قال تعالى (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ )  سورة النساء
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ((أربعٌ إذا كنَّ فيك فلا يضرَّنَّك ما فاتك مِن الدُّنْيا: صِدْق حديث، وحِفْظ أمانة، وحُسْن خليقة، وعفَّة طُعْمة)) رواه أحمد
هل يستوي الذين يفهمون والذين لايفهمون …في التعامل مع الشؤون العامة..؟
وهل يتكافأ الذين يعلمون كيفية إدارة أمور الناس والذين يجهلون..؟
وهل مثل من يمشي سويا على هدى العقل والحكمة مثل من يمشي مكبا على وجهه ..؟
وهل يقارن من يبني مواقفه وسياساته وأعماله بعد امتلاء قلبه حقدا ونفاقا وكراهية في تعاطيه مع شؤون الناس العامة والخاصة .. مع من ينتهج أحسن الكلام والمنطق ويدفع بالتي هي أحسن  للوصول إلى النتائج المتوخاة في احترام وتقدير للتنوع والاختلاف وتباين القدرات والعطاءات  …؟
هل نريد حكومة أو مؤسسات وهيئات تسعى وتعمل للتجاوب والتكامل الإيجابي مع مطالب الإنسان، وفقا لبرامج أحزابها الانتخابية المدبجة والمجملة لاستقطاب أصوات من بقي محافظا على حقه في التصويت ..؟  أم حكومة «متحـولة «تصبح بعد تقلدها لمهامها تناقض نواياها ووعودها «العرقوبية «وتتفنن بسياساتها المطبقة في الإجهاز والمساس بمصالح الشعب بتوسيع دوائر الفقر و البطالة و»تنمية» اليأس والتشاؤم والتطرف ..تحت مسميات الإصلاحات التي تبرم منها وتخوف من نتائجها المباشرة وغير المباشرة العديد ممن يعنيهم الأمر من العامة والخاصة ممن تقلد أو يتقلد أو يهيئ نفسه لمرحلة مقبلة ..؟
و هل استوى عند البعض من  الناس تشكيل الحكومة من عدمه..كما استوى بقاؤها برحيلها  ؟
إن الصورة التي رسمت بعشوائية تضليلية  «إعلاموية»  للمشهد السياسي  والمقدمة بطرق سيئة للجماهير بالتجاء البعض إلى فنون قلب الحقائق والتجريح والتشكيك والمساومة والابتزاز، تسعى إلى تصوير المجتمع – السياسي والمدني – وكأنه غابـة بكل حيواناتها الآكلة للحوم والمهددة لاستمرار أجناس وفصائل أخرى …
إن ما يهم الشعب هو أن يسترجع ثقته في النخب السياسية من خلال من «يتناوبون» على تحمل مسؤوليات إدارة العمل الحكومي والمؤسساتي تنفيذيا وتشريعيا وترابيا …تلك الثقة التي تضررت بشكل واضح وأصبحت تثير قلق حتى المبالغين في التفاؤل الذين يتشبثون  ب»قاعدة» إن التفكير والعمل لدخول الجنة يمر عبر الصبر والرضا وتحمل كل أخطاء أولي الأمر /الحكومة ونتائج ممارساتهم وقراراتهم وخاصة  السلبية  …
إن ما يهم الشعب هو ألا يضيع زمان ثمين لأبنائه وبناته ويتضرر معه أملهم وتفاؤلهم.. ليحل محله شك وعدم ثقة وغضب أو عدمية وسخط  قد يترجم عند من يضعف أمله وطموحه بأفعال ومواقف ترى في العديد من الأمكنة، ولا يتم التعامل معها كهزات إنذارية يمكن أن تعقبها هزات ارتدادية، وقد تخلف أضرارا وضحايا يسيرون على الأرض تائهين ومنهارين نفسيا، يبحثون عن أي حل ولو كان من نسج خيال لا يمكن تنزيله في الواقع .. فيسعى البعض من المتربصين إلى تصيد من بلغ عنده السيل الزبى لشحنه ضد الدولة والمجتمع .. أحيانا باسم السماء ومرات باسم «زعامات» وهمية تتفنن في  إخراج الأرواح وتحريرها من سجن أجسادها بإرسالها إلى الجنة أو إلى النار وفق توصيفهم لكل حالة، بما في ذلك تمزيق الأوطان بإراقة الدماء وسبي النساء وجعل ممتلكات وثروات الشعب والدولة غنائم تحل لهم تحت غطاء أن ذلك مما يتقرب به إلى الله ويدخل الفردوس الأعلى  …
إن الحديث عن الجودة والانسجام والعطاء والتنمية الشاملة المستدامة والحد من الفوارق الطبقية والنهوض الرصين بقطاعات التعليم والصحة والشؤون الاجتماعية والتشغيل ..وتنزيل القرارات والسياسات في تكامل مع المنظومة الحقوقية والإنسانية بما يضمن ويحقق ويحمي كل مكونات المجتمع ذكورا وإناثا  بمختلف الأعمار …الخ ليس حكايات ما قبل النوم أو ابتهالات ما بعد الاستيقاظ …إنه الضرورة التي لا تحتمل تأجيلا أو تسويفا أو تلفيقا.. إنه الواجب الذي لايمكن التعامل معه كأنه  مستحب أو مباح من أجل إرجاع الأمور إلى نصابها وتثـبيتها على أسس صلبة وقوية لا تؤثر فيها محن ولا أزمات..بإعطاء كل ذي حق حقه  ..وخدمة مصالح الناس ..والحد من كل مظاهر البؤس والفقر والهشاشة والعزلة ..وذلك بالانتصار للمستضعفين والمحتاجين والمرضى والمظلومين والمعطلين والعاطلين وكل المغلوبين على أمورهم …
سيفوز برضا الأمة بكل مكوناتها، كل من استطاع أن يشكل ويخضع وعيه وضميره وعمله لهذه القواعد، بعيدا عن كل أوجه الاستغلال الانتهازي لثقة وأمل و بساطة وأميـة الناس، المتعددة الأوجه،  وفقرهم وخوفهم من المجهول والتزامهم وانضباطهم محبة لوطنهم ..أما من كان نقيض ذلك فأمره إلى الله والى ضمير الأمة …