لواء الثورة»، ويسمي التنظيم الذي يشتغل في سيناء، نفسه ب»أنصار بيت المقدس».
نظرية رعاية الإرهاب من الخارج، منتشرة في مصر، وقد عٓبّرَ عنها الاتحاد العام لنقابات مصر، في بلاغ له تم تعميمه بعد العملية الأخيرة في حلوان، حيث طالب ب»التحرك من أجل محاسبة الدول الداعمة للإرهاب»، كما سبق للشيخ عارف العكور، الناطق باسم قبائل سيناء، أن اتهم الموساد الإسرائيلي، بالوقوف وراء الجماعات الإرهابية في هذه المنطقة، بهدف إخلائها من سكانها وتهيىء البديل لترحيل الفلسطينيين إليها، كما أن أحد المستشارين في أكاديمية ناصر العسكرية، اللواء هشام الحلبي، كان قد صرح لوسائل إعلام أن الجماعات الإرهابية لا تعمل بمفردها، بل تحركها مخابرات دول معادية.
وفي جميع الأحوال، فإن توفير المقاتلين وتمويل وتسليح ودعم جماعات مسلحة يقدر عددها بالآلاف، لا يمكن أن يكون مجرد «مبادرات محلية».

الكاتب : يونس مجاهد

تعليقات الزوار ( 0 )

مواضيع ذات صلة

الخروج  اليوم عن المبادئ والقواعد والأعراف والتوافقات ترجمة لمنطق التغول : إلزامية عدم التراجع عن المكتسبات التي سبق إقرارها في النظام الداخلي

حتى  لا تتحول مجالس الحكامة الى آلية للتحكم

اليوم يفتتح ذ.إدريس لشكر المؤتمر الوطني لقطاع المحامين

الأغلبية تظهر «وحدة الواجهة ـ الفاصاد»، وواقع مكوناتها يؤكد ما قاله الاتحاد وكاتبه الأول..